ناصر قنديل
– في أيار تنتهي مهلة الشهور الأربعة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين لإيجاد حل ينقذ التفاهم النووي مع إيران تحت عنوان ضبط برنامجها الصاروخي والحدّ من نفوذها الإقليمي، تفادياً لإقدامه على إعلان الانسحاب من التفاهم، وبعدها بأيام في نهاية أيار سيكون ترامب على موعد تفاوضي مع الزعيم الكوري كيم جونغ اون تحت عنوان حلّ سلمي للملف النووي العسكري لكوريا، ويفتتح مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مهامه بالترويج لثنائية عنوانها «التفاؤل» بالخروج من التفاهم النووي مع إيران، والتفاؤل بالتوصل لحل سلمي لملف كوريا الشمالية النووي العسكري، ويهلل حكام الخليج لتفاؤل بولتون ويردّدون وراءه، فهل يستوي الأمران في عقل عاقل؟
– السؤال البديهي هو لو كان خيار الانسحاب من التفاهم النووي مع إيران لا يحتاج إلا الحبر في قلم الرئيس ترامب لتوقيعه، فلماذا اختراع بدعة أولى اسمها إحالة الملف للكونغرس لعرض بدائل، ومن ورائها إحالة الملف للأوروبيين ببدعة ثانية لإيجاد حل تفاوضي؟ والتفسير الوحيد على الأقل، إن لم نقل إن ترامب وإدارته يدركان أن لا مصلحة بدفع إيران لتصبح كوريا شمالية جديدة، هو الشعور بحجم التعقيدات المترتبة على الانسحاب من التفاهم مع إيران، والسعي للضغوط التفاوضية أملاً بالتوصل لحلول للمشاكل العالقة، بدلاً من قفزة في المجهول لا يعرف أحد عواقبها وقد تخرج معها المواجهة من تحت السيطرة، طالما أن كل السلوك الأميركي يكشف منذ تفادي دعم انفصال كردستان العراق، في عهد ترامب نفسه، وجود قرار أميركي بتفادي المواجهة المفتوحة مع إيران، والعراق يكشف التساكن العسكري والسياسي الذي ترتضيه إدارة ترامب وليس سواها.
– التوصل لحل سلمي مع كوريا الشمالية يستدعي من إدارة ترامب، ولو عبر طريق مفاوضات شاقة وطويلة، الاستعداد لقبول ثلاثة سقوف لا مجال لتفاديها: الأول إخلاء الأسلحة النووية ومنظومة صواريخ الثاد من كوريا الجنوبية، تحت عنوان شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية والاستراتيجية. والثاني نقل أسلحة كوريا الشمالية النووية إلى روسيا والصين وتخزينها لديهما مقابل ضمانات تقبل بكين وموسكو بتقديمها لبيونغ يانغ بعدم تعرّضها لأي عدوان، وتعهّدهما التصدي لأي خطر يمس أمن كوريا الشمالية. والثالث فتح العالم الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي أمام كوريا الشمالية، كشريك كامل معترف به في الحياة الدولية، وتحت هذا العنوان خطط تمويلية عملاقة لتنمية الاقتصاد والمجتمع.
– تعرف إدارة ترامب أن الحل السلمي مع كوريا الشمالية يستدعي تعاوناً وثيقاً مع روسيا والصين، وتعرف حجم أهمية الدورين الروسي والصيني لبلوغ هذه التسوية، وتعرف أن أي عبث بالتفاهم النووي مع إيران سيعني أولاً اختيار التصعيد والمواجهة مع إيران وربما دفعها لخيار امتلاك السلاح النووي، ولو أبقت استخدامه محرماً، كما سيعني الخروج من التفاهم تصعيداً مع روسيا والصين، وسيعني دفع كوريا الشمالية للمزيد من التمسك بسلاحها النووي. وتعرف إدارة ترامب أن تفسيرات بولتون صبيانية عن الفوارق بين ملفي إيران وكوريا. كالقول إن لا نفوذ إقليمياً لكوريا خلافاً لحال إيران، كما تعرف أن ما سيقرّره ترامب في أيار بصدد التفاهم النووي مع إيران سيرسم خريطة طريق التفاوض مع كوريا الشمالية في نهاية الشهر ذاته، لذلك لن يعدم رجل ترامب المخضرم مايك بومبيو تقديم النصيحة ببدعة ثالثة عنوانها إحالة الملف النووي الإيراني وقضايا النزاع مع إيران لروسيا والصين، وبذلك يضمن ربط الملفات والإفلات من ضغط المهل والإحراج.
- كيف يدرَّس حزب الله في إحدى أهم جامعات العالم
- إسرائيل تستنفر: الخوف من «مسيرات العودة» له موجباته
- بين البحر والنهر… الفلسطينيون أكثر من اليهود
- آيزنكوت: انفجار الأوضاع مسألة حتمية
- إقرار إسرائيلي: أوقفنا الضربات الجوية في سوريا
- «رالي التطبيع» ينطلق في أبوظبي
- ترامب لابن سلمان: «افتح يا سمسم…»!
- «حماس» تكشف تفاصيل محاولة اغتيال الحمد الله
- دوما أقرب إلى الحسم العسكري
- «جيش الإسلام» يبحث عن «صفقة بقاء»
- سوريا: اليوم الغوطة وغداً ريف حمص
- البنتاغون: لا خطط أمامنا لنقل قاعدتنا الجوية من قطر
- قرار مجلس الأمن حول إعادة نشر القوات الدولية في الجولان: لماذا الآن؟
- لجاسوس سكريبال: «القصّة مِشْ رُمّانة… إنها قصّة قلوب مليانة!»
- » تعيين المتطرف جون بولتون… هل يدفع الأمور نحو حرب عالمية؟
- » العلاقة الروسية التركية إلى مزيد من التطوّر
- » الأكراد واستحالة قيام دولة الفانتازيا التاريخية
- حزب «سوريا المستقبل»… خطوة لتكريس النفوذ الأميركي في الشمال
River to Sea Uprooted Palestinian
No comments:
Post a Comment