أبريل 8, 2017
إن الجهود المضنية التي بذلها جنرالات ومخططو البنتاغون وقيادة الناتو وغرفة عمليات الموك في الأردن والموم في إنطاكية لإعداد خطة الغزو الشامل لسورية بعد توجيه ضربات صاروخية مدمّرة للبنى العسكرية السورية قد ضاعت الآن في تضاريس بلدة الشعيرات وقاعدتها الجوية…
والمعروف أن خطط قيادة العدوان الدولي على سورية كانت قد بدأت بهجوم العصابات المسلحة المنسّق في جبهتي دمشق جوبر / القابون وريف حلب الشمالي الشرقي والذي كان من المفترض ان يتبعه هجومان واسعان ضد المناطق الحيوية في سورية:
الأول في شمال سورية وشمالها الغربي من قبل قوات الجناح الشمالي لحلف الناتو، أي الجيش التركي وبعض وحدات القوات الخاصة الأميركية والبريطانية والفرنسية، انطلاقاً من قواعدهما في منطقة التنف الحدودية مع الأردن، وذلك بهدف استكمال السيطرة على الشمال السوري كله وأخذه رهينة للتفاوض عليه مع روسيا مستقبلاً.
والثاني على الجبهة الجنوبية منطقة درعا / القنيطرة من قبل قوات الجناح الجنوبي لحلف الناتو والمكونة من وحدات من الجيشين الأردني و«الاسرائيلي»، بالإضافة الى العصابات المسلحة في المنطقتين بمشاركة سلاح الجو في البلدين طبعاً . والذي كان من المفترض أن يبدأ فور نجاح العصابات المسلحة بتحقيق خرق كبير باتجاه قلب العاصمة السورية دمشق عبر منطقة العباسيين ..
ولكن حسابات البيدر لم تكن على قدر حسابات الحقل ففشلت العصابات المسلحة في تحقيق أي نجاح لا في جبهة العاصمة ولا في جبهة حماة، فاضطر المشغل الأميركي أن يأخذ الأمور على عاتقه وأن يدخل مباشرة الى الحلبة، لعله يحقق ما فشل في تحقيقه مستخدَموه في إطار الخطط الرامية الى إسقاط الدولة الوطنية السورية .
فكان أن اتخذ قرار القيام بتوجيه ضربات صاروخية متتالية للجيش العربي السوري بمختلف صنوف أسلحته، وكانت البداية مع قاعدة طياس الجوية الشعيرات شرق حمص، وذلك بهدف إحداث صدمة زلزالية في قيادات وهياكل الدولة السورية وقواتها المسلحة.
وهنا أخطأ الأميركيون حساباتهم وبان بؤس جنرالاتهم وتخطيطهم العسكري، إذ إن الدفاعات الجوية السورية تمكّنت من إسقاط ما يزيد على ستين في المئة من الصواريخ التي تمّ إطلاقها ٣٦ صاروخاً إضافة الى ان الإجراءات الاحترازية الأمنية الروتينية المطبقة من قبل قيادة سلاح الجو السوري في جميع قواعده قد ضمنت تقليل الخسائر البشرية والمادية الى الحدود الدنيا.
وبالتالي فشل الضربة الصاروخية بشكل مطلق في تحقيق إحداث الصدمة وما توقعوه من ثم انهيار سريع في صفوف الجيش العربي السوري مما أجبر الجنرالات الأميركيين وأذنابهم الأوروبيين والإقليميين على وقف تنفيذ بقية مراحل الهجوم المنسّق الشامل ضد سورية.
وبهذا يكون قد فشل الهجوم الصاروخي الأول على سورية بذريعة مسرحية استخدام السلاح الكيماوي الأولى، صيف ٢٠١٣ بعد إسقاط الدفاعات الجوية الروسية أول صاروخين أطلقتهما البحرية الأميركية باتجاه الاراضي السورية، واليوم يفشل الهجوم الصاروخي الثاني الذي شنته البحرية الأميركية على سورية إثر مسرحية الكيماوي الثانية.
وتابعت القيادة السياسية والعسكرية السورية أداء مهامها كالمعتاد، بدعم من حلفائها، بينما قبع الخائبون الخائفون أذناب اليانكي الأميركي يندبون حظهم على قارعة الطريق، عَل سيدهم في البيت الأبيض ينقذهم من السقوط المدوي…
وعليه يؤكد المتابعون في رصد العدوان الجديد ما يلي :
أولاً: عبثاً تحاولون أيها الخائفون الأميركيون والأردوغانيون والصهاينة. فأنتم أصغر من قهر الإرادة العربية والاسلامية المقاومة والرافضة شعوذاتكم حول الشرق الاوسط الجديد او الكبير او العثمانية الجديدة او الناتو العربي او الناتو العربي «الاسرائيلي» او غيرها من المسمّيات التي تجود بها مراكز الأبحاث الأميركية الصهيونية الممولة من العائلة السعودية، خادم الماسونية العالمية، وأداة الاستعمار الأميركي والصهيوني في العالمين العربي والإسلامي.
إن سورية، دولة العروبة والمقاومة، ومعها حلفاؤها الاوفياء ليست بيت عنكبوت يمكن أن يسقط ويتفتت عند وصول أول هبة ريح او دفعة صواريخ توماهوك غادرة او غير ذلك من اسلحتكم الاجرامية، التي أدخلتموها الى سورية منذ ست سنوات ونيّف بمئات آلاف الأطنان بهدف إسقاط الدولة السورية المقاومة وضرب حلف المقاومة، حماية لقاعدتكم العسكرية الثابتة على الارض الفلسطينية والتي تطلقون عليها اسم «اسرائيل» .
ثانياً: نقول إن سورية لن تسقط ولن تخضع لسيطرتكم، تماماً كما أن العراق لم يسقط رغم إسقاطكم للدولة العراقية وحلّ الجيش العراقي وها هو العراق يعود ثانية ركناً من أركان المقاومة ضد الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني لفلسطين رافضاً الخضوع لمشاريعكم ومؤامراتكم، ويعمل جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري والقوات الحليفة لتأمين الحدود العراقية السورية أمام محاولات داعش وأخواته السيطرة على هذه المنطقة الحدودية إلهامة بين سورية والعراق وصولاً الى الحدود الاردنية.
ثالثاً: نقول عبثاً تحاولون من ان تنالوا من الدولة السورية المقاومة، قلب العروبة النابض والعمود الفقري في جبهة المقاومة، لأن صمودها وإرادتها وأعصاب قادتها وقدرتهم على التحكم والسيطرة على كل تفاصيل مجريات الحرب العالمية الطاحنة التي تشنّ على الدولة السورية منذ ما يزيد على ست سنوات بتخطيط صهيوأميركي وتمويل سعودي قطري وتآمر أردوغاني وتسهيلات تركية أردنية وإسناد ناري مباشر من الكيان الصهيوني تارة ومن سيده في البيت الأبيض تارة أخرى .
رابعاً: فكما فشل العدوان الأميركي، أواخر شهر أيلول ٢٠١٦، على جبل الثرده جنوب دير الزُّور في التمهيد للإرهابيين لاجتياح مدينة دير الزُّور ووصلها مع «عواصم داعش» في الرقة ودير الزُّور، كذلك فشلت محاولة الإغارة على مواقع الجيش السوري في ١٧/٣/٢٠١٧ لمساعدة مسلحي داعش وأخواته في إحراز اي تقدم في ريف حمص الشرقي.
لا بل إن فشل «اسرائيل» في تحقيق أي من أهداف الغارة لم يقتصر على جانب واحد بل كان متعدّد الجوانب. فبالإضافة الى الفشل العام في الوصول الى الهدف، فإن صواريخ الدفاع الجوي السوري قد اصطادت الطائرات المعادية حتى قبل دخولها الأجواء السورية مما أدى الى إسقاط إحداها وهبوط الثانية اضطرارياً في قاعدة اسدود الجوية بسب إصابتها بصاروخ سوري. وفرار بقية طائرات التشكيل المعادي بعد أن سجلت ضبطها أي وقوعها في مدى نيران الدفاع الجوي السوري من دون أن تحقق أهدافها.
كان ذلك بفعل استخدام سلاح الجو السوري منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز S 200 .
خامساً: واليوم فإننا نحن محبّي الأم الحنون سورية وليس فرنسا نعلن ونيابة عن المعنيين عن أن وسائل الدفاع الجوي السورية قد أسقطت ما مجموعه ستة وثلاثون صاروخاً أميركياً مجنحاً من طراز توماهوك ٣٦ صاروخاً من أصل تسعة وخمسين صاروخاً كانت قد أطلقت من بارجتين حربيتين أميركيتين متمركزتين في نقطتين مرصودتين بدقة في شمال غرب المتوسط، والتي تمّ إسقاطها قبل أن تبلغ الأهداف المحدّدة لها في قاعدة الشعيرات الجوية ومواقع الدفاع الجوي السورية المحيطة بها.
سادساً: كما أننا نعلن أن المعنيين في وسائل الدفاع الجوي كانوا قد رصدوا الصواريخ المعادية، وبواسطة الرادارات الحديثة المخصصة لذلك، وهي متّجهة الى أهدافها وقبل بلوغها الأهداف بعشرات الكيلومترات. وعليه فقد تمّ التعامل مع دفعتي صواريخ التوماهوك الأميركية، المتجهة الى أهداف في قاعدة طياس مطار الشعيرات وما يُحيط بها من منشآت للدفاع الجوي، بواسطة منظومة الدفاع الجوي المخصصة لمواجهة أهداف جوية كهذه. وهذه المنظومة هي شبكة صواريخ بانتسير SM والتي يطلق عليها في حلف الناتو: صواريخ ارض/ جو من طراز SA 22 .
وهذه المنظومة هي سلاح دفاع جوي صاروخي مخصص للتعامل مع الأهداف الجوية المختلفة، ومن بينها الصواريخ المجنحة على الارتفاعات المنخفضة جداً والعالية جداً.
سابعاً: وهنا فإننا نذكّر من قد يستغرب هذا الإعلان الصادم وغير المسبوق، ولذلك فإننا نودّ أن نهوّن على المذلولين هول الصدمة ونذكرهم بأن الدفعات الجوية السورية كانت قد أسقطت طائرة تركية من طراز RF-F4 بتاريخ ٢٢/٦/٢٠١٢ بالقرب من اللاذقية. إذ إن الجيش السوري يملك هذا النوع من صواريخ الدفاع الجوي منذ العام ٢٠٠٧، رغم الضغوط الأميركية التي مورست على روسيا لمنعها من تزويد سورية بهذا السلاح.
ثامناً: وللمزيد من التوضيح، فإننا نود إحاطة القارئ الكريم، علماً ببعض المواصفات العملياتية لهذه المنظومة الصاروخية المضادة للطائرات. وأهم هذه المواصفات ما يلي :
١ – يحتاج الصاروخ ما بين ٤-٦ ثوان لاكتشاف وتحديد وضبط الهدف الجوي أو وضعه في مجال رماية الصاروخ .
٢- ينطلق الصاروخ بسرعة ١٣٠٠ متر في الثانية، أي ٧٨ كيلومتر في الدقيقة، وهذا يعني أنه يلاحق الهدف بسرعة أربعة آلاف وستمئة وثمانين كيلومتراً في الساعة، مما يجعل إمكانية نجاة الهدف الجوي المعادي من الإصابة والإسقاط بواسطة هذا الصاروخ أقل من الصفر.
٣- تستطيع هذه المنظومة رصد وملاحقة وضبط الأهداف الجوية المعادية من مسافة ٧٥ كيلومتراً وتستطيع ضبطها وإطلاق الصاروخ عليها من مسافة أربعين كيلومتراً.
٤- إصاباتهما دقيقة وأكيدة بنسبة تقارب المئة في المئة من ارتفاع صفر متر، أي من مستوى سطح الارض …. وحتى عشرة آلاف متر ارتفاع….. خاصة أن صواريخ توماهوك مصممة للطيران المنخفض تفادياً للرادارات.
٥- تحمل رأساً متفجراً يزن عشرين كيلو غراماً…
تاسعاً: أما صواريخ توماهوك الأميركية المجنحة فأهم مواصفاتها العملياتية هي التالية :
١- طول الصاروخ ستة أمتار وخمسة وعشرين سنتمتراً .
٢- وزنه طن ونصف الطن.
٣- يطير بسرعة ثمانمئة وثمانية وثمانين كيلومتراً في الساعة، أي بسرعة أربعة عشر كيلومتراً ونصف الكيلومتر في الساعة، بينما الصاروخ المضاد الذي استعملته الدفاعات الجوية السورية في إسقاط التوماهوك فإنه يطير بسرعة ٧٨ كيلومتر في الساعة. أي أن أمل النجاة لصاروخ التوماهوك من الصاروخ المضاد للطائرات من طراز بانتسير هو أقل من أمل إبليس في الجنة.
عاشراً: وختاماً، فإننا نذكر القارئ الكريم بأن صواريخ التوماهوك التي أطلقت فجر اليوم على سورية هي من صناعة شركة رايثيون Raytheon الأميركية والتي اجتمع السعودي المدعو محمد بن سلمان مع مديرها التنفيذي قبيل سفره الى واشنطن ودفع لها ما مجموعه مئة وخمسة ملايين دولار ثمن سبعين صاروخ توماهوك والتي لم يُطلق منها سوى ستة وخمسين صاروخاً بسبب تعرّض الدفعة الأولى والثانية للصواريخ السورية المضادة للطيران.
وبذلك تكون مملكة آل سعود قد شاركت في أول عملية عسكرية لحلف الشيطان الناتو العربي جنباً الى جنب مع الولايات المتحدة و«إسرائيل». أي أن يوم ٧/٤/٢٠١٧ هو اليوم الأول في مسلسل جرائم هذا الحلف الشيطاني الجديد…
بعدنا طيّبين قولوا الله.
(Visited 1٬242 times, 1٬242 visits today)
River to Sea Uprooted Palestinian
No comments:
Post a Comment