اليرموك، لن يرموك! - زهير أندراوس
أطلق المعارض السوريّ، جورج صبرا، هذا الأسبوع تصريحًا من العيار الثقيل، يجب التمّعن فيه، وفهمه لأنّه يحمل في طيّاته الكثير من الحقد الدفين والكراهية والعداء، وتداعياته خطيرة للغاية، على سوريّة وعلى اللاجئين الفلسطينيين في هذا القطر العربيّ، ويؤكد بالدليل القاطع على نوايا من نصّبوا أنفسهم ممثلين للشعب العربيّ السوريّ، وهم يقضون أوقاتهم في التنقل من عاصمة إلى أخرى، عربيّة أوْ غربيّة، وينزلون في فنادق الخمس نجوم. التصريح الفاجر كان في مقابلة مع فضائية العربيّة، التابعة لآل سعود، الحلفاء المطيعين لرأس حربة الإمبرياليّة العالميّة، أمريكا، التي تكره كلّ ناطق بالضاد وكلّ من يقول لا إله الله محمد رسول الله،
***
ولكنّ الحملة على الفلسطينيين في بلاد الشام لم تقتصر على المعارضة السوريّة، فمن رام الله المحتلة أطّل علينا، عضو عصابة أوسلو، المدعو ياسر عبد ربه، وناشد المجتمع الدوليّ بالتدّخل لمعاقبة النظام السوريّ الخطر على جيرانه، بحسب المتزعم الفلسطينيّ، وهو من أزلام واشنطن المخلصين حتى الثمالة،
***
من نوافل القول والجزم أيضًا إنّ المعارضة السوريّة، وتحديدًا صبرا والمالح، مرتبطة ارتباطًا عضويًا كاملاً بالإدارة الأمريكيّة، التي تقوم بتزويد المسلحين الإرهابيين بالأسلحة والعتاد بهدف إسقاط الدولة السوريّة، التي كانت وما زالت وستبقى شوكةً في حلق الإمبرياليّة والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة، كما أنّها ترقص على موسيقى النشاز التي تُلحنها واشنطن، وتعزفها القارّة العجوز، وتُغنيها دولة الاحتلال، ونفس الأمر ينسحب على السيّد عبد ربه في رام الله المحتلّة، فهؤلاء الأشخاص انخرطوا في المشاريع الأمريكيّة من الفوضى الخلاقّة، إلى الشرق الأوسط الكبير، مرورًا بالشرق الأوسط الجديد، الذي يهدف في ما يهدف إلى إخراج مفهوم المقاومة والممانعة من مُعجم أمّة الناطقين بالضاد، والبقاء رهائن للرأسمال الأمريكيّ، الذي يُخطط ويُخرج إلى حيّز التنفيذ الاستباحة الكاملة للوطن العربيّ، وتحويله إلى تابعٍ أكثر ممّا هو تابع في هذه الفترة، تخيّلوا يا سادتي، وفكّروا يا سيدّاتي: ماذا سيحّل بالمعارضة السوريّة في حال رفع أمريكا يدها عنهم؟ نقول هذا لأنّه كما أنّ للإرهاب لا دين، فللرأسماليّة لا اعتراف بالدين، سوى دين الدولار، ولا نستبعد البتة تخلّي أمريكا عن هذه المعارضة، كما فعلت في مناطق أخرى في العالم خدمةً لمصالحها التكتيكيّة والإستراتيجيّة.
***
والشيء بالشيء يذكر: سوريّة الأسد، وعلى الرغم من الترهيب تارةً والترغيب تارةً، رفضت الانصياع لأمريكا، وبقيت تُغرّد خارج السرب، خلافًا لجميع الدول العربيّة، التي لبست قبعها ولحقت ربعها، ومن هنا كان المخطط للقضاء على الدولة السوريّة، وليس كما يُحاولون التصوير بأنّ الهدف هو إسقاط الرئيس الأسد وإطلاق الحريّات للشعب السوريّ، ومَنْ يُشكك في أقوالنا فلينظر ماذا فعل الأمريكيون في بلاد الرافدين، وليبيا، واليمن ومصر والحبل على الجرار، ذلك أنّه في صلب العقيدة الأمريكيّة العامل الأهّم هو الحفاظ على أمن دولة الاحتلال، الحبيبة الربيبة، إسرائيل، وعدم السماح بأيّ شكلٍ من الأشكال، للدول العربيّة، إذا جاز التعبير، كسر التفوق العسكريّ لدولة الاحتلال، لتبقى فزّاعة تُخيف العرب من محيطهم إلى خليجهم.
***
اللافت أوْ بالأحرى عدم اللافت، أنّه على الرغم من الخلافات المتجذرة بين حركتي حماس وفتح، نرى أنّهما باتتا على اتفاق في مسألة مخيم اليرموك، حماس، التي طعنت سوريّة بالظهر، سوريّة التي استقبلتها واحتضنتها وقادتها بعد طردهم من الأردن عام 1999، لم تتورّع عن رفع علم الانتداب الفرنسيّ في ذكرى انطلاقتها الـ25 قبل أسبوعين في غزّة، في الحقيقة لم أُفاجأ عندما شاهدت رئيس الدائرة السياسيّة في الحركة، خالد مشعل، وهو يرفع علم الانتداب، مع بقية قادة حماس،
"هل سمعتم أنّه تمّت المصالحة الفلسطينيّة في موقعين، الموقع الأوّل في مخيم اليرموك لتوريط الفلسطينيين هناك في الأزمة السوريّة.
ومن أجل ماذا؟ لإرغام القيادة السوريّة على ضرب هؤلاء فيكون المخيم المكان الذي يُبرر التدّخل الغربيّ، هكذا كان ولا يزال إعلام أوسلو-ستان يولول ويرّوج. أليس هذه جريمة نكراء ومآلها تجميع الفلسطينيين في الأردن ودعم الوطن البديل،
والموقع الثاني في القبول بأوسلو".
***
وكلمة حق يُراد فيها حق: قائد الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين-القيادة العامّة، أحمد جبريل، يتعرّض في هذه الأيام لحملة سافرةٍ من قبل متزعمين عرب وفلسطينيين لاستماتة مقاتليه في الدفاع عن مخيم اليرموك في سوريّة، وعدم السماح للإرهابيين باقتحامه، الجبهة تستحق التقدير لتحملها عبء الدفاع عن المخيم، وهي تتعرض لحملة افتراء إعلامية مضللة، يمكن كشف خلفياتها بمجرد طرح الأسئلة التالية:
***
وفي زمننا الرديء، نجد الكثير من أصحاب الأقنعة المزيّفة، أوْ ما يُسّمون أنفسهم بأصحاب المبادئ، رجاءً، ابتعدوا عنهم، حتى لا تكونوا ضحيةً لإنسانٍ مزدوج الشخصية...
وما زالت الأقنعة تتساقط، يا ترى كم قناع سوف نكتشفه قبل فوات الأوان؟
* كاتب من فلسطين داخل الداخل
- Is Yarmouk Headed for the Same Fate as Nahr al Bared?
- What happened in Yarmouk Camp: A story of Fatah and Hamas betrayal
- Who is the benificiary of the displacing of the displaced Palestinian in Syria?
- “As Yarmouk goes, so goes Damascus. As Damascus goes, so goes Syria”
- Ahmad Jibril to be expelled from the PL(iquidation)O
- Do you Remember the Operation of Qibya in the night of gliders?
No comments:
Post a Comment