- مليونية بغداد: تحدّي إثبات الهوية
- توقعات بإحياء مشروع إقالة صالح: الفصائل تعدّ لـ«ثورة عشرين» ثانية!
- استمرار إخراج الجنود الأميركيين من العراق: ترامب… 11 إصابة جرّاء الردّ الإيراني
- أميركا تحظر دخول الإيرانيين وتنهي «معاهدة الصداقة» مع إيران
- وليد المعلم سلامة قلبك
- مقتل 50 أميركياً في مياه الخليج وتوجيه 6 صفعات شديدة إلى أميركا
- إلى الناهضين بالانتفاضة الشعبية: الشبكة الحاكمة انتهت صلاحيتهاوالكرة في ملعبكم
- مصادر «البناء»: البيان الوزاري لن يكون عقدة وشروط دولية مقابل دعم لبنان طبارة لـ«البناء»: المناخ الدولي إيجابي تجاه الحكومة.. والخليج سيستقبل دياب
Saturday, 25 January 2020
مليونيّة العراقيين ترفض الاحتلال والتواطؤ والالتباس
العراق اليوم في شوارع مدنه وأريافه لإعلان موقف وطني يقطع أولاً مع المحتل الأميركي مهدّداً المتواطئين معه بمصير مشابه له ومنبّهاً الملتبسين بانتهاء «الرمادية» في المواقف.
وما على الأحزاب العراقية إلا أن تنضم للمنتفضين على الاحتلال، او تقف الى جانب الأميركيين في وجه الشعب والقوى الوطنية، فهذا ما تتطلبه هذه المرحلة الدقيقة، التي نجح فيها الأميركيون في إلغاء كامل السيادة الوطنية، مبيحين لقواتهم المحتلة نصب الكمائن وقتل العراقيين وضيوفهم واستعمال قواعدهم العسكرية في أنحائه للإشراف على العراق ومراقبة إيران وإدارة المعارك في شرقي الفرات السوري المجاور.
سياسياً تمكّن الأميركيون من «بعثرة» السياسة العراقية على قاعدة تأجيج خلافات عرقية وطائفية وجسّدوها في دستور بريمير الذي يسمح للمناطق بالتحوّل الى أقاليم فدرالية تتمتع بإدارة ذاتية شبيهة بمراحل تسبق عادة الانفصال الكامل، معززين قوى سياسية في المنطقتين الوسطى والشمالية، وبعض الطامحين الى السلطة في أحزاب الجنوب وتشكيلاته وذلك لدفع البلاد نحو انفصال حقيقي بطروحاتها الفئوية واحتمائها بالأميركيين.
هناك اذاً سياسة أميركية تعمل بلا كلل منذ 2013 على إضعاف الدولة العراقية ونفخ القوى المناطقية لهدفين اثنين: إضعاف العراق الى حدود الترنح وغياب الموقف الوطني، وتأمين حريات واسعة يصبح الاستعمار الأميركي بموجبها قائداً لإدارة المنطقة عسكرياً وبالتالي سياسياً.
هذه هي الأسباب التي تعطل الدور العراقي في الداخل والخارج وتمنح الأميركيين القدرة على الإمساك بقرارته السياسية والاقتصادية والوطنية والحربية.
فما إن وافقت حكومة عبد المهدي على عقد اتفاقات تبادل اقتصادي مع الصين بين السلع والنفط حتى استشعر الأميركيون ولادة موقف عراقي يبحث عن وسائل قوة في وجه الاحتلال وقراراته بالعقوبات والخنق الاقتصادي.
ولدى شعورهم بإصرار عراقي على التنسيق مع سورية، قاموا بقصف قاعدة لحزب الله العراقي قرب منطقة القائم عند حدود العراق مع سورية.
بما يسمح إضافة هذين السببين الى التقارب مع إيران كأسباب لتصعيد أميركي أكثر خطورة يرمي الى نقل الضعف الوطني العراقي الى مرحلة تقسيم بين أقاليم متصارعة فتذهب ريح أرض الرافدين مرة واحدة من دون آمال كبيرة بإعادة تجميعها.
هذا ما عجّل بتنفيذ اغتيال أميركي علني لقائدين كبيرين من قيادة العمل الأمني الجهادي إقليمياً وعراقياً وهما القائدان قاسم سليماني وابو مهدي المهندس على مقربة من مطار بغداد الدولي.
