الثلاثاء 25 آب 2020
غزة | على رغم موقفه غير المعارض لتوقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي، ظاهراً، بل تمهيده له خلال السنوات الماضية وعمله عليه من تحت الطاولة، فإن تيار القيادي المفصول من «فتح» محمد دحلان، يرى أنه أكثر المتضرّرين حالياً من الاتفاق، لكونه فَقَد بسببه دوراً أساسياً أدّاه طوال السنوات الماضية، إضافة إلى إفقاده أيّ امتيازات محتملة على مستوى القاعدة الجماهيرية، كان دحلان يمهّد لها منذ نحو عقد.
وعلمت «الأخبار»، من مصدر في «التيار الإصلاحي في فتح» الذي يقوده دحلان، أن زعيم التيار كان يرغب في أن يتمّ الاتفاق الإماراتي – الإسرائيلي سرّاً، وأن تُنفّذ بنوده من دون أن يكون هناك إعلان رسمي، كي يبقى دحلان الوسيط الذي يتكسّب من الجهتين، علماً بأن معارضته إعلان الاتفاق خلال الشهرين الماضيين أدّت إلى تقليص الدعم الذي يتلقّاه من الامارات، الأمر الذي انعكس على رواتب العاملين في مؤسّسات التيار، والتي تَقلّصت بنسبة 30%.
وعلى رغم الدور الذي لعبه دحلان في التمهيد للاتفاق، فإن إعلانه بهذه الطريقة وضعه في حرج أمام قاعدته، ما عزّز مخاوفه من تراجع فرص مشروعه بخلافة محمود عباس. وكان تياره بذل جهوداً كبيرة وأنفق أموالاً كثيرة لإيجاد قاعدة جماهيرية داخل قطاع غزة بالتحديد، عبر المساعدات منذ عام 2016، لكن ارتباط اسم دحلان بالإمارات ونظرة الفلسطينيين إلى الاتفاق الأخير باعتباره «خيانة للقضية الفلسطينية» يؤثران سلباً في وضعية الرجل.
قلّص الإماراتيون دعم تيار دحلان بنحو 30% في الأشهر الأخيرة
وعلى إثر إشهار العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية، قرّر بعض الفصائل وقف التعامل مع دحلان، وتهميش أنصاره من أيّ لقاءات، والعودة إلى التعامل معهم على أنهم جزء من «فتح» وليسوا كياناً منفصلاً عن الحركة. وكانت «حماس» تلقّت، خلال العامين الماضيين، اعتراضات من عدد من الفصائل على التعامل مع تيار دحلان باعتباره فصيلاً فلسطينياً؛ إذ رفضت الجبهتان «الشعبية» و«الديموقراطية» و«حزب الشعب» وفصائل أخرى من «منظمة التحرير» حضور الاجتماعات في حال دعوة التيار. كما زاد سخط الفصائل بعد بيان دحلان الأخير الذي لم يُدِن التطبيع الإماراتي – الإسرائيلي، بل سعى إلى تلطيف الموقف عبر إشادته بـ«الدور التاريخي للإمارات العربية المتحدة في دعم صمود شعبنا وثورتنا، ومساندتها الدائمة لشعبنا في نضاله من أجل الحرية والاستقلال». لكن، وفق ما علمته «الأخبار»، فإن «حماس» بدأت تضييق الخناق على تيار دحلان منذ قرابة عام، بعد فشله في تنفيذ كامل تعهّداته بتوفير دعم مالي وإنساني لغزة، وتجنيد أموال لحلّ مشكلات القطاع المزمنة، كما كان وعد سابقاً.
أما على المستوى الخارجي وعلاقات «حماس» بتركيا، فتَبيّن أن الحركة تلقّت خلال السنوات الماضية مراجعات وتساؤلات من مسؤولين أتراك على خلفية السماح لدحلان بالعمل في غزة بحرية، وخاصة أن أنقرة تتّهمه بالمشاركة في التخطيط للانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016، إضافة إلى تنفيذه أعمالاً أمنية ضدّ المصالح التركية، وهو ما ردّت عليه الحركة بأنها تتابع تحرّكات التيار وترفض أيّ تحرّك خارجي له ضدّ أي من الدول، وأن عمل دحلان في غزة «إنساني وإغاثي» في الغالب.
إلى ذلك، نفت مصادر في «حماس» الأنباء التي نقلتها وسائل إعلام عبرية عن أن الإمارات قَدّمت عرضاً بتوفير منحة مالية إماراتية لقطاع غزة بديلة من القطرية، وأن يكون توزيعها عبر تيّار دحلان، وذلك بعد توقيع اتفاق التطبيع، مؤكدة أن هذا الأمر لم يطرح على الفلسطينيين، وفي حال طُرح، فـ«لن تتعامل حماس مع المانحين تحت قاعدة أن أحداً ما يجب أن يكون بديلاً من أحد».
فيديوات متعلقة
مقالات متعلقة
No comments:
Post a Comment