لقد بات واضحا ان وظيفة "داعش" في الخطة الاميركية ذات فروع ثلاثة الاول يتعلق بالاسلام لهدمه او على الاقل حرفه و تشويهه و الثاني اشغال محور المقاومة في الميدان لمنعه عن مواجهة اسرائيل و الثالث التمهيد للسلوكيات الاسرائيلية عبر سوابق ترسي عليها اسرائيل قرارتها الهدامة ، لذا تقوم داعش الان بكل ما تريد اسرائيل القيام به حاضرا و مستقبلا و ترسي ثقافة مرفوضة اصلا و تسعى لجعلها مألوفة معتادة يتقبلها الرأي العام اذا اعتمدتها اسرائيل ، ( و قد بدأت اسرائيل باستثمار ذلك فظهرت دعوات للجنود الاسرائيليين لاغتصاب نساء المقاومين حيث دعا الى ذلك احد الاساتذة الجامعيين الصهاينة مبررا الدعوة بتفشي هذه الثقافة في المنطقة على يد الاسلاميين ) و هنا يستوقفنا الصمت المريب عن سلوكيات "داعش" الوحشية و اغفال الاعلام الذي تحكم الصهيونية السيطرة عليه لما تقوم به داعش من جرائم و الافظع من ذلك هو ما يبديه عرب و مسلمون من عدم اكتراث بالامر .
Thursday, 31 July 2014
Thus, the aggression plan was detected and confronted by the resistance axis هكذا كشف محور المقاومة خطة العدوان وتصدّى لها
وكالة أوقات الشام الإخبارية
قد يكون السيد حسن نصرالله في خطاب "يوم القدس العالمي" فاجأ البعض ممن لم يصلوا الى معرفة طبيعة المقاومة التي يقودها حزب الله و طبيعة محور المقاومة الذي ينتمي اليه الحزب ، مفاجأة تمثلت في الاعلان الواضح عن حجم المخاطر المتشكلة في الافق ، و عن مشاركة الحزب خاصة و محور المقاومة عامة في المواجهة الدائرة في غزة و استعداده لتوسيع دائرة المواجهة ، مشاركة اعلن السيد عنها بعد ان رسم صورة المشهد الاقليمي بواقعية و علمية شفافة لم يهمل فيها اي جزئية مؤثرة على مساحة المنطقة من العراق الى فلسطين عبر سورية . لكن هل للمفاجأة ما يبررها ؟
من يعرف المقاومة و طبيعتها و يتابع ما يحصا في الاقليم ، لا يشكل الاعلان له اي مفاجأة لا بل يراه واقعا في السياق الطبيعي للامور لان المقاومة و محورها اختارت منذ نشأتها و و التزامها بمواجهة المشروع الصهيو اميركي ، اختارت العمل باسلوب علمي و منهجية تراعي الواقع و قواعد العمل الاستراتيجي من اجل توفير افضل فرص النجاح في المواجهة ، و لانها كذلك و بعد ان تبينت الخطة الاميركية الجديدة و حجم المخاطر التي تشكلها اتخذت من المواقف الدفاعية ما يرى الان بعضه في الميدان و ما يحتفظ ببعضه لاطلاقه في حينه بوجه خطة العدوان الجديدة التي تطلقها اميركا بعد فشلها في اكثر من خطة عملت عليها خلال السنوات الاربع المنصرمة من "الحريق العربي ".
فاميركا اليوم و ردا على نجاح محور المقاومة في افشال العدوان على سورية اطلقت خطة شيطانية مركبة عهد في تنفيذها ميدانيا الى "داعش" و "اسرائيل " فاوكل للاولى العمل في العراق كميدان رئيسي مع الاحتفاظ بما في اليد في سورية و بما يحتمل من التمدد غربا الى لبنان ، و تولت اسرائيل مهمة "الاجهاز على المقاومة " في غزة لفتح الطريق امام تصفية القضية الفلسطينية من دون ان يكون هناك عائق ميداني يحول دون توقيع صك الاستسلام .