وهذا يؤكد على استخفاف الأميركيين بالسيادة العراقية وانتهاكهم ضرورات التنسيق المسبق مع القيادات الأمنية العراقية كما تنص الاتفاقيات المعنية. بما يكشف أنهم نفذوا الاغتيال وهم متأكدون مسبقاً من عجز الدولة العراقية عن الاتفاق على قرار موحّد من هذا الاغتيال. وهذا ما حدث، فحكومة كردستان الشمالية تتلاعب بالكلمات والمفردات وصولاً الى إعلان رفضها الكامل لسحب القوات الأميركية من العراق، كذلك فإن رئيس المجلس النيابي الحلبوسي يطالب بإقليم مستقل لوسط العراق في رسالة تهديدية لمن يطالبون بسحب الأميركيين، ما أفرز المعادلة التالية: وهي إعلان إقليم للاكراد وآخر للسنة في حالة الإصرار على طرد الأميركيين من ارض السواد. وهذا ما يبني عليه الأميركيون دائماً لإجهاض أي محاولة لفرض ظروف موضوعية تؤدي الى سحبهم.
اما الدليل الساطع على موضوعية هذا المطلب فموجود في واحد من تصريحات الرئيس ترامب الذي اكد فيه ان قواته أنهت الإرهاب في العراق. وهذا دافع للسؤال عن الدواعي لبقاء الأميركيين في العراق، ما دام مبرر وجودهم استناداً الى الاتفاقيات الموجودة، هو دعم العراقيين لمحاربة الارهاب!
لذلك بدأت المراوغة الأميركية بالزعم بعودة قريبة للإرهابيين مع دفع قيادات في المناطق الكردية والوسطى الى الاصرار على الانفصال في اطار اقاليم مستقلة. إلا اذا بقيت قوات الاحتلال الأميركية في العراق بما يكشف مدى الترابط بين الاستثمار السياسي لبعض القوى البرازانية في الشمال والحلبوسية – التركية السعودية في الوسط.
ما العمل اذاً؟
تداعت قوى سياسية مستقلة وأخرى تنتمي الى تحالف الحشد الشعبي والعاصمة بغداد وبعض الوسط الى استفتاء جماهيري يعلن قوة العراق في جمهوره الهادر اليوم والمتكوّن من مختلف أطيافه وأعراقه من عربه من الشيعة والسنة الى قسم من أكراد مقيمين في بغداد الى مسيحيين كلدان وأيزيديين وصابئة. وعشائر من الأنبار وشخصيات سنية معتدلة مدعومة من مراكز إفتاء ووجهاء وشيوخ.
بما يشمل جنوب البلاد ومناطق العاصمة وأريافها وبعض الوسط في اوسع تعبير عن وحدة العراق منذ احتلاله من قبل الأميركيين في 2013.
وفي إصرار على التحدي ينطلق اليوم عراقيو بغداد من منطقة الجادرية في عاصمتهم قرب السفارة الأميركية وذلك للانضمام الى حشود مليونيّة تعم البلاد بأسرها.
ما هو جدير بالملاحظة هما تهديدان أحدهما من قيادة البرازاني تحض الأكراد على عدم المشاركة مع بيانات غير موقعة ورسائل من وسائل الاتصال الجمعي تحذر ايضاً أهالي الوسط من المشاركة فيها.
هذا الى جانب وسائل الإعلام الخليجية العاملة دائماً على بث الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة وتوحي وكأن المليونيّة هي لدعم إيران.
لكن كل هذه الأساليب لن تعطل زحف الملايين الساعية الى توفير القاعدة الشعبية للعراق الوطني الرافض لسياسات التقسيم الأميركية والخليجية والتركية والإسرائيلية.
فكيف يقبل العرب محللاً إسرائيلياً يدعى كوهين يقول على شاشة احدى المحطات الخليجية ان الكيان الاسرائيلي المحتل مستعدّ لدعم السنة ضد الشيعة؟
لذلك فإن هذا اليوم المليوني الموحّد للعراقيين هو مثابة قطع نهائي مع المراحل السابقة وتأريخ لبدء العمل بالمساواة بين العراقيين في السياسة الوطنية الرشيدة وتوزيع المال العام على كل المكونات العراقية على قاعدة إجهاض الفساد والتبذير والمساواة، في الانتماءات الاجتماعية لمصلحة الولاء لوطن عراقي موحّد يستوعب تنوعات ابنائه ساعياً الى استعادة دوره الإقليمي واستقلاله السياسي.
فيديوات متعلقة
مواضيع متعلقة
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment