نظر لافروف إلى فابيوس وقال: هي المرة الأولى التي يسمح فيها فريق لنفسه وهو يتعلم السياسة في تعليم الكبار ما عليهم أن يفعلوه، ولم أسمع مثل هذا إلا عندما أبلغني مندوبنا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين ما قاله له وزير الخارجية القطري
وتوجه إلى قادة المعارضة سائلاً :- تعالوا نضع قضيتين تقلقان العالم من تداعيات الوضع في سورية، فمن جهة توجد قضية جبهة النصرة كتنظيم إرهابي ناشط على الأراضي السورية ومستقبل وزنه وكيفية التعامل معه إذا دعمت المعارضة وتحقق لها ما تريد، ومن جهة قضية السلاح الكيميائي بيد الحكومة وكيفية التعامل معها إذا استخدمها الجيش
ففي القضية الثانية قدمنا نحن الضمانات لكن في الأولى لم يتمكن أحد من دول الغرب على تقديم أي ضمانة، فهل أنتم قادرون على تقديم مثل هذه الضمانة؟ وإذا كنتم قادرين فيجب أن تكون نسبة القوة بينكم وبينها في الميدان طاغية بصورة كاسحة لحسابكم، وإذا كان هذا هو الوضع فبإمكانكم الاستغناء عنها وعن وجودها وإنهائه، وفي هذه الحال لنبدأ بخطوة عملية واحدة مهدت لكم واشنطن اتخاذها بتصنيف النصرة على لوائح الإرهاب، وعندما تعلنونها تنظيماً إرهابياً تنفتح أبواب التفاوض معكم بصورة جدية، وعندما تحققون عزلها وتصفية وجودها يصدق العالم أنكم قوة حقيقية ويتعامل معكم بغير حسابات العداء مع الحكومة واستخدامكم لتصفية الحسابات معها، فهل تستطيعون ذلك
إذا كنتم عاجزين عن مقاتلة الحكومة بدون النصرة، فهذا يعني أنها القوة الرئيسية في الميدان، ومن يعجز عن قتال النصرة بمفردها والحكومة بمفردها كيف له أن يطلب منا تصديق أنه قادر على قتال الاثنين معاً؟ وطالما أنكم والنصرة معاً عاجزون عن تحقيق النصر على الحكومة؟ فكيف تريدوننا أن نصدق أنكم تستطيعون وحدكم النصر على الحكومة وجبهة النصرة معاً
إذا كنتم قادرين على الإمساك بالميدان فهذا يعني أنكم قادرون على تنفيذ وقف لإطلاق النار ونحن نعطي ضمانتنا لتقيد قوات الحكومة بهذا الاتفاق فهل تضمنون قدرتكم على ذلك
إذا كنتم واثقين من وقوف أغلبية الشعب السوري معكم فلماذا تعقدون مهمتنا بطلب شيء ممن يفترض أنه عدوكم، فتقولون إن على المجتمع الدولي الضغط على الرئيس الأسد ليتنحى وهذا أمر بيد طرف ثالث؟ وما يستطيعه المجتمع الدولي إذا حققتم وقفاً للنار وتقيدتم به وفرضتموه على جماعاتكم هو التمهيد للاستفتاء على مستقبل سورية بعدة خيارات نضمن لكم أن تكون مفتوحة وتضعون ما تريدون بينها، بما في ذلك الاستفتاء على تنحي الرئيس أو إعلان سورية دولة إسلامية، ويضع الحكم بالمقابل ما يريد، ونعرف نحن في المجتمع الدولي ماذا يريد الشعب السوري، ونضمن رقابة دولية على الاستفتاء، فهل أنتم قادرون على ذلك
إذا كنتم تخشون مثل هذا الاستفتاء مبكراً نتفهمكم، فهل يمكن لانتخابات برلمانية سريعة تجري وفقاً لقانون توافقي، يدير التفاوض حوله الأخضر الإبراهيمي ويجري في ظل مبادرته ومراقبين دوليين من كل العالم، بعد وقف شامل للعنف، ويعطيكم فرصة التمهيد لتنظيم صفوفكم سياسياً تمهيداً للانتخابات الرئاسية، فهل تستطيعون ذلك
أنهى لافروف أسئلته وتناوب على الكلام الحضور الخمسة من المعارضة دون أن يقدم أحدهم جواباً على أسئلته، رغم مرور ثلاث ساعات من الكلام، فقال بالروسية "ديالوغوخي" أي "حوار طرشان" وأضاف "فاليق سترانيمتسا" أي "فالج لا تعالج"ونظر إلى نظيره الفرنسي قائلاً: لقد حان وقت النوم، الجماعة يريدون أن نقاتل عنهم ونجلب لهم الحكم على طبق من ذهب، وبعدها نقاتل النصرة منعاً لسلبهم الحكم، ونقاتل من يرفضهم من الشعب السوري، فإذا كانت فرنسا راغبة وقادرة فلتفعل، لأن روسيا غير راغبة وغير قادرة .
عرب تايمز
No comments:
Post a Comment