الإثنين، 20 أيار، 2013
أوقات الشام
حسن الحسيني
هكذا وقعت أحداث الساعة في حمص بتاريخ 19/4/2011...
خرج صباح ذلك اليوم جماعات من حمص في تشييع لأشخاص سقطوا في اليوم الأسبق - في ذكرى الاستقلال - كانوا قد خرجوا في مظاهرة "سلمية" تركزت في "باب السباع"، ومن البديهي أن "المعارضة" و"النظام" يتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عنها. ومرّ المشيعون في منطقة "الحميدية". وقام بعض السكان برش الأرز على المشيعين وبتقديم الماء لهم.
كان التشييع مصوراً وعرضته قناة الجزيرة بالتفصيل تقريباً... واستغرق التشييع معظم الصباح في ذلك اليوم... والبعض قرر أن يتوجه من التشييع فوراً إلى منطقة الساحة ليقوم باعتصام صامت... ولكن القرار لم يأتِ بشكل عفوي، وإنما كان مخططاً ومبرمجاً...
بدأت المجموعات الأولى بالتوافد ظهراً، ومع حلول الساعة 3 بدأ الناس بالخروج من أعمالهم، وكانت أول مرة يرون اعتصاماً أو مظاهرة في مكان عام، بعد أن كانوا خلال الشهر الأسبق يسمعون ويرون المظاهرات والاعتصامات من خلال شاشات الفضائيات وتحديداً "الجزيرة"...
البعض لم يكن وقوفهم أكثر من الفضول المألوف والمعتاد عندما تجري أي حادثة من أي نوع - حتى لو كانت "حادث مروري" - وبالتالي فالمتواجدين كانوا من أصحاب المتاجر ومن رجال الأعمال والتجار ومن المحامين والمهنيين الذين تعجّ الأبنية الموجودة في تلك المنطقة وفي محيط "البريد" و"السرايا"...
وبينما بدأت الجموع الأولى تتحشد في المساحة المحدودة حول الساعة، والمتفرجون يتحلقون على الزوايا يراقبونهم، كانت الأجهزة الأمنية تقيم الحواجز لتضبط انتشارهم...
فجأة ظهرت تشكيلات من بعض الشباب المنخرطين في التخطيط لهذا الأمر - بشكل شبه مطابق لما حدث في مصر ولكأن "المعلم" واحد - وظهرت مجموعة مهمتها "تأمين الطعام والشراب" (كونه كان وقت الخروج من العمل)، وظهرت أخرى مهمتها "الحفاظ على النظافة"، ثم تشكّلت فجأة "حواجز ثورية" ولجان تفتيش "لمنع إدخال السلاح". وتشكلت أيضاً "لجنة إعلامية تشرف على الهتافات والشعارات المرفوعة ومكبرات الصوت ولجنة لتنظيم الصفوف ليشكلوا لوحات بالمتظاهرين أنفسهم".
ويذكر أيضاً أنه بشكل متزامن مع ذلك، قام مسيحيو "المدينة بحماية مداخل الساحة وتشكيل طوق حول المعتصمين لحمايتهم أثناء تأدية المسلمين للصلاة كما تم رفع رجال الدين الإسلامي والمسيحي على الأكتاف جنباً إلى جنب وترديد شعار: “واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد”. كما قام المتظاهرون بتغطية كاميرات المراقبة المتوزعة على أبواب المصارف المطلة على الساحة بأكياس سوداء ولم يكسروها لتلافي استخدام التسجيلات من قبل المخابرات فيما بعد".
وهكذا كانت هنالك لجان وحواجز أحاطت بالمعتصمين والمتفرجين "لحمايتهم" من الأمن... وحواجز أمنية أحاطت بالجميع لضبط انتشار الاعتصام والمظاهرة ولحماية المتظاهرين.
فجأة وفد بعض المسلحين من مختلف الأحياء، وكانوا حينها يدعونهم "اللجان الشعبية" للأحياء القريبة - مثل "باب هود" - وهي تختلف عن اللجان الحالية، ولم تكن منظمة كما هي اليوم... فشكّلت هي الأخرى حلقة محيطة بالطوق الأمني والحواجز الأمنية.