هذه الخطة المتعددة الجبهات فرضت نفسها على الواقع فكشفها السيد نصرالله في خطابه الاخير بهذا القدر من الوضوح معلنا و بشكل حاسم قرار التصدي لها على صعيد محور المقاومة كله ، مكملا في ذلك ما كان الرئيس الاسد قد بدأه داعيا المعنيين بالشأن الى تحمل المسؤوليات في المواجهة لصيانة الانجازات التي تحققت حتى الان ، و هو الامر نفسه الذي اكد عليه و بوضوح كلي الامام الخامنئي في خطبة العيد الاخير . اذن الخطة كشفت و احاط محور المقاومة بتفاصيلها الموزعة على عنصرين تنفيذين كالتالي :
بالنسبة ل "داعش " بات اكيدا ان هذه المنظومة ليست في الاصل الا جماعات مسلحة انشأتها و نظمتها و ترعاها المخابرات الاميركية C.I.A بالتعاون و التنسيق مع الموساد و مهمتها هدم الاسلام الصحيح و افساد الانجازات التي حققها محور المقاومة في سورية و توسيع ميدان المواجهة ليشمل الحدود الايرانية العراقية لاشغال ايران دفاعيا على حدودها، مع السعي الى وضع اليد على منطقة شاسعة من العراق و سورية مع امكانية تمددها الى الغرب في لبنان حيث تتخذ طرابلس منفذا بحريا لها ، و لم تخف "داعش" على اي حال هذا الامر بل اعلنت و بكل وضوح خريطة دولتها تلك و ضمنتها اضافة لمن ذكر كل من الكويت و الاردن و فلسطين (اضافة تمويهية) .
أما الوظيفة العميقة لداعش فهي نشر ثقافة سلوكية تبرر لاسرائيل سعيها لاعلان نفسها دولة دينية للشعب اليهودي في كل العالم و هنا نجد كيف ان داعش اعلنت "دولة الخلافة الاسلامية" اي الدولة الدينية ، لتبرر لاسرائيل قيامها على اساس ديني ، و كيف انها طردت المسيحيين من الموصل ، لتبرر لاحقا طرد اسرائيل لمليون و نصف مليون عربي مسلم و مسيحي من الارض المحتلة في العام 1948 ، و كيف ان داعش دعت المسلمين في العالم الى الهجرة الى دولتها المزعومة لتبرر لاسرائيل دعوة يهود العالم للهجرة الى فلسطين باعتبارها وطن للشعب اليهودي ،
و اخيرا و كان هاما ان يلفت السيد حسن نصرالله النظر اليه ، كيف ان داعش تقوم بهدم الكنائس و المقامات الدينية و اضرحة الانبياء ، لترسي سابقة اسلامية في هذا الشأن تبرر لاسرائيل لاحقا هدم المسجد الاقصى و قبة الصخرة و كنيسة القيامة و كنيسة المهد و وضع اليد على الاماكن الاسلامية و المسيحية في فلسطين و تحويلها الى كنس و اماكن عبادة لليهود و استئصال كل ما له علاقة بالاسلام و المسيحية على ارض فلسطين . ( هنا تبدو ضرورة تشكل موقف اسلامي و مسيحي موحد يرفض ويدين تصرف داعش ليكون بمثابة العمل الاستباقي الدفاعي عن المسجد الاقصى و كنيسة القيامة و سواهما ).
لقد بات واضحا ان وظيفة "داعش" في الخطة الاميركية ذات فروع ثلاثة الاول يتعلق بالاسلام لهدمه او على الاقل حرفه و تشويهه و الثاني اشغال محور المقاومة في الميدان لمنعه عن مواجهة اسرائيل و الثالث التمهيد للسلوكيات الاسرائيلية عبر سوابق ترسي عليها اسرائيل قرارتها الهدامة ، لذا تقوم داعش الان بكل ما تريد اسرائيل القيام به حاضرا و مستقبلا و ترسي ثقافة مرفوضة اصلا و تسعى لجعلها مألوفة معتادة يتقبلها الرأي العام اذا اعتمدتها اسرائيل ، ( و قد بدأت اسرائيل باستثمار ذلك فظهرت دعوات للجنود الاسرائيليين لاغتصاب نساء المقاومين حيث دعا الى ذلك احد الاساتذة الجامعيين الصهاينة مبررا الدعوة بتفشي هذه الثقافة في المنطقة على يد الاسلاميين ) و هنا يستوقفنا الصمت المريب عن سلوكيات "داعش" الوحشية و اغفال الاعلام الذي تحكم الصهيونية السيطرة عليه لما تقوم به داعش من جرائم و الافظع من ذلك هو ما يبديه عرب و مسلمون من عدم اكتراث بالامر .
