Syria and the "sectarian regime"

ايام شامية.. و النظام الطائفي

‏الثلاثاء‏، 29‏ كانون الثاني‏، 2013

أوقات الشام

خضر عواركة

 

" كيف يصمد جيش واجهزة امنية في وجه قوة مقاتلة معادية قد يكون رفيق السلاح بجانبك هو احد عملائها وانت لا تدري" !



و" كيف يأمن الضابط على مساعده الميداني في غياب اي قدرة على قياس الضغط الطائفي في نفوس البشر" ؟

وكيف يأمن قائد ما على نفسه في مقره، بينما ضباط من رفاقه يحرسون مداخل معسكره او مدينته ومنهم الادلبي والشامي والحلبي والدرعاوي والحموي !!؟

وكيف يأمن رئيس جمهورية على نفسه ان كان علويا وطائفيا يقود نظاما طائفيا علويا في حين المسؤول عن حرسه الجمهوري وعن جيشه وعن اجهزة الامن هم ثلاث شخصيات :

شامي سني دمشقي وحمصي سني ودرعاوي سني ( اهم ثلاثة اجهزة امنية)
حمصي سني ( قائد الحرس الشخصي وحمايته التابعة للحرس الجمهوري)
وحموي سني (وزير الدفاع )

بل كيف يأمن رئيس طائفي على نفسه وبجواره زوجته الحمصية السُنية؟

كل الدنيا تطلب رأس بشار الاسد، وهو وعائلته بحماية قادة من اقدر الضباط السنة في سورية وفي العالم العربي !!

كيف يكون النظام السوري طائفيا علويا، وقد احتاج وزير داخليته السني لثلاثة انتحاريين وهابيين ليقتلوه ولم ينجحوا ؟؟

وكيف يكون النظام السوري علويا طائفيا وملايين السُنة في حلب والرقة والحسكة والشام ودرعا وادلب يتمنون هزيمة المحتلين من ميليشيات الناتو وفي اذان المناصرين الجدد للرئيس السوري هتاف يشتهونه الان بعدما كرهوه وملوّ منه سابقا:

" شبيحة للأبد لأجل عيونك يا اسد " ؟؟
 

الجواب عند فتون الحلبية وعند شقيتها وامها واخيها الذي رفض نقل تجارته الى تركيا بعدما سرق الاتراك " السُنة " مصانعه التي يعود عمرها الى عمر ابيه وجده .

الجواب عند الخالد خالد العبود .... الدرعاوي السُني، المنتمي الى حزب الناصريين في سورية ، يعني (حزب السُنة بالعرف اللبناني) لم يبخل بالكلام دفاعا عن نظام يعتبره نظاما وطنيا لا ينبغي " تركه وربه ليقاتلا"، ولسان خالدا يقول :
واللهي يا بشار الاسد لو قطعوا يميني (شقيقي المدني الذي استشهد على يد الارهابيين وهو اعزل) لقاتلت بشمالي (شقيقي العقيد وليد الذي اغتيل غدرا) وان قطعوا شمالي لقاتلتهم ذودا عن سورية وعن حريتها واستقلالها بشفتاني ولساني الى ان اموت ويحيا الوطن.

ليسوا سوريون من قتلوا اشقاء خالد العبود انتقاما منه ومن لسانه الذى كوى ظهور العملاء ، هي اميركا واسرائيل اللتان في قناعة خالد العبود هما من تقفان خلف الفاعلية العسكرية والامنية للثوار الوهابيين في سورية.

الجواب عن ثقة الرئيس السوري بالشعب وبرفاق السلاح تفسيرها عند خالد العبود الذي سقط له شقيقان شهداء، في معركة الدفاع عن سورية اللاطائفية، سورية الحامية للكل ، سورية المحافظة على قضية فلسطين رغم كل الاخطاء التي ارتكبها الفلسطينيون والسوريون بحق بعضهم البعض.

 

الجواب ايضا وايضا عند علي الشعيبي (وهابي تائب واخواني منشق وسُني من الرقة ) الذي ما كان في يوم صامتا عن رزايا النظام، ولا عن ظلم الظالمين فيه للشعب السوري، ولكن حين رأى الخطر الخارجي المتمثل داخليا بالتكفيريين والوهابيين رفع سلاحا امضى من الاسلحة الثقيلة الفتاكة الا وهو سلاح كلمة الحق.

ابن الرقة ذاك الذي شن هجوما شاملا على اركان النظام حين اتوا به يستشيرونه في بداية الازمة فقال لهم : " اول الحل ان تدخلوا جميعا الى السجن ويحاسبكم سيادة الرئيس على جرائمكم فنبدأ من هناك طريق الوصول الى حل"

 



الجواب عن الصمود الاسطوري حقا حقا لسورية في مواجهة الحرب العالمية الشاملة عليها ليس اعجازا، هو موجود ايضا وايضا في قصص شهداء حارم، البلدة السُنية التي صمدت وقاتلت وقاومت حتى استشهد كل قادر على حمل السلاح فيها، فهل قاتلت حارم لسنتين وهي على الحدود التركية السورية في ادلب، هل قاتلت دفاعا عن النظام العلوي؟؟!!

الجواب عن علوية النظام وعن سبب تأييد السنة السوريين لبشار الاسد ليس اعجازا لان الجواب بسيط.

الدولة السورية ليست علوية الطابع، ولا يحكمها علوي، ولا امتيازات فيها للعلويين وهم افقر الناس واقلهم حظا في سورية من النظام ومن اعدائه. النظام البعثي لم يكن علويا ولن يكون. وبعد سقوط البعث وانتهاء دوره النخبوي، لم تتحول الدولة ولا النظام الى دولة والى نظام علويان.

الدولة السورية لا يحكمها علوي بل يحكمها سوري ينظر الى السوريين جميعا بوصفهم سوريون ، وقد وصل السوريون الى قناعة بأن خلاصهم يكمن في النظرة الى انفسهم فقط بأنهم سوريون. يقودهم سوري اسمه بشار الاسد ...يقودهم الى النصر او الى الاستشهاد ....

عربي برس

River to Sea Uprooted Palestinian  

The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!