لم يتعلم رئيس العصابة الحاكمة في تل أبيب من خيباته السابقة، ورغم تكرار مسلسل الفشل في مسرحياته واستعراضاته الهوليودية البائسة بهدف تحقيق انتصارات وهمية مع جبهة الشمال، فإنه عاد ليلة أمس الاول ووقع في فخ حرب لا قِبَلَ له فيها مع رجال باتوا يفوقونه ويتفوّقون عليه بكلّ أشكال ومستويات “معركة بين حروب”…!
فما أن أقلعت طائرة وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو، من مطار اللدّ الفلسطيني المحتلّ، يوم الثلاثاء 25/8/2020، متجهة الى الخرطوم، حتى أقلعت مروحية تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي، من طراز ، وعلى متنها رئيس الوزراء الاسرائيلي نتن ياهو وزوجته وأولاده، متجهة الى قاعدة روش بينا الجوية، والتي تسمّى ايضاً قاعدة ماخانايم حيث تقع القيادة العامة للمنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي. وهي القاعدة التي لا تبعد عن مدينة صفد سوى أحد عشر كيلومتراً، حيث انتقل نتن ياهو وعائلته الى أحد أفخر الفنادق فيها، بحجة قضاء بضعة أيام من الراحة، حسب بيانات إسرائيلية صادرة عن الجيش.
علماً أنّ المكان وطبيعته مناسبان جداً للراحة والاستجمام، اذ ان مدينة صفد تقع في منطقة جبلية عليلة الأجواء ولا تبعد إلا 25 كيلومتراً عن بحيرة طبريا، الأمر الذي يجعلها مكاناً مناسباً جداً لقضاء إجازة جبلية بحرية دون أيّ عناء.
الا انّ الهدف غير المعلن لهذه “الإجازة” تمثل في أنّ نتن ياهو كان يخطط لمسرحية جديدة، تظهره بطلاً مرة أخرى، وذلك بافتعال “حادث أمني” على حدود لبنان الجنوبية، ليدّعي بمواكبة “الحدث” أنه كان يقود المعركة ضدّ حزب الله من الخطوط الأمامية، وذلك كي يتمكن من استحداث وسيلة جديدة للضغط على الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، المعنية بالامر، باتجاه إقرار تعديلات على مهمات قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.
ولكن حزب الله، الذي يقف بالمرصاد، حسب ما أفاد مصدر عسكري أوروبي تابَع هذا التطور بحكم جهة اختصاصه، قام بإفساد كل ما كان يفكر به نتن ياهو من مخططات وذلك بعد ان نفذ مناورات عدة لحرب الكترونية جعلت قيادة المنطقة الشمالية تتأكد بأنّ قوات المقاومة في جنوب لبنان تتابع تحركات نتن ياهو خطوة بخطوة، تماماً كما تتابع تحركات جيشه في المنطقة على مدار الساعة.
ويتابع المصدر قائلاً إنّ الامر لم يتوقف عند الإنذارات / الإشارات السيبرانية، التي وصلت الى قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، بل إن قوات حزب الله قد أتبعت ذلك بتفعيل نوع من الروبوتات على الخط الأزرق، مقابل المحمية الطبيعية الاسرائيلية ، الأمر الذي دفع الجيش الاسرائيلي يدخل في حالة هستيريا ويبدأ بإطلاق نيران المدفعية والرشاشات الثقيلة ويقوم بعملية تمشيط واسعة النطاق، اعتقاداً منه أنّ الأصوات التي أصدرتها حركة ما يُعتقد أنها روبوتات، تابعة للحزب داخل الأراضي اللبنانية، هي حركات صادرة عن مجموعة تحاول التسلل الى داخل فلسطين المحتلة.
وهو ما أثار حالة هلع عامة، في صفوف الجيش أولاً وفي صفوف المستوطنين لاحقاً، بعد أن أصدر الجيش تعليماته المشدّدة لهم بالتزام المنازل والبقاء بالقرب من الملاجئ، وما صدر من بيانات متناقضة جداً عن قيادة الجيش الاسرائيلي على مدى ساعات عدة، وصولاً الى اضطرار الجيش الاسرائيلي لإصدار بيان توضيحي، فجر أمس الاربعاء 26/8/2020، يؤكد فيه انّ أياً من وحداته لم تتعرّض لإطلاق النار من داخل الأراضي اللبنانية وانّ الامر يقتصر على التباس لا تفسير له حتى الآن.
وبذلك تكون مسرحية نتن ياهو قد فشلت تماماً، بينما وصلته رسالة حزب الله في الوقت المناسب، مما ادّى الى اضطرار قوات “اليونيفيل” ان تقرّ بعدم وقوع ايّ إطلاق نار من داخل الأراضي اللبنانية، الأمر الذي ضاعف فشل مخطط نتن ياهو.
بالاضافة الى بيان الجيش اللبناني الذي كشف عن عدوان صهيوني موصوف وقع على مواقع مدنية تابعة لـ “جمعية اخضر بلا حدود” في كلّ من راميا وعيتا الشعب وعيترون وميس الجبل وحولا ومارون الراس وحضائر ماعز في المنطقة، الامر الذي زاد في الطين بلة من حيث انه كشف طبيعة الكيان العدوانية الوحشية إضافة الى فشله وخيبته…
فهل فهم نتن ياهو الإشارة السيبرانية التي أدخلها حزب الله الى غرفة نومه، في مدينة صفد المحتلة، وأفسد عليه رحلة الاستجمام؟ لعله فهم!
بعدنا طيّبين قولوا الله…
فيديوات متعلقة
مقالات متعلقة
No comments:
Post a Comment