في هذا السياق ليس مفاجئاً ان يعود التوتر والعنف الطائفي الى العراق رجعاً لصدى ما يجري في سوريا منذ نحو عامين. من التوتر في ريف دمشق الى الانبار في العراق يكاد المشهد يكون واحداً. والتفجيرات التي تهزّ سوريا هي التي تهز العراق منذ عشرة اعوام. وامتلاك "القاعدة" نفوذاً في سوريا شجعها على العودة الى الساحة العراقية. ونفوذ "القاعدة" في سوريا تنامى على هامش الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام والتي وجدت دعماً من الولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج العربية وتركيا.
وانفجار الساحة السورية على نطاق واسع يساهم الى حد بعيد في عودة الاحتقان الى العراق لترتفع فيه نغمة التقسيم اذا لم يكن في الامكان اعادة عقربي الساعة الى الوراء. والشيء نفسه يحدث في سوريا لأن بعض الجماعات يرضى بالتقسيم اذا كان غير قادر على تغيير الوضع القائم منذ 40 عاماً.
ولعل نوري المالكي تنبه باكراً الى ان ما يجري في سوريا يمكن ان ينعكس على العراق عاجلاً ام آجلاً. وربما كان هذا سر تريثه في الذهاب بعيداً في الدعوة الى اسقاط النظام السوري.
ان العنف الاصولي يتخذ اليوم من سوريا الطبيعية ساحة مواجهة مدعوماً بنفط دول خليجية باتت ترى ان مبرر وجودها ينتفي مع وجود سوريا معافاة أو عراق معافى. والامر عينه يصح على تركيا التي تستقدم مجدداً افواج الاصوليين من آسيا الوسطى والقوقاز ليخوضوا حرباً بالوكالة عنها ضد دمشق، بعدما تردد حلف شمال الاطلسي في تكرار التجربة الليبية في سوريا.
ومن الطبيعي ان يستفز ما يجري الان في سوريا والعراق، روسيا التي ترى مصالحها مهددة بالتغيير الجيوسياسي الاتي، لذلك تستنفر ديبلوماسيتها وقوتها العسكرية دفاعاً عن مصالحها في منطقة قال عنها فلاديمير بوتين انها لا تبعد كثيراً عن حدود روسيا. ووحدهم الروس يتصورون منذ الآن حجم التهديدات التي ستواجههم بعد استكمال الاسلاميين المتشددين السيطرة على سوريا وبعد العودة الحتمية لـ"طالبان" الى الحكم في افغانستان عقب الانسحاب المقرر لحلف شمال الاطلسي من هناك بحلول نهاية السنة الجارية.
وعلى رغم انه لا تنبؤ بمسار الاحداث في سوريا أو في العراق، فإن الثابت انه على نتيجة الصراع في البلدين، سيجري تظهير صورة نظام اقليمي وربما عالمي جديد.
Greater Syria: The Realization of an Ambition
River to Sea Uprooted Palestinian
No comments:
Post a Comment