كان الأمر مثيراً للغالبية العظمى من المتفرجين، ولم يتوقعوا أن يستمر طويلاً، فوقفوا في زوايا يراقبون ما يجري - خاصةً وأن مساحة المنطقة كانت كبيرة - وبالتدريج بدأ بعضهم يصادف بعض... وأهل المدينة جميعهم أقارب وجميعهم يعرفون بعضهم بعضاً... فتجمعوا في جماعات يناقشون ما يجري، والمعتصمين الأوائل يزيدون نظراً لأن الموضوع كان مخططاً ومرتباً ومبرمجاً... ومن يتأمل في مجرياته وتفاصيله يكتشف أن ما حصل هناك هو بالضبط وبنفس الطريقة والمراحل ما حصل في درعا عند الجامع العمري قبل ذلك بأسابيع...
الحواجز الأمنية لم تمنع أحداً من الدخول أو الخروج، ولكنها كانت تدقق في بطاقات تعريف الأشخاص للتأكد من أنهم من أهل المدينة، وكذلك تدقق للتأكد من عدم دخول أسلحة... وكذلك كانت الحواجز واللجان داخل الاعتصام تدقق هي الأخرى... البعض غادر التجمع، والبعض استصعب واستثقل المرور عبر الحواجز وربما خشي من عرض بطاقة التعريف الخاصة به أمام الحواجز المحيطة بالاعتصام... والبعض جذبته التجربة وأراد البقاء لرؤية ما سيحدث على أرض الواقع... والبعض كان مقتنعاً وراغباً بالانضمام إلى "الحراك الشعبي" و"المعارضة"... والبعض كان يريد أن يشعر بأنه "قوي" ويستطيع أن يفرض ما يريد... والبعض شعر بالتعاطف مع المعتصمين في الساحة ومع الشهداء الذين سقطوا في درعا على أساس أنهم كانوا يتظاهرون سلمياً... وهنالك قلة من هؤلاء كانت منخرطة في المؤامرة، وهي أقنعت غيرها بالبقاء من خلال الضرب على وتر "الرجولة" و"العشائرية" و"النخوة"...
وبالتزامن مع تأخير الناس في العودة إلى بيوتها من العمل، سمع البعض من الشباب أن آباءهم أو إخوانهم أو أصدقاءهم أو أقاربهم في الساحة، فذهبوا للانضمام إليهم بهدف حمايتهم أولاً ونصرتهم ثانياً من باب العصبية العشائرية لا غير... ثم جاء الطعام والشراب ووجد البعض فرصةً للشهرة التجارية، والبعض وجد فرصةً للتعبير عن تعاطفه مع المعتصمين و"الثوار" من خلال تقديم أي منتج يقوم بإنتاجه... وتجمع الناس حتى غصّت الساحة بالناس، وكانت فرصةً مناسبة لكل "فصيح" سمع كلمتين حتى يسمّعهما أمام الناس: وبدأت الخطب... والمحاضرات... وتزايد حضور الناس وتحشّدهم: منهم من استقطبته فرصة الطعام والشراب مجاناً... ومنهم من استقطبته فرصة أنه يستطيع أن "يحاضر" ويصبح مشهوراً وبشكل مجاني وبلا رقيب ولا مؤهلات... ومنهم من استقطبه الفضول...
ولكن كان هنالك اتفاق مبيت وخطة مخططة: كان هنالك "خونة" في صفوف "اللجان الشعبية" وفي صفوف "الحواجز الأمنية" كانوا يعملون يداً بيد مع "المتآمرين" والذين يتلاعبون بالحراك الشعبي من أجل إشعال نيران الفتنة في البلاد. وهم يحبون أن يطلقوا على أنفسهم لقب "منشقين" يعملون مع المتآمرين من داخل صفوف الدولة.
منذ البداية كان هنالك من يحاول أن يقول كلاماً وطنياً مقبولاً، فيتدخّل العملاء والمتآمرون لمقاطعته وتخريب طرحه وتشويهه وسرقة الموضوع: من احتجاج وحراك شعبي يستنكر سقوط الشهداء ويطالب بمحاسبة القتلة وبمعالجة مشاكل الناس ومطالبهم وبالإصلاح السياسية وتداول السلطة، إلى هجوم وتجييش، والتركيز على استفزاز الآخر وافتعال مشكلة وإراقة الدماء بحجة نبيلة أنه: "على الجنة رايحين شهداء بالملايين"... منذ البداية هنالك من يقول: لا للسب لا للتخريب هذا وطننا وعزّنا... فيقاطعه العميل الخائن: الشعب يريد إسقاط النظام وعالجنة رايحين شهداء بالملايين... يتدخل الشيخ محمود الدالاتي والشيخ سهل ليقولوا للناس: مطالبكم سنعمل على تنفيذها بدون عنف فلنحقن جميعنا الدماء، فيرد عليه العملاء: بل نريد الدماء... نريد القتل... نريد إسقاط النظام... وسنذهب شهداء بالملايين!
فجأةً - وما بين الساعة الخامسة والسادسة مساءً - بدأ يتدفق إلى الساحة أشخاص من الأحياء البعيدة - مثل البياضة وبابا عمرو وغيرها - وهي أحياء كانت قد عاشت أحداث فتنة دموية خلال الأسابيع الثلاثة السابقة... كما أن معظمها عبارة عن عشوائيات وسكانها في معظمهم حرفيين يفتقرون للثقافة وللتأهيل العلمي الجيد، ويعمل القسم الأكبر منهم إما في "التهريب" بشكل مباشر، أو في النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالتهريب... وبدخول هؤلاء إلى الساحة لم يعد من المعروف إذا ما دخل بينهم غرباء... ولكن ظهرت في الساحة ملامح واضحة للكثير من الملتحين على طريقة "الإخوان" وعلى الطريقة السلفية...
وكان من جملة المشهد الطائفي بامتياز - وهو مشهد يفاخر فيه الجهلة ويعتبرونه إنجازاً - ما يذكر عن "تقدم السيد نجاتي طيارة و صعوده على درج الساعة الجديدة ليعلن للملأ مشاركة بعض شرفاء الطائفة العلوية بهذا الاعتصام"... وهكذا استمر الاعتصام والمحاضرات والهتافات وكأنه أشبه بـ "سيران" من الظهر وحتى الساعة التاسعة ليلاً... ثم قام مشائخ حمص المعروفين (الشيخ الدالاتي والشيخ سهل) بالوساطة من بين الحشود وما بين الدولة - تماماً كما حصل في "الجامع العمري بدرعا" - وقالوا بأنهم سيقومون بنقل مطالب الناس إلى أعلى المسؤولين في الدولة وأن الحكومة على أعلى المستويات أصبحت على اطلاع بأن لأهالي حمص مطالب يريدونها وهم جاهزون لتنفيذها - وتلا ذلك أن المشائخ نقلوا طلب الجهات الأمنية بأن ينفض الاعتصام خلال ساعتين، وأن يذهب الناس إلى بيوتهم... وكانت الساعة وحقتها نحو التاسعة...
القسم الأعظم من أهل المدينة الأساسيين انتظهر انتهاء المهلة - أي نحو الساعة 11 ليلاً - وذهب إلى بيته... والبعض ذهب لتبديل ملابسه والعودة لمتابعة الاعتصام في حال استمر... وفي تمام الساعة 12 ليلاً - بعد ساعة من انقضاء المهلة الأولى - تم إعطاء الحشود المتبقية مهلة ساعتين إضافيتين، وينقل أحد "المندسين" عبارةً قيلت عبر مكبر الصوت وقتها: "روحوا عبيوتكم قبل ما نربي سوريا فيكم"...
