Tuesday, 21 May 2013

خسارة المعارضة للقصير تُسقِط تقسيم سوريا والمنطقة

خسارة المعارضة للقصير تُسقِط تقسيم سوريا والمنطقة


‏الثلاثاء‏، 21‏ أيار‏، 2013

أوقات الشام

طارق ترشيشي
لم تأخذ معركة في الحرب الكونية الدائرة على الأرض السورية أهمية كالأهمية التي تأخذها اليوم معركة القصير بكلّ أبعادها ودلالاتها، الى الحدّ الذي يظنّ فيه البعض ان نتائج هذه المعركة لن تنحصر في المناطق اللبنانية المحاذية للقصير وريفها، بل تتعداها لتطلق تداعيات على الوضع السياسي الداخلي في لبنان.
فبعد "بابا عمر" يمكن القول ان الجيش السوري قد أسقط اليوم معركة تقسيم سوريا، وربما تقسيم لبنان وسائر دول المنطقة. فالمحور الممتد بين حمص والقصير كان منذ اللحظة الاولى هدفاً لمَن يريد ان يفصل شمال سوريا عن جنوبها وساحلها عن باديتها، ويضع اليد على أهم مصفاة لتكرير النفط في سوريا، وهي مصفاة حمص التي كان تدميرها أحد أبرز أهداف إسرائيل خلال حرب تشرين 1973. ويقال يومها ان موقف الرئيس الراحل سليمان فرنجية بتزويد سوريا النفط في حال تعطلت مصفاة حمص واعتماد نظام "المُفرد والمزدوج" في تزويد السيارات اللبنانية الوقود كان نقطة تحوّل في العلاقة بينه وبين الرئيس الراحل حافظ الأسد، وهي العلاقة التي ما زالت مستمرّة حتى اليوم.

لذلك فإن الأنظار، اقليمياً ودولياً، تتطلع نحو القصير، ليس بسبب حجم الخسائر البشرية الضخمة التي تكبّدتها المعارضة المسلحة فقط، والتداعيات الخطيرة على العلاقات داخل صفوف المعارضة المسلحة وبينها وبين المعارضة السياسية في الخارج، حسب ما كتبه المعارض السوري المعروف ميشال كيلو، وإنما بالدرجة الاولى تعود الى تداعيات هذه المعركة على مستقبل الأوضاع في سوريا.

ويقول بعض المحللين الاستراتيجيين ان خسارة المعارضة للقصير وريفها قد أسقطت مشروع التقسيم، كذلك أسقطت مشروع إسقاط النظام، وستكون لها آثارها الواضحة على مقرّرات الائتلاف السوري المعارض الذي سينعقد بعد يومين في اسطنبول، خصوصاً أنّ ما صدر من تصريحات عن بعض اعضاء هذا الائتلاف لم يحمل كالعادة مواقف متشدّدة وعنيفة من الحوار مع النظام.

وهنا تشير المعلومات الواردة من واشنطن الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد شدّد امام زوّار العاصمة الاميركية في الاسابيع الاخيرة، ولا سيما منهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، على اهمية ذهاب الجميع الى مؤتمر جنيف الثاني في اعتباره الاطار الوحيد المتاح لحل الازمة السورية.

وتقول المعلومات التي نشرتها مواقع إلكترونية اميركية واسرائيلية ان اوباما قال لحلفائه المنزعجين من اجتماع وزيري الخارجية الاميركية والروسية جون كيري وسيرغي لافروف في موسكو انه يمكنهم دعم المعارضة ومساعدتها ليكون لها صوت مسموع في المفاوضات المقبلة، لكن ابقاء الوضع في سوريا منفلتاً من اي ضوابط سيشكل تهديداً للجميع بما فيهم اسرائيل، الولد المدلل للادارة الاميركية.

ويقول زوّار دمشق ان حجم نداءات الاستغاثة التي يطلقها المسلحون في كل اتجاه لإخراجهم من اوضاعهم الصعبة ستكون لها بالتأكيد انعكاسات على مستقبل النزاع في سوريا وعليها.

أمّا في لبنان فيبدو ان كل شيء سيبقى مجمّداً، أو ممدّداً له، في انتظار استكمال التداعيات الميدانية في سوريا، ولم يعد في إمكان أحدٍ التمادي في اهماله العامل السوري بذريعة انشغاله في المعركة الداخلية، فإذا خرجت سوريا منتصرة في هذه المعركة، حسبما يقول اصدقاء دمشق، فإنها بالتأكيد ستعود لها كلمة مهمة في الشأن اللبناني، خصوصاً بعد ان كشفت الاحداث السورية أن لبنان هو جزء لا يتجزأ من سوريا، وان اللبنانيين انقسموا حول ما يجري فيها بالطريقة نفسها التي انقسم بها السوريون. بل ان طرابلس الشام باتت اليوم، حسب هؤلاء، هي طرابلس حمص وحماة وادلب وحلب أيضاً، وان الطرابلسيين الذين ابتهجوا لإخراج الجيش السوري من لبنان هم الذين يعتمدون اليوم على جيش سوري آخر، هو "الجيش الحر" أو "جبهة النصرة" في تصفية حساباتهم المحلية.

ولذلك فسّر سياسيون كثيرون تصريح الرئيس سعد الحريري ضد حزب الله أمس بأنه "أكثر من انزعاج كبير من نتائج معركة القصير وانعكاساتها على لبنان، بل هو تأكيد لترابط النزاع بين البلدين وفي كل منهما". ويتساءل هؤلاء السياسيون: "ألم يكن بعض أفرقاء 14 آذار من أوائل الذين زجوا بلبنان واللبنانيين في أتون الحرب السورية، وبالتالي فليس من الحكمة ان يتهموا غيرهم بهذا الامر، فيما هم من قاموا بمغامرة غير محسوبة، قد تكون لها آثارها على مستقبل الأحجام السياسية في لبنان".

فهل لبنان الآن أمام تمديد لمجلس النواب؟ أم أنه أمام تمديد لأزمة يجري التداول في شأنها في ساحة النجمة، فيما يتقرّر مصيرها في ساحات القصير؟

الجمهورية
 
 

من القصير الى جنيف




‏الإثنين‏، 20‏ أيار‏، 2013


أوقات الشام

غالب قنديل
تركزت الأنظار على إنجازات الجيش العربي السوري في القصير بما تمثله من رمزية و تأثير على توازن القوى الإجمالي في سوريا بينما يواصل الجيش العربي السوري و قوات الدفاع الوطني عمليات ضرب اوكار العصابات الإرهابية ويوسع من انتشاره في جميع المحافظات ، في حين تتلاحق المعلومات الصحافية المتداولة بشأن تحضيرات مؤتمر جنيف 2 الذي دعت إلى انعقاده كل من روسيا و الولايات المتحدة بعد زيارة جون كيري لموسكو ورضوخ واشنطن لقاعدة الحل السياسي في سوريا عبر الحوار بين الدولة الوطنية والمعارضات وعلى طريقة الشيطان الكامن في التفاصيل تطل كمية من التصرفات الأميركية الرعناء التي قد تنسف الاتصالات و الجهود في أي لحظة بينما سيكون تقدم الحسم الميداني هو السبيل لجلب الأميركي و اعوانه إلى بيت الطاعة الروسي السوري.

أولا إن حسم الموقف في القصير هو الطريق الواصل إلى إحكام السيطرة في منطقة الوسط ( محافظتا حمص و حماه ) و إغلاق الحدود اللبنانية السورية بجميع مساربها و من المتوقع ان يواصل الجيش العربي السوري بمؤازرة اللجان الشعبية و قوات الدفاع الوطني التقدم في جميع المحافظات وهو حقق خطوات هامة وحاسمة خلال الأيام القليلة الماضية في محافظات حمص وريف دمشق وحلب وإدلب و هذا ما يجد فيه الخبراء العسكريون تحولا نوعيا لصالح خطة استعادة سيطرة الدولة الوطنية خلال الفترة المقبلة على جميع المدن الكبرى ومحيطاتها الريفية وشبكات المواصلات في البلاد وهذا في لحظة تحققه سيعني كسر المخطط الاستعماري و الانتقال لمرحلة محاصرة الأوكار الباقية و عزلها و مطاردة الخلايا و الفلول الكامنة في حرب سورية على الإرهاب قد تطول كما حصل في دول اخرى عرفت آفة التكفير الإرهابي الذي هو منتج اميركي سعودي تغذيه دول الغرب قاطبة و تشارك في إذكائه بينما تكفلت قطر و تركيا بالحصة الرئيسية في احتضانه ضد سوريا خلال العامين الماضيين .

ثانيا يبدو واضحا ان التحالف الاستعماري الغربي بقيادة الولايات المتحدة رضخ على مضض لحقيقة الفشل في سوريا و لأنه يعتبر ان مضمون إعلان موسكو يشكل هزيمة كاملة لمشروعه التدميري في المنطقة فهو يسعى للتنصل من أي التزامات واضحة و حازمة بوقف دعم عصابات الإرهاب بينما ترى كل من سوريا و حلفائها ان فرض التزامات صارمة بمنع تصدير الإرهابيين و تزويدهم بالمال و السلاح هو ما يجب على حلف العدوان التقيد به فورا و دون قيد او شرط و من اللافت للانتباه ان يستمر الكلام و اللغو الأميركي عن التسليح بعد إعلان موسكو و ان يبرر ذلك بعض السذج بغاية مزعومة هي استرضاء الواجهات العميلة التي ركبها الأميركيون و أعوانهم من فرنسا إلى قطر و السعودية مرورا بتركيا فالمعنى الرئيسي لتلك الإعلانات و للتصريحات هو إبقاء سيف التصعيد مشهرا في وجه الدولة الوطنية السورية و أصدقائها و لذلك يأتي عقد سلسلة الاجتماعات المتنقلة من اوروبا إلى الأردن و قطر لتنسيق الضغوط و التحركات و ليس صحيحا ان واشنطن عاجزة عن ضبط عملائها بل هي لا تريد ضبطهم لأنها تسعى للالتفاف على التفاهمات على امل تحسين بعض الشروط ، فرضوخها للهزيمة امام سوريا الشعب و الجيش و الرئيس بشار الأسد يدفعها للتمسك بمحاولة زرع جماعات عميلة في البنية السياسية السورية الناتجة عن الحوار و استنباط شروط تفاوضية على طاولة الحوار السوري تحملها للواجهات العميلة تستهدف منظومة القوة السورية و لذلك تم تشكميل فريق أميركي فرنسي بريطاني يقوده روبرت فورد لتسمية وفد ” الإتلاف السوري ” كما يسيمه حمد بن جاسم و لصياغة ورقة عمله لمؤتمر جنيف .

ثالثا تنصب الخلافات الروسية الأميركية حول مؤتمر جنيف على نصاب الدول المشاركة حيث تتمسك موسكو بمشاركة طهران و عدد آخر من الدول الصديقة لسوريا و الداعمة لدولتها الوطنية و كذلك على تكوين وفود المعارضات السورية حيث تحرص واشنطن على إعطاء مكانة طاغية لذنبها السياسي أي ائتلاف الدوحة بينما تعلن موسكو ضرورة مشاركة جميع الأطراف المعارضة في الداخل و الخارج و هو ما يجعل عملاء الحلف الاستعماري و ادواته الإقليمية حلقة محاصرة بقوى معارضة منافسة و قوية بعضها تتبنى مواقف سياسية وطنية واضحة .

اما الدولة الوطنية السورية التي تحقق إنجازات كبيرة في الميدان بفضل صلابة قواتها المسلحة النظامية و الشعبية فهي تتمسك بثوابتها و مبادئها السيادية و تبدي عزما كبيرا على التصدي لكل أشكال التدخل الاستعماري الذي باتت اهدافه مكشوفة وواضحة و بقدر ما تظهر دمشق مرونة في موضوع الحوار فهي لن تقبل إملاءات واشنطن و ستفرض قبل انعقاد جنيف وضعا جديدا تدلل عليه إنجازاتها في القصير فما انطلق هناك هو بداية مسار جديد و إيذان بالتحول الكبير الذي يقلب الطاولة على رأس الحلف الاستعماري و شركاه و عملائه و اول الغيث كانت الدوخة التي ألمت برجب طيب اردوغان العائد مهلوسا من واشنطن بعد فشل فيلم الريحانية في تدبير الغزو الذي حلم به مع واجهات المعارضات الخائفة من صناديق الاقتراع .

الشرق الجديد
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: