Tuesday, 7 May 2013

New Nasser by Nahid Hattar

ناصر جديد



 
‏الثلاثاء‏، 07‏ أيار‏، 2013

أوقات الشام

إنها الحرب… وهي تنتظر الآن أقل شرارة. بالنسبة لسورية التي لم ترد على الضربة الإسرائيلية بمثلها، نزولا عند التوصية الروسية، فإن رسالتها واضحة: انتهاء مفاعيل الهدنة في الجولان بإطلاق المقاومة الشعبية، وباتخاذ الترتيبات العسكرية وإصدار الأوامر بالرد الفوري على أي عدوان لاحق من دون الرجوع إلى القيادة، والإعلان عن تزويد حزب الله بالسلاح جهارا. وهذا هو اشتراط السوريين للتهدئة المؤقتة التي صاغتها دمشق تغيّر قواعد الاشتباك مع إسرائيل. والأخيرة لم يعد لديها متسع لخطأ واحد. العامل الإسرائيلي تم استنفاده، أو فهي الحرب الإقليمية الشاملة.

الآن، أصبح ممكنا ترتيب المشهد منذ زيارة باراك أوباما ( وقد كشف، أخيرا، عن وجهه الحقيقي: جورج بوش الأسمر). كان في حالة قطيعة مع رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، فأوغل في استرضائه، وأزال ما كان عالقا من خلافات ثانوية بين حليفيه، الصهيوني والعثماني، وترك، وراءه، وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ليعقد صفقة التحالف العربي الصهيوني التي ظهرت في المبادرة القطرية لتبادل الأراضي، مبادرة رفضها نتنياهو؛ فهو يريد ثمنا مناسبا لتوكيله الحرب ضد سوريا وحزب الله، لا أقل من الاعتراف بـ ” يهودية الدولة” والتخلّص من عربها، في مأساة تشريد جديدة لمن صمدوا في أراضي الـ48.

ليس لدى الولايات المتحدة، القدرة على الحشد أو الدخول في حرب، والأتراك لا يستطيعون التحرك من دون قرار دولي يسمح بتجاوز اعتراضات المؤسسة العسكرية، والعرب عاجزون. ليس سوى إسرائيل، إذاً، للقيام بالمهمة. وهكذا، فإما تركن المهمة كلها على الرف أو تكون الحرب. في الحالة الأولى سيواصل الجيش العربي السوري، تطهير البلاد من الإرهابيين ـ وكل مسلح غير شرعي في سورية إرهابي ـ ويخرج الرئيس بشار الأسد، من الأزمة، قويا مرفوع الرأس.. متحررا من التزامات الهدنة مع إسرائيل ومن الإجماع العربي الاستسلامي، وإما تقع الحرب، فيخرج منها ناصرا جديدا يكرر زعامة ما بعد العدوان الثلاثي العام 1956؛ فالقوى المدخرة، سوريا ولبنانيا وإيرانيا، للمواجهة المقبلة، عصية على الهزيمة. أما ما يسمى بالمعارضة السورية، فقد انكشفت كطابور خامس، خسرت ميدانيا وأخلاقيا وانتهت سياسيا.

العدوان الصهيوني على دمشق، كان مصدر بهجة واسعة لجمهور من “المثقفينو”الإعلاميين” والناشطين، ممن عمتْهم العصبية المذهبية أو فقدوا أي حس وطني، فما عادوا يجدون غضاضة في التهليل لإسرائيل الحليفة، ” إسلاميين” تحت راية “الجهاد” العربي الصهيوني، وليبراليين تحت راية “الديموقراطيةالأمريكية والإسرائيلية. كل هذه التركيبة الممولة بالبترو دولار، أصبحت اليوم في مزبلة التاريخ.

قادة في الإخوان المسلمين وسلفية الجهاد ضد المقاومة وفي الجيش الحر (حر من ماذا ؟) لم يكتفوا بالتهليل للعدوان، وإنما كانوا على علم مسبق به، وشاركوا المعتدين في توجيه الضربات للجيش السوري خلاله. ولكنهم باءوا بالخزي لا أكثر.

الآن، لم يعد هناك مجال للحياد، وعلينا أن نصرخ بوجه الخائن: يا خائن! ومنذ الآن، لم تعد هناك معارضة وطنية وديموقراطية وما شابه في سوريا والمنطقة؛ لم يعد هناك سوى مقاتلين في جبهة ناصر الجديد، بشار الأسد، أو…. مهما تعددت الأسماء والمواقف والتغطيات.


العرب اليوم


River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: