أوقات الشام
نارام سرجون
لم أعد أكتب لأفسر الأشياء ولا لأشرح للناس ولا لأتخاصم معهم .. بل صرت أكتب
لأحرض الناس ويحرضوني .. وأريد أن أضرم النيران في جليد القطب الشمالي والقطب
الجنوبي .. فلم يعد الزمن زمن الشروح والتفاسير .. بل انه زمن التحريض .. وزمن
الصدمات .. وزمن جيلنا الذي سيهدم مقامات الحرية المقدسة ولاهوتياتها
وتماثيلها..
لم أعد أكتب لأوزع أكواب الماء على الظامئين في المقاهي لأن من كان قعر
عقله مثقوبا ولا يرتوي من جداول الكلام وعيونه فلن يرتوي ولو سكبتم فيه نهر الفرات
ونهر النيل ..
ولم أعد معنيا بأن أغسل براحتيّ تلك العقول التي تتمرغ في الوحل .. فما نفع
الاستحمام لمن كان الطين فراشه ولحافه وطعامه .. كما الخنازير؟؟
وبالطبع لايعنيني أن أزرع الورد في عقول لاتعمل الا كالمراحيض .. ليس لها
عمل الا ابتلاع القاذورات والكلام الثوري النتن كاملا دون اعتراض ودون تفكير حتى لو
كان التهليل لجيش العدو .. وتسمي نفسها حواضن الثورة .. ولايزور تلك المراحيض
الثورية الا الانكليز والامريكيون والفرنسيون والأتراك ليفرغوا بطونهم الاستعمارية
..
حتى أهل الخليج صارت لهم مراحيضهم السورية .. ومراحيضهم في غزة .. واسألوا
مراحيض الرؤوس في حماس التي تلقت أول "الغيث" من مبادرة مبادلة الأراضي من تحت
عباءة أمير قطر ..الذي أفرغ بطنه على أصيص رأس خالد مشعل واسماعيل هنية .. واللذين
مهما تحذلقا بالألفاظ الرافضة فلن يفعلا الا ابتلاع كل ماأفرغه بطن أميرهم في
بلعومهم .. حتى آخره..
ليست أهوال الحرب ماعقد ألسنتنا بل أهوال الكلام وفجور اللغة وانحطاط العقل
وحفر الخيانات في وجه الأخلاق كحفر سطح القمر على وجه القمر .. وأرعبنا أن نعرف أن
قصر الأخلاق الذي نعيش فيه ماهو الا كهف من كهوف تورا بورا ..وأن عقول بعض العرب
مثقوبة مثل الجبنة السويسرية ..
فجور اللغة نسمعه من يوسف القرضاوي .. فالرجل ينكح اللغة أيضا كما كان ينكح
الصبايا والعذارى .. وهو يطارحها الغرام ويضاجعها كما يريد وفي كل الأوضاع وعلنا
على منبر المسجد .. يضاجعها في وضعية الثورة ووضعية الدين ووضعية المقاومة وبعد ذلك
وضعية اعدام الناس والزعماء ثم وضعية الدعاء والشكر لأميريكا .. ان خطب يوم الجمعة
في مسجد عمر بن الخطاب حولها الشيخ الى منصة لبورنو اللغة وبيع لجسدها وفيها من
التحريض على القتل والترحيب بالغزاة مايثير التحريض الجنسي لايضاهيه المشهد الساخن
للثورجية لودا بيطار مع عشيقها الثورجي أحمد الحمادي ..
فجور اللغة هو الذي يجعل مثقفين عربا يتحدثون عن السيد حسن نصر الله بأسوأ
مما يتحدث به عنه كتاب يديعوت أحرونوت وهآرتس .. لكن كتاب يديعوت أحرونوت وهآرتس
ينصفون الرجل ويصفونه بالعدو الخطير والصادق والعبقري .. وهو هدف الاغتيال الأول
لاسرائيل واميريكا .. فيما يتسابق مثقفون عرب لتخوينه واتهامه بأبشع الصفات ..
ويطلقون عليه النار يوميا بغزارة من بين أعمدة الصحف ويغتالونه كل يوم.. لأنه يرعب
اسرائيل ..ويرعب تل الربيع (تل أبيب) ..
لكن أفجر أنواع الفجور هو التهليل لضربات عسكرية اسرائيلية لمواقع سورية ..
والتبشير بالقادم والتبشير بحرب كبيرة تسقط سورية .. ولكن تذكروا أن الفاجر شخص
لايتمتع بذكاء بل بتهور ..والفاجر لايعرف الا أن يرضي غرائزه ولايعمل عقله اذا
تحركت غرائزه .. وأعضاؤه الحميمة .. المعارضة تحولت الى غرائز ومسلسل بورنو سياسي
مثير للغرائز .. وتحولت بسرعة الى أكثر جزء مثير للخجل والعار في كل تاريخنا على
الاطلاق .. ولاأدري كيف سنكتب عنها في المستقبل دون أن نتصبب عرقا وحرجا وأن نصاب
بالاذلال من ابنائنا القادمين لأننا لابمكن أن نستولد هذه المعارضة حتى بالزنا ..
هزيمتنا الأخلاقية مجلجلة من أننا أنتجنا عارا اسمه معارضة تهلل للاعتداء علينا من
قبل اسرائيل التي تنكح العرب على سرير الخيانة منذ عقود.. معارضة تقول ان اسرائيل
أرحم من الوطن وابناء الوطن تستحق أن يقال عنها ان تربية التماسيح كان أجدى للوطن
من تربية هذه المعارضة ..
في هذه الساعات يعتقد الفاجر أن دمشق قد تهتز من اعتداء اسرائيل في الفجر ..
والفاجر لايعلم على الاطلاق أن القيادة العسكرية السورية والجيش السوري سيكون لها
كلام آخر .. هذا الهدوء هو هدوء يسبق كلام الحكيم .. والحكيم هو من يتروى ويهدأ
وينظر حوله ويقيس المسافات .. قبل أن يقفز .. لاتقفزوا في الهواء قبل أن تنظروا أين
تضعون أقدامكم .. ولاتقفزوا الا اذا كانت قفزتكم ستضعكم على عنق اسرائيل .. عندها
استعدوا لوثبة كبيرة ..
أقدامنا لايجب أن تأخذنا الا الى حيث عنق اسرائيل .. وحذاء الجيش
السوري، وحذاء حسن نصرالله .. يقتربان من عنق اسرائيل ومن فمها .. بعد أن ركل الجيش
السوري قفا اسرائيل في القصير وفي الغوطة .. واحترق قفا اسرائيل في الغوطة بغطاء
ناري سوري .. ومن أجل هذا كان هناك لقاء هام جدا منذ أيام بين سورية وأصدقائها
وحلفائها بسبب معطيات عن لقاء (سري) لمحاولة انقاذ الثورة السورية التي تتعرض
لهزائم متلاحقة وانهيارات غير مسبوقة ..
فلا تفرحي يا ثورة العار .. والهوينى يا أم
الثورة .. يا تل ابيب .. لا تفرحي كثيرا .. ياتل الربيع .. ياأم الربيع
..
أبناء الربيع يسحقون .. وأمهم تحاول انقاذهم .. فمن يساعد أم
الربيع؟؟
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment