ومكر أولئك يبور…!
تماماً، كما سبق وأفادت المصادر العسكرية الأوروبية يوم 26/8/2020، حول مسرحية نتن ياهو، التي نفذها هو وجيشه في شمال فلسطين المحتلة، وأسمتها مصادره العسكرية، منذ فجر أمس الأول، بالعملية التكتيكية التي نفذها الجيش في جنوب لبنان، فإنه وحسب ما نشره موقع ديبكا الاستخباري الإسرائيلي أمس، نقول بأنه وطبقاً كما أشارت تقديراتنا السابقة، فإنّ مسرحية نتن ياهو تلك التي فشلت في الميدان، لأسباب عديدة لا مجال للاستفاضة في شرحها في هذا المقام، فقد فشلت على صعيد الميدان السياسي والدبيلوماسي أيضاً، وذلك للأسباب التالية:
فشل السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، جلعاد إردان، في إقناع أيّ من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بطلب تغيير مهمات قوات اليونيفيل في لبنان، وذلك عبر الرسالة التي أرسلها يوم أمس الاول 26/8/2020، لمندوبي الدول الأعضاء في المجلس.
كذلك تتابعت محطات الفشل، في ما يدّعيه نتن ياهو من نجاحات، على صعيد التطبيع مع بعض الأنظمة العربية العميلة للاستعمار.
فها هو السودان يبلغ وزير الخارجية الأميركي، يوم أمس الاول، بأن ليس بإمكانه حضور «الزفة الانتخابية»، التي يحضّر لعقدها في القاهرة قريباً كلاً من بومبيو وعراب صفقة القرن، جاريد كوشنر، لصالح الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي ترامب.
وها هو حصان طروادة الإسرائيلي، محمد بن سلمان، يلغي لقاءً كان يفترض أن يُعقد بينه وبين نتن ياهو، يوم 31/8/2020، في واشنطن وذلك خوفاً من حدوث انقلاب عليه في السعودية، من قبل منافسين له في العائلة المالكة، وكذلك بسبب الرفض الشعبي الواسع، في السعودية نفسها لكل سياسة التطبيع مع العدو الصهيوني. خاصة أنّ الرأي العام السعودي، او المواطنين السعوديين بالأحرى، قد دعموا مقاومة الشعب الفلسطيني بسخاءٍ دائماً. وقد كانت «اللجان الشعبية لمساعدة مجاهدي الشعب الفلسطيني»، التي تأسست عقب احتلال بقية أراضي فلسطين خلال حرب 1967، وترأسها (آنذاك) الأمير سلمان بن عبد العزيز وهو ملك السعودية الحالي، وحتى وقت قريب.
وهذا يعني انّ محمد بن سلمان، ورغم كلّ جموحه لتلبية كافة طلبات نتن ياهو الهادفة لتدمير القضية الفلسطينية وتدمير السعودية أيضاً وبمطالبتها بتعويضات هي عبارة عما يسمّيها «خسائر اليهود» في الجزيرة العربية، منذ ظهور الإسلام وحتى يومنا هذا، نقول إنه وبالرغم من استعداده لذلك إلا انّ الرفض الشعبي القوي لذلك قد لجمه ومنعه من الذهاب الى واشنطن لتسليم مفاتيح الكعبة المشرّفة لنتن ياهو.
ولكن مسلسل الفشل الذي تسجله سياسات نتن ياهو التضليلية وأكاذيبه المتواصله لا تقف عند حدّ الفشل المدوي في السياسة الخارجية رغم ادّعائه عكس ذلك، وإنما يمتدّ هذا الفشل الى سياساته الداخلية، التي جعلت دولة الاحتلال من أقلّ دول «الشرق الأوسط» استقراراً وضعفاً، رغم ما تمتلكه من آلة حربيةٍ أميركيةٍ غايةً في التطور والفتك.
ولكنها، رغم تطوّرها الكبير في هذا المجال، فإنها لا تستطيع تغيير قواعد الاشتباك، التي فرضتها المقاومة اللبنانية على الجبهة الشمالية والمقاومة الفلسطينية على الجبهة الجنوبية. وها هو الجيش الإسرائيلي لا يزال واقفاً على «رجل ونصف» منذ ان أعلن الأمين العام لحزب الله قرار الحزب بالردّ على اغتيال الطائرات الحربية الاسرائيلية أحد ضباطه في محيط مطار دمشق الدولي.
كما انّ أحد أهمّ الأدلة، على هذا الفشل المدوّي المتعلق بوضع جيشه وجبهته الداخلية، قد ظهر خلال المسرحية التي فشل في تنفيذها مساء أول امس 25/8/2020، وذلك عندما أظهرت كاميرات المراسلين العسكريين الاسرائيليين وغيرهم من الصحافيين الذين كانوا يغطون تلك الأحداث على طول الجبهة، أظهرت كاميراتهم خلوّ مواقع جيش الاحتلال من الجنود والآليات وتموضعهم في خط دفاع يقع على بعد ٦ – ٨ كيلومترات عن الحدود، خوفاً من استهدافهم من قبل قوات المقاومة في لبنان.