الساعة 2 إلا ربع صباحاً، كان قد بقي الشيخ سهل، وكان مساعده يتواصل مع من تبقى من الناس في الساحة، فيما كان هو يتواصل بالهاتف مع المسؤولين الحكوميين... وكان يؤكد للناس بأنه قد نقل مطالبهم إلى الحكومة وبأنه سيصار إلى تنفيذها بالكامل... كان المتحدث يستجدي الناس أن تحقن الدماء وأن تثق بمحبة المشايخ لهم وبرغبتهم في خدمتهم... وأخبرهم أنه في الصباح سيتم استقبال وفد حمص في القصر الجمهوري... وهذا الكلام موثّق في رابط الفيديو التالي:
في اللحظة 1:29 من مقطع الفيديو المذكور أعلاه هذا، يخرج أحدهم مقاطعاً المتحدث باسم الشيخ سهل، ويقول بأن المعتصمين في الساحة يتحدثون باسم سوريا ككل وليس باسم حمص فقط... وبأن مطالبهم هي الحرية... لكل سوريا وليس لحمص فقط... وبأنه يتحدث باسم الاثني عشر شخصاً الذين ماتوا بالأمس وشيعوا في ذلك الصباح... وبالتالي فالمطلب الوحيد هو "إسقاط النظام"... وبالنتيجة - وبترتيب وتخطيط مسبق واضحين - راحت تتعالى الأصوات من الأطراف لتأجيج الهتافات وتحويل الاعتصام إلى مظاهرة... والهدف الاستفادة من سكون الليل وسماع الأصوات في الأماكن البعيدة، ومن ثم تأجيج المدينة بالكامل، بالإضافة إلى تصوير الموقف وكأنه هيجان في كل المدينة...
في هذه اللحظات يبدأ الهتاف، ويقوم البعض وقوفاً على الأرجل، ويخرج البعض أسلحتهم المخفية مسبقاً من الصباح - أو المهربة عبر الحواجز بالتواطؤ مع الخونة - ولكن يقوم أحد المنظمين عبر مكبر الصوت بتهدئة الجموع ومطالبتهم بالجلوس، ويطلب منهم أن يتركوا الكلام "للعلماء" (المشائخ)...
الغالبية العظمى جلست وهدأت، ولكن البعض تكاثروا على المتحدث، وتجمعوا حوله حتى لم يعد قادراً على بيان الكلام، سوى عبارات الاستجداء: "يا شباب... يا شباب..." ويرجوهم أن يبقوا جلوساً، ولكن حركةً مريبةً ما من جهة "البريد" شدّت انتباه الجميع وقاموا فجأة... ويبدو أن هذه الحركة المريبة تحولت إلى حالة من الهيجان الشعبي والشغب من أجل تغطية الخطوة التالية: بدء إطلاق النار على الأمن...
وفي اللحظة 4:41 يقوم أحد المعتصمين بإطلاق النار على أحد الأمنيين... وصوت الطلقة واضح في الفيديو وهو ما يقابل الساعة الواحدة صباحاً وخمسين دقيقة... بعد ذلك فوراً يبدأ الأمن بالرد على مصدر النيران من جهة شارع القوتلي... ولكن يتدخل بعض أفراد ما يسمى "اللجان الشعبية" الموجودون، فيطلقون النار على الموجودين في الصف الأول والثاني... ويسارع الناس بالفرار من المكان بشكل هستيري...
كان الأمن قد رد على مصادر النيران، ومع فرار الناس، استمر يطلق النيران في الهواء لفض الاعتصام... وأنا واثق من أن إطلاق النار كان في الهواء لأن بعض الطلقات قد اخترقت مكتبي وهو في الطابق الرابع من بناء الأتاسي ويطل على شارع الدبلان؛ فيستحيل أن تدخله الطلاقات إلا إذا كانت موجّهة نحو الأعلى...
وكما يظهر من الفيديو المرفق، في اللحظة 5:39، فالمعتصمين فروا باتجاه الشوارع الفرعية ولكن لم يعودوا إلى بيوتهم، وإنما وقفوا هناك على بعد نحو 500 إلى 700 متراً من الساحة... وهو ما استدعى أن تتم مطاردتهم مع إطلاق النار في الهواء...
ولكن هذا المقطع مجتزأ، ولا يظهر فيه صوت الرصاصة الأولى، وصوت الطلقات يبدو بعيداً، وإنما يظهر من حديث الموجودين في جوار الكاميرا رؤيتهم لهجوم "اللجان الشعبية" و"الأمن"... وعملية الفرار التي تلتها...
وعلى ذمة جندي منشق من الخونة الذين أشرت إليهم، فإن 200 إلى 300 شخص سقطوا ما بين قتيلٍ وجريح... وقيل أنه بلغ غدد الشهداء نحوا 160...
المقطع التالي يبين أن إطلاق النار لم يكن يستهدف عامة الناس من المعتصمين:
في اللحظة 2:25 ثم 2:41 من هذا الفيديو الأخير تظهر مجموعة من الأفراد المحاصرين في محيط الساعة، والذين يستغلون فرصة وقوف النار للحظات لكي يسارعوا بالفرار والهروب... بينما تبدو الساحة خالية وصوت إطلاق النار بعيد، مما يدل على أنه كانت هنالك مطاردات واشتباكات في مناطق متفرقة... وفي نهاية المقطع يتوضح أن الملاحقات لم تستهدف الأفراد العزَّل... صوت الرجل يقول: "أخي هدول قالوا بس ما حدا يدخل بهاد الشارع، عطونا وعد... بس ما حدا يدخل بالشارع ناحيتهن ما بيقوسو على حدا"...
وهذا مقطع آخر متمم للمقطع السابق وفي نفس التوقيت ولكن من زاوية أخرى، عند مدخل شارع الدبلان:
وهكذا بدت الساحة في وقتٍ لاحق من ذلك الصباح...
في اليوم التالي أعلنت الرواية السورية الرسمية أنه كان بين المعتصمين "مندسين" من التيار السلفي هم من أججوا الأحداث، ولكن لم يصدق هذه الرواية أحد... بل لم يصدق أحد الحديث عن وجود "سلفيين" و"إخوانيين": تماماً كما حدث في درعا قبل ذلك بشهر في 18 و19 آذار 2011، حينما سقط أول شهيدين واتهمت السلطات "مندسين" سلفيين من "جند الشام" و"فتح الإسلام" متسللين من شمال لبنان عبر المخيمات الفلسطينية... حينها كذب الجميع هذا الكلام وسخروا منه وقالوا عن هؤلاء السلفيين الشيشان والأفغان والعرب والأجانب أنهم "إيرانيين" ومن "حزب الله"...
http://www.youtube.com/watch?v=gxJ70pK8tvI
(الخطيب على مكبر الصوت: نريد أن نعرف من وراء قتلة الشهداء... فجأة يدخل على الخط شخص بعيد عن مكبر الصوت: "يللي بيقتل شعبه خاين" والناس ترد وراءه بدون تفكير! الخطيب على مكبر الصوت: نحن نريد من وراء هذا القتل... ومحاسبته... وإعدامه على مرأى من الناس)
ما علاقة هذا بـ "الشعب يريد إسقاط النظام" وبـ "معرفة من وراء هذا القتل ومحاسبته وإعدامه على مرأى من الناس"؟
ليست هذه حمص، ولم تكن يوماً على هذا النحو... شوهوها الأبالسة... وباسم الله الرحمن الرحيم الذي قال للمسلم المؤمن: أطع واسمع ولو لعبدٍ حبشي... وقد سمع أبا ذر الغفاري وأطاع، حتى لمعاوية بن أبي سفيان... ومثله فعل قدوتهم خالد بن الوليد، وهو بريءٌ منهم بلا شك...
ليس في حمص من يأكل الأكباد ويأكل القلوب ويشوي الرؤوس ويمثل بالجثث وينكّل بالنّاس... أراد الحماصنة محاسبة القتلة وإنصاف الشهداء والانتصار لهم، ولم يريدوا لا السب ولا الشتم ولا الطائفية ولا التخوين ولا إنتاج القتلة ولا زيادة أعداد الشهداء ولا تخريب البلاد... ومن فعل هذا ولو كان من مواليد حمص فهو ليس حمصياً...
وأخصّ بالذكر من برّر هذه الفعلة الإجرامية الشنيعة: لستَ حمصياً... وتاريخ حمص ودماء الحماصنة يشهدان بأنك لستَ منها وليست منك...
وإلى الغافلين: أفيقوا هداكم الله... لقد أصبحتم كل ما كنتم تحاربونه وتقاومونه وتنكرونه... أفيقوا قبل أن يفوت أوان الفائدة من اليقظة...
وحسبنا الله ونعم الوكيل
شاهد الفيديو
No comments:
Post a Comment