وستقوم «الأخبار» بذلك من دون تعمُّد إخفاء أو حجب أيّ معلومة واردة في تلك الوثائق، باستثناء ما يعرّض الأمن الشخصي للأفراد خارج مواقع السلطة، غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم، للخطر. فالعالم غير العادل في توزيع الثروة، وفي توزيع السلطة، هو غير عادل أيضاً في توزيع المعرفة والمعلومات. وما نطمح إليه، عبر نشر هذه الوثائق، هو تعويض بعضٍ من قلّة العدالة هذه. فمن حقّ الناس، أفراداً وشعوباً، أن يعرفوا ما يجري في أروقة السفارات ومراكز صنع القرار. معرفة نطمح أن تحرّك المياه السياسيّة التي ما زالت راكدة في أمكنة كثيرة من العالم العربي.
ابتداءً من اليوم، تعرض «الأخبار» برقيّات من السفارات الأميركيّة في بيروت وتل أبيب وعواصم أخرى، تروي حكاية الحرب الإسرائيليّة على لبنان في تمّوز 2006، ومواقف سياسيّين ودول منها، وخفايا المفاوضات لإنهائها.
لماذا حرب تمّوز؟ لأنّها اللحظة التاريخيّة التي ما زالت آثارها راسخة لبنانياً وعربياً. اللحظة التي كسرت أسطورة الضعف اللبناني، والعجز العربي، والتي فتحت آفاقاً جديدة لمستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي، وكذلك لنظرة الإنسان العربيّ إلى نفسه. لكنّها أيضاً اللحظة التي تعقّدت فيها العلاقات اللبنانيّة – اللبنانيّة.
إذ تدرك «الأخبار» حساسيّة هذا الملف، فإنّها تعمّدت تأجيل نشره إلى ما بعد مهرجان 13 آذار حتّى لا يغرق هذا الملف الشديد الأهمية في استغلال سياسيّ ظرفيّ.
No comments:
Post a Comment