أما الفشل المضاف، الى فشل الانكفاء عن الخطوط الأمامية والاختباء في خط دفاع خلفي، فقد تمثل في قيام الجيش الاسرائيلي، وبموافقة نتن ياهو نفسه، بارتكاب جريمة قصف الأراضي اللبنانية بقذائف الفوسفور الأبيض الخارقة، والمحرّمة دولياً، حيث حاول (الجيش الاسرائيلي) يائساً الإيحاء بأنه قادر على الردّ العسكري. ولكنه فشل أيضاً في إقناع حتى المراسلين العسكريين الاسرائيليين بذلك، خاصة أنهم يعلمون تماماً انّ قذائف الفوسفور الأبيض قد أطلقت من مرابض المدفعية الاسرائيلية، المنتشرة على عمق ١٥ – ٢٠ كيلومتر عن خط الجبهة. وهو الأمر الذي أكد فقدان جيش نتنياهو لزمام المبادرة وتحكم المقاومة اللبنانية به تماماً من الآن وحتى حلول ساعة تحرير القدس.
أما قمة القمم، في سلسلة الفشل التي تلاحق نتن ياهو، فسنعيشها إبتداء من بدايات شهر تشرين الأول المقبل، حيث ستنطلق موجة مدمّرة جديدة من انتشار فيروس كورونا في دولة نتن ياهو، مضافاً اليها انتشار نوع جديد من الوباء الفايروسي، الأشدّ فتكاً من فيروس كورونا، ألا وهو فايروس: آر/ إِس/ ڤي. .
وهو نوع من الفيروسات التي تصيب الأطفال الحديثي الولادة والأطفال من مختلف سنوات العمر، بالإضافة الى الشباب وكبار السن والطاعنين في السن، نساءً ورجالاً.
وبالنظر الى الفشل الذريع، الذي حصده نتن ياهو والموساد الاسرائيلي، المكلف بكلّ ما يتعلق بالوباء بما في ذلك المشتريات الطبية، في مواجهة وباء كورونا طوال الفترة الماضية وتصاعد انتشار هذا الفيروس بين الاسرائيليين، وبالنظر الى الفوضى الشاملة، التي تعمّ الجهاز الصحي الاسرائيلي، والنقص الشديد في المستلزمات الصحية والطبية، بما في ذلك الأجهزة الطبية الضرورية، فإنّ الخبراء والمحللين الاسرائيليين يتوقعون انفجار موجة عملاقة، من الإصابات بكورونا والفيروس الجديد . والتي ستكون أقرب الى موجة التسونامي التي لن تبقي ولن تذر.
وهو ما يدفع سكان فلسطين المحتلة، من اليهود وخاصة اولئك الذين يواصلون التظاهر ليلياً أمام مقر إقامة نتن ياهو في حي الطالبية الفلسطيني بالقدس المحتلة، الى طرح السؤال الجدي والمنطقي:
ما الفائدة من مسرحيات نتن ياهو التي تتغنى بالتطبيع مع ابن زايد وغيره اذا كانت حياتنا هنا في خطر!؟
وهل يمكن لإبن زايد ان ينقذنا من الأوبئة القاتلة، في ظلّ عدم وجود خطط او بروتوكولات علاج حكومية!؟
علماً انّ طلائع أولئك المطالبين برحيل نتن ياهو والكثيرين منهم هم جنرالات وضباط سابقين في الجيش والأجهزة الأمنية في «إسرائيل» وكذلك من المثقفين والنخب المجتمعية، التي تخشى على «إسرائيل» من نتائج سياسات نتن ياهو الكارثية على وجود دولتهم.
انّ قمة الفشل، المُشار إليه آنفاً، هي بالذات التي يسقط عنها نتن ياهو، ليستقرّ في السجن لقضاء بقية سنين عمره داخله، وذلك بعد إدانته بتهم الفساد وتلقي الرشاوي، التي يواجهه بها القضاء الاسرائيلي وسيقدّم للمحاكمة، استناداً الى التهم الموجهة اليه، من النائب العام الاسرائيلي بهذا الصدد كما تؤكد مصادر معتبرة في فلسطين المحتلة.
وبذلك يكون بومبيو وكوشنر قد فشلا سوياً في انتشال نتنياهو من قاع مستنقع الفشل الذي يتخبّط فيه منذ مدة، وما ان تنتهي حاجتهم الانتخابية له بعد نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل حتى يتركونه يهلك في آخر كؤوس السمّ التي تنتظره، وذلك على خطى سلفه أولمرت، وبذلك يكون الكيان قد شارف على فقدان آخر «ملوكه» ليبدأ في تعداد ساعات تفكيك آخر معسكرات الأميركان في درة بلاد الشام أيّ فلسطين الحرة والمستقلة…!
سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
بعدنا طيّبين قولوا الله…
No comments:
Post a Comment