حسن حردان
تحلّ ذكرى حرب تشرين التي خاضها الجيش العربي السوري بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد بأفق التحرير، فيما خاضها الرئيس المصري أنور السادات بأفق تحريك التسوية بالاتفاق مع وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر من وراء الرئيس الأسد.. تحلّ هذه الذكرى وسورية تقف على أعتاب تحقيق نصر جديد وغالي الثمن في مواجهة أشرس حرب إرهابية كونية شنتها عليها الولايات المتحدة الأميركية…
فالحرب ضدّ العدو الصهيوني الذي يحتل هضبة الجولان السوري، وأرض فلسطين، والحرب ضدّ قوى الإرهاب واحدة لا تتجزأ، لأنّ الإرهابيين الذين تستروا بثوب الإسلام زوراً إنما هم أدوات أميركا و»إسرائيل»، وهدفوا من وراء حربهم إلى إسقاط الدولة الوطنية السورية وتدمير الجيش السوري الذي أثبت في حرب تشرين انه قادر على خوض الحرب وتحقيق النصر وكسر شوكة وجبروت وأسطورة الجيش «الإسرائيلي»، كما أثبت انه يشكل بعقيدته العروبية، التي بُني عليها، سنداً قوياً للمقاومة ضدّ الاحتلال «الإسرائيلي» والاستعمار الغربي، وقوة حامية للحق العربي… وبالتالي سداً منيعاً يحول دون تنفيذ مخططات أميركا و»إسرائيل» الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين وفرض الهيمنة الاستعمارية على المنطقة…
لقد أثبت الجيش العربي السوري قدرة قتالية فائقة في حرب تشرين في مواجهة جيش الاحتلال، ولقن جنود العدو دروساً في القتال المباشر على سفوح جبل الشيخ، وكاد جيش العدو يُدحر بالكامل وتلحق به هزيمة قاسية لولا الطعنة الغادرة التي وجهها السادات باتفاقه مع العدو على وقف النار، مما مكنه، أيّ العدو، من تعزيز قواته على جبهة الجولان وإعادة التوازن لجيش الاحتلال الذي كان يعاني من تراجع في معنوياته في الأيام الأولى للحرب.. على انّ البطولات التي سطرها ضباط وجنود الجيش السوري في ميادين القتال في موجهة جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، ما كانت لتحصل لولا الثقة الكبيرة التي زرعها فيهم قائدهم الرئيس حافظ الأسد وقراره الجريء بالتحضير والاستعداد لخوض حرب تحرير الأراضي العربية المحتلة، والإقدام دون تردّد على اتخاذ قرار شنّ الحرب، مما أكد انّ سبب الهزائم العربية في السابق، إنما كانت نتيجة تخاذل القيادات العربية وارتباطها بقوى الاستعمار، وهكذا عندما توافرت القيادة الثورية والجريئة والشجاعة، تبدّلت الصورة وصنع النصر الذي أجهض نتيجة تواطؤ السادات ..
ولأنّ الرئيس بشار الأسد تربى في مدرسة القائد حافظ الأسد، وسار على نفس درب الكفاح الوطني والقومي المقاوم ضدّ المحتلين والمستعمرين وأدواتهم الرجعية والإرهابية، فقد صمد مع جيشه، جيش تشرين، صمود الأبطال في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية، وأحبط أهداف هذه الحرب التي استهدفت تحطيم وتدمير وتفكيك هذا الجيش، الذي تربى على العقيدة القومية وعدم التهاون في الدفاع عن الوطن، وساند المقاومة في صنع انتصاراتها على جيش الاحتلال في لبنان وتحطيم أسطورته، ليتأكد بذلك انّ الأسطورة، بالمعنى المجازي للكلمة، إنما هو جيش تشرين الذي فاجأ أعداءه بقدرته على الصمود والانتصار على جيوش الإرهاب العالمي… وإجبار دول الغرب الاستعمارية بقيادة أميركا على الإقرار بفشل محاولاتها لإسقاط الرئيس بشار الأسد، والنيل من شرعيته الوطنية والشعبية.. وها هي أميركا تضطر مكرهة الى البدء بتجرّع كأس فشلها تدريجياً، من خلال القبول بتخفيف الحصار الذي فرضته على سورية بموجب قانون قيصر السيّئ الذكر، والسماح بانفتاح الأردن على سورية وإعادة العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل الحرب، واستجرار لبنان الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر الأراضي السورية.. الأمر الذي ما كان ليحصل لولا انتصارات الجيش السوري بدعم من حلفائه في محور المقاومة وروسيا…
ويمكن القول إنه بفضل هذه الانتصارات ستخرج سورية وجيشها أقوى وأكثر منعة وحصانة في مواجهة أعدائها، وستبقى الحضن الدافئ للمقاومة العربية ضدّ الاحتلال، وعمود محور المقاومة، وقلعة العروبة العصية على قوى الاستعمار… وأمل الأمة بالتحرر والوحدة، والمدافع الأول عن قضية الأمة المركزية قضية فلسطين.
فيديوات متعلقة
مقالات متعلقة
No comments:
Post a Comment