اما بالنسبة للعنصر التنفيذي الثاني– اسرائيل- فقد اتضح بان حربها على غزة جاءت في سياق الخطة ذاتها ، و انها انطلقت فيها متذرعة كذبا بقتل الصهاينة الثلاثة و هي الذريعة التي بدأ يتكشف زيفها على لسان الاعلام الغربي الذي يظهر بشكل او بآخر بان المخابرات الاسرائيلية ال "شين بيت" هي التي كانت و راءها تنفيذا او على الاقل تسهيلا و تفعيلا . و ان اهداف اسرائيل من الحرب - و رغم انها لم تعلن عنها شيئا تجنبا لاتخاذها لاحقا قرينة على الهزيمة و الفشل فيما لو اخفقت في الوصول اليها - ، ان اهداف العدوان هي تجريد المقاومة في غزة من سلاحها كما يرغب "محور اجتثاث المقاومة" (السعودية و دول في الخليج ) او تعطيل سلاحها و شله كليا كما يرغب "محور تدجين المقاومة " (تركيا وقطر ) .
ان خطة العدوان الجديدة التي تقوم داعش و اسرائيل بتنفيذها الان و التي انطلقت فعليا ب"مسرحية الموصل الداعشية " في الشهر الماضي و استكملت بالعدوان على غزة يبدو انها تعثرت رغم ما حققت من نجاحات في بعض العناوين ، و بات نجاح الخطة كما يبدو الان صعبا بسبب المقاومة و محورها و هنا يسجل ما قامت به سورية من احتواء ثم اجهاض لما قامت به داعش في الميدان السوري خاصة ما تم في جبل الشاعر و حلب و ريفها و القلمون ،
كما اننا نتوقف عند مشهد الميدان في غزة و هو يظهر بان حرب اسرائيل فشلت حتى الان في تحقيق اهدافها بسبب الدفاع الصلب الذي مارسته المقاومة الفلسطينية محتضنة بمحور المقاومة ، و ان محاولات اسرائيل لتعويض الاخفاق بحيل سياسية للتعويض فشلت ايضا بعد ان خرج القائد العسكري للقسام – محمد الضيف - معلنا صلابة موقف المقاومين و مناعتهم المضادة للضغوط ، و مؤكدا بلباقة ان القيادة الحقيقة هي لمقاتلي الخنادق و ليست لنزلاء الفنادق الذين اوكلوا الى تركيا وقطر امر التفاوض باسمهم .
ان مشهد المسرح الذي اختارته اميركا لتنفيذ خطتها الشيطانية الاخيرة ينبئ حتى الان بان الخطة هذه ستكون فاشلة كسابقاتها و لاجل ذلك نسجل التخبط في معسكر العدوان تخبط و خشية حملت الغرب على الالقاء بكل ثقله من اجل وقف اطلاق النار في غزة للحد من تداعيات الفشل الاسرائيلي و لاعطاء اسرائيل فرصة لالتقاط الانفاس و البحث عن مخرج من المأزق يمكنها من استئناف العدوان . و ان لقاء باريس المنعقد على عجل لبحث ما آلت اليه حرب اسرائيل على غزة او ما سبقه من اجتماع وزراء خارجية اميركا و فرنسا و مصر و معهم الامين العام للامم المتحدة في القاهرة ، او قول شمعون بيرس "بان الحرب على غزة استنفدت نفسها و يجب ان تتوقف " كلها مواقف ما كانت لتكون لو لم تكن اسرائيل في مأزق، فرض على هؤلاء البحث عن حبل نجاة يلقونه لها لمنع غرقها اكثر في الرمال المتحركة.
ان فشل الخطة الاميركية الجديدة ستكون له تداعيات تفوق كل تداعيات الاخفاقات السابقة ، لان هذه الخطة هي الورقة الاخيرة التي اتصور ان اميركا ستلعبها لانقاذ مشروعها في الشرق الاوسط و لذلك فهي تحشد لها كل ما يمكن حشده و فوق ما حشد للخطط السابقة ، و لهذا حذر السيد نصرالله من المخاطر و اكد الاستعداد و الجهوزية الكاملة للمواجهة حيث يجد محور المقاومة نفسه ملزما بالنزول بكل مكوناته الى الميدان لمنع نجاح داعش في وظيفتها ، و منع تحقيق اسرائيل لاهدافها ، و عندها يكون الانتصار الذي تلوح بعض عناصره رغم بعض الهنات هنا و هناك او حجم الخسائر و التضحيات .
البناء
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment