Sunday, 26 October 2014

كشف المستور عن عزمي بشارة والعربي الجديد والاختلاس والألقاب المجّانية

كتب - خضر عواركة

بقي مشروع الصحيفة القطرية التي ستصدر من لندن لسنوات قيد الدرس، الفكرة التي تبنّاها الأمير السابق لمشيخة الغاز، أعاد ولده إحيائها، وبدل تسليمها لمقاولي الصحافة المعروفين في عالمنا العربي، ذهب إلى حيث لا يتوقعنّ أحد، وأعطى إمرتها لصديقه الشخصي “المفكر عزمي بشارة”.
كسب بشارة لقب المفكر من سخاء النظام السوري على أية شخصية غير سورية لا تستحق. وجرى تلميع الرجل من خلال صحافيين وسياسيين مقاومين في لبنان أو لهم علاقة بالمقاومة.

وسرعان ما اكتشف عزمي بشارة بأن ما يتلقاه من تكريم في سورية وفي بيروت عند المقاومة لا يمكن تحويله إلى حسابات مليونية بالعملة الأميركية، فكان له ما أراد، أولاً في ليبيا، حيث أصبح سيف الإسلام القذافي أقرب أصدقائه هناك وأحد مموّليه.

باكورة العمل بين الرجلين كانت مؤتمرًا وطنيًّا فلسطينيًّا في دمشق، حيث جرت دعوة المئات من المناضلين العرب والفلسطينين من كل العالم العربي، واختير فندق “إيبلا” في منطقة معرض دمشق الدولي (طريق المطار ) عام 2009 لإقامة ذلك المؤتمر الضخم الذي حضره قادة الرأي والفكر والسياسة والأحزاب التي تدعم المقاومة الفلسطينية من كل العالم. وتولّى التنظيم فريق أغلبه من حركة “حماس” التي كان ينسّق رئيسها مع عزمي بشارة، الموثوق من قبله في حينه. 

قبل أسبوع من موعد المؤتمر اختفى عزمي بشارة وتوقّف عن الإجابة على المتّصلين به، وكأن الأرض ابتلعته. اتصلت حركة “حماس” بالمموّل، أي بسيف الإسلام القذافي، فنفى ذاك تخلّيه عن المؤتمر وقال “أعطيت عزمي بشارة مليونًا ونصف المليون لتغطية النفقات الخاصة بسفر وإقامة المدعوّين”. ولمّا كانت التكاليف نصف مليون فقط، فقد اكتشف زعيم حماس أن شريكه النضالي “نصاب ومختلس ومنتفع”.

المشكلة ليست هنا فقط، بل إن النصف مليون دولار التي تمثّل التكاليف الحقيقية، لم تحضر أيضًا، وهو ما اضطرّ “حماس” إلى دفعها من ميزانياتها، مع أن الدعوة ليست باسمها ولا تدير هي المؤتمر، ولكنها فعلت إنقاذًا لماء وجه من جرت دعوتهم.


وفعلاً حصل المؤتمر، وبقي عزمي مختفيًا، ليظهر لاحقًا وفي فمه عذر”أصبت بمتاعب صحية في عمان ومنعني الأطباء من الرد على الهاتف ولم يكن أي من أقاربي معي”.



هذه المعلومات يعرفها عناصر “حماس” القيادية، وهي أوسع انتشارًا في سورية وبين من شاركوا في ذلك المؤتمر من أن ينفيها عزمي أو غيره. 

كانت قطر قد عرضت على إبراهيم الأمين إصدار نسخة من صحيفته – عربيًّا من لندن، بتمويل قطري – فتصبح “الأخبار العربي”، وتولّى عزمي الترويج للأمر على أنه حاصل لا محالة، وكان مشروع الصحيفة العربية التي تصدر من لندن بتمويل قطري حلمًا أميريًّا يهدف إلى منافسة السعوديين في مشروعين يعتبرهما القطري ناجحين هما “الحياة” و”الشرق الأوسط”. الأولى تعمل وفقًا لنموذج الصحف المحافظة والمهنية، والثانية تمثّل خط “الليكود الإسرائيلي” في الإعلام العربي. 



كان الأمير السابق لقطر قد وظف “عبد الوهاب بدرخان” بصفة رئيس تحرير وناشر ومؤسس الصحيفة تلك، وبقي الرجل سنوات يتقاضى راتبًا أميريًّا بانتظار ساعة الصفر. ورحل الأمير ولم تطلق قطر مشروع الصحيفة.



ثم جاء الأمير الجديد، فعرض مستشاروه عليه إطلاق الصحيفة لتواكب عصره، وفي الوقت عينه السيطرة بشكل نهائي على صحيفة “القدس العربي” التي تموّلها قطر، وهو الأمر الذي حصل بطرد صاحبها الصوري منها، فأسهمها كانت قد بيعت لقطر منذ سنوات سابقة.



عادة ما يتولى صحافيون إطلاق صحيفة أو إدارتها كونها اختصاصهم، لكن أمير قطر الجديد معجب بنكات “أبو دم تقيل” لا بفكره. 



المفكر العربي المزعوم (أين كتبه الفكرية التي تمثّل فتحًا في التفكير وفي تقديم رؤى غير مسبوقة؟) حين يريد التقرّب من أصحاب الأموال لا يحدّثهم بفكر ولا يخادعهم بهيئة المثقف، بل يتعاطى معهم بالصيغة الأقرب إلى قلوبهم، أي صيغة “الأراجوز” الذي يسلّيهم ويضحكهم.



هكذا قذف تميم بن حمد بمشروع الصحيفة العربية اللندنية القطرية إلى حضن عزمي، كونه “أراجوز” لا لأنه صحفي، وهو ليس بصحفي. وصار للعرب “عربي جديد” تجد يوميًّا على صفحاتها دعاية قطرية مبتذلة لا تخدع أحدًا، وتبدو وكأنها فقدت كل المهارات القطرية المعروفة في الإعلام والترويج. إذ يندر أن تجد كاتبًا يكتب بأسلوبه أو صحافيًّا ينشر بموضوعية، وجُلّ ما تقرأه في تلك الصحيفة الصفراء هو تكرار معاكس لما نشرته من سنوات صحيفة “السياسة” لصاحبها أحمد الجار الله، بل قل هي أقرب إلى موقع يقال لصاحبه فارس خشان.



صحيفة وظّفت 600 صحفي وكاتب لتحوّلهم إلى كتبة نصوص صفراء، تستهدف يوميًّا أعداء قطر، بدءًا من المقاومة في لبنان وفي سورية وفي فلسطين وفي العراق، وانتهاء بالإمارات والسعودية، وكلّ عدوّ لـ”الإخوان المسلمين” ولـ”النصرة”.



عزمي بشارة هنا زميل لأحمد الجار الله وفارس خشان. لا أكثر ولا أقل.

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: