يمكن اعتبار تاريخ الخامس والعشرين من ايار – مايو 2013 يوماً لانطلاق المشاركة الرسمية لحزب الله في صدّ الحرب الاميركية – التكفيرية على المنطقة انطلاقا من الأراضي السورية. لا مكان للتواضع المقاوم بعد هذا اليوم، ولا حاجة للغرور والتعالي السوري الرسمي والشعبي ، فالمعركة على سورية اكبر منها،والدفاع عنها ليس دفاعاً عن شعبها وجيشها بل هي واجب كل عربي لحماية نفسه وبيته وعائلته من الموت والفناء.
مضمون خطاب السيد نصرالله كان متداولاً في أوساط قيادات حزب الله وفي أوساط قيادات عراقية وإيرانية منذ أشهر ستة، وأما القناعة بالمشاركة في الدفاع عن سورية فلم تحسمها سوى الأسابيع العشرة الماضية والتي تسارعت خلالها التطورات سياسياً وأمنياً وعسكرياً على ثلاث محاور:
محور وساطة قام بها حزب الله بين النظام السوري وبين قوى أساسية كان الجميع يحسبها فاعلة عسكرياً في المعارضة السورية، وشارك في الوساطة وعلى أعلى مستوى قوى إسلامية سنية مصرية وفلسطينية ولبنانية .
حملت الوساطة التي وافقت عليها القيادة السورية شروط حل مجحفة بحق النظام ومناسبة جداً لقوى إسلامية يمكن لها ان تتقاطع مع النظام في عداء اسرائيل لو أن ما تعلنه يشبه ما تضمره، فلما جرى رفض الوساطة والمبادرة رغم موافقة النظام عليها ، اقتنعت قيادة حزب الله ومن خلفها القيادة الإيرانية بأن ما يراهنون عليه من أصالة بعض القوى الإسلامية أمر في غير مكانه، وأن ما يشاع عن اتفاقيات بين هذه القوى وبين الأميركيين بخصوص تبادل المصالح أمر حقيقي وخيار استراتيجي اتخذته هذه القوى وتلتزم به.
تبين خلال الأشهر الستة الماضية أن تحولاً ميدانياً كبيراً حصل على صعيد التدفق التسلحي والعددي لقوى ترتبط بالقاعدة بالتزامن مع الحديث عن حل سيّاسي توافق عليه الأميركيون والروس ووافقت عليه إيران ضمناً يتمظهر فيما يقال عن جنيف 2 .
الإستغلال الأميركي لحديث السلام والحوار لتمرير أكبر عملية تحول عسكري على الأرض لهزيمة النظام عسكرياً ودخول دمشق واسقاطها واغتيال الرئيس قبل الوصول إلى جنيف 2، حتّم على المقاومة وعلى الجمهورية الإسلامية التكفير مليّاً فيما يحتمه عليها واجب حماية المنطقة وشعوبها المهددة بوجودها من آفتين " الهيمنة الأميركية" وتسونامي الحركات التكفيرية التي أصبحت الأكثر شعبية في صفوف المسلحين السوريين وأنصارهم العرب والجهاديين الدوليين"
دخول أعداد هائلة من التكفيريين السعوديين والخليجيين عامة والعرب والقادمين من كل العالم الاسلامي بما فيهم شيشانيين وباكستانيين ويمنيين جرى تسهيل انتقالهم إلى سوريا عبر تركيا في الغالب وبكرم ضيافة كبير من أنقرة وعمان ومن قيادات أمنية وسياسية في بيروت. وبلغت الأعداد التكفيرية حداً جعلت من أي قوى أخرى في المعارضة سواء من الإخوان المسلمين أو القوى المستقلة سياسياً في سورية المرتبطة تمويلاً وتسليحاً بالخليجيين جزءاً صغيراً أمام بحر كبير من التكفيريين الذين تكتلوا مع أنصار لهم في سورية تركوا المجموعات الأخرى وذابوا في القاعدة وتخلقوا سريعاً بأخلاقها الدموية الوحشية التي لم يظهر في الإعلام إلا بعض من بشاعتها .
دخول إسرائيل على خط المعركة في سورية بحيث اعتبرت إيران والمقاومة أن المعركة في سورية لن تنتهي بحوار وهو الأمر الذي لم تسطيع حركة الإخوان المسلمين في مصر أن تلزم به فرعها السوري بسبب تبعية الأخير المطلقة للاميركيين وتمردهم علي التنظيم الأم، الأمر الذي عنى أن الحوار ممنوع وحسم النظام السوري للمعركة سيؤدي الى دخول قوى خارجية على خط مساعدة المسلحين المناوئين له عسكرياً حتى لو تطلب دخولاً إسرائيلياً علنياً إلى جانب مقاتلي المعارضة. خاصة و أن أي تقدم أحرزه الجيش السوري في الفترة الماضية كانت قوى عسكرية محترفة من دول عدة من بينها اوروبية وعربية وتركية ،وحتى من اسرائيل ، تشارك في التخطيط وفي قيادة عمليات المعارضة العسكرية. وقد سجلت اجهزة استخبارات المقاومة والحليفة لها مشاركة تلك القوى الخاصة الخارجية بصمت في فكفكت نتائج الاندفاعة العسكرية السورية الاخيرة في ريفي حماة – حلب ، وفي ريف دمشق، وذلك من خلال مساعدة القوى المسلحة للمعارضة على استعادة تنظيمها ومن خلال تزويدها بالاسلحة الانسب والتي تبين ان انواع شديدة الحداثة والتطور موجودة بحوزتها وعلى الاحص بحوزة الألوية التي تعلن انتمائها لتنظيم القاعدة، هذه المشاركة العلنية الخارجية – الإسرائيلية ليست خافية على مقاتلي المعارضة لذا لم تكن خافية على حزب الله وعلى إيران خاصة في درعا والقنيطرة وفي القصير و في حمص .
محصلة اجتماعات استراتيجية عديدة عقدت في بيروت وبغداد ودمشق وطهران حملها قائد المقاومة الى طهران واضعا نتائجها على طاولة صاحب القدرة على اتخاذ ما يلزم من اجراءات استراتيجية لدعم المقاومة في خيارها عند اتخاذها لقرار اقليمي خطير بحجم خوض حرب شاملة دفاعا عن سورية وعن المنطقة .....
" لا نريد حربا بين السنة والشيعة ولا بين السنة والوهابيين، نحن هدفنا ان نقاتل نحن والوهابيين ضد اسرائيل " !!
خطاب السيد نصرالله يعني امرا واحدا لا ثان له:
" إنها الحرب الاسرائيلية الاميركية على العالمين العربي والاسلامي، وأيا يكن الطرف الذي يقاتلنا به الاميركيون فسنقاتله ...وسننتصر "
عربي برس
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment