The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
Sunday 30 December 2012
What is the pincer tactic followed by the Syrian army? Will it achieve victory?
ما هو تكتيك الكماشة الذي يتبعه الجيش السوري ؟ وهل يحقق الانتصار ؟
السبت، 29 كانون الأول، 2012
أوقات الشام
الاسكندر طوسي
يطلّ علينا كل يوم عشرات الرجال من أشباه المومياء، يحيضون على المنابر السياسية والدينية فيتبعهم رعاع القوم المنساقين الى حفلات العلف الاعلامي المركّز عبر شاشات الاسطبلات التلفزية .. هؤلاء يعرفهم الجميع، لا خوف منهم، أفظع ما يستطيعون فعله هو دفع رجل منهار الى الانتحار على عتبات دمشق .. لكن المصيبة الجلل، و الطامة الكبرى تأتي من داخلنا، من قلب منازلنا، من أشخاص لطالما ظننا أن كسرة الخبز التي اقتسمناها معهم ستلين أنيابهم و تقلّم أظافرهم فأخطأنا ..
و كعادتنا .. أمة ما حفظت من كلام خير المرسلين سوى ما أنا بقارئ .. عوّدنا انفسنا .. على العويل و التهويل ..
ربما سيسجل التاريخ يوماً أن بني قومي لم يعتبروا من التاريخ، فلا اسطورة طروادة علّمتهم وما وطئوا بالعلم البعيد عن الاساطير أرض المريخ. ربما، سيسجل التاريخ يوماً أن وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة قد سهّلت ظهور مستحاثات بشرية ناطقة، تتفنن التحليل، و تنشر كلماتها الدائخة بين قناديل الليل، فتلتقط ما خف وزنه و طار الى النور، فتستعبده و تأسره، وتحوله الى آلة لترويج الاحباط و الانهزامية، في أرجاء الجسد الوطني المرهق من الانتظار..أسمع كل يومٍ نفس الموسيقى الهيلينية (1) ، الفاتنة الساحرة، المدمّرة، تنبعث كريح الجيف من أفواه المتخاذلين، الذين ما انفكوا لوهلة عن طعن أقدس أجساد الأرض برماح الغدر، بقصد أو بغير قصد، في الظهر ..
يأتيك رجل لم يعرف يوماً معنى التاريخ ولم يقرأه، ينزع عن كتفيه معطفه الايطالي الفاخر و يسحب من جيبه علبة السجائر الفرنسية ، يطلب كوباً من النيسكافيه ثم يبدأ القيء ..
(القيادة تخلت عن المنطقة الفلانية .. القيادة تركت القرية الفلانية .. القيادة لم تنجد الكتيبة الفلانية .. القيادة .. القيادة .. القيادة ……)
قبّحكم الله، ترتادون الحانات الافتراضية لتثملوا على نشوتكم ثم تخرجون علينا خروج الرجال المهزومين من مضاجعة العاهرات .. مطروبين بقرع الكؤوس أمام المواقد الدافئة ، لا جسد لكم يأكله البرد ولا تشعرون .. ثم تخرجون علينا تصيحون و تولولون تباً لكم من منافقين .. مراهقين .. تليق بكم أجنحة الذباب .. و تزيد ..
أصبحت مداناً أمام الناس ان وصفت ما يجري بانه مؤامرة، و كأنك قد اقترفت جريمة اغتصاب فكري بحق عذراء امتهنت الدعارة دون جماع لتبقى في نظر مرآتها الصغيرة .. عذراء ..
حين تصوّت مئتا دولة في العالم على قرار بعقوبات عليك، أليست تعاديك؟ فما بالك ان شاركت منها مئة و ثلاثون في شن الحرب الدموية على أبوابك؟ ليست مؤامرة .. حسناً .. فلتكن ما تكون .. سموها كما تحبون .. أطلقوا عليها ما شئتم من الألقاب الرديئة .. و التفاصيل الرديئة .. لا يهم .. المهم هو ما سيكتبه التاريخ .. التاريخ الذي يغيب عنكم .. او تغيبونه .. النتيجة واحدة و هي أن العبرة دائماً ما يُحرم منها منكروا التاريخ ..
بعيداً عن الانشاء الذي أطلت به لأفرغ بعض ما في الصدر في وعاء من لغة الضاد الجريحة، عسى أن تكون شدة الألم مخدّرة لها فتبرى .. كل ما أود قوله .. اقرؤوا التاريخ .. كاذب من يقول ان التاريخ لا يعيد نفسه .. و جاهل ..
في الثاني من شهر آب/اغسطس من عام 216 قبل الميلاد، بالقرب من بلدة كاناي جنوب ايطاليا، دارت معركة خلّدها التاريخ و خلّد أبطالها و سجّلت فيها ثاني أكبر هزيمة بتاريخ الرومان بعد معركة اراوسيو
انتهت المعركة بما يفوق الخمسين الف قتيل من جيش الروم مقابل خمسة آلاف قتيل من جيش قرطاج (2)، قد يكون هذا الرقم طبيعياً في حرب كبرى ، لكن اذا ما علمنا ان جيش هانيبعل كان أقل من نصف جيش الروم فحينها سنعلم أهمية ما جرى على تلك البقعة من الارض
كان هانيبعل قائداً عظيماً علم أن جيوش الروم وحلفائهم تفوق جيوشه، فماذا فعل؟
أعاد ترتيب جيشه بعد دراسة جيوش الروم، فجعل خطته مبنية على خدعة عسكرية، خدعة الكماشة أو الهلال، خدعة تقوم على سحب العدو للمنتصف و الاحاطة به و سحقه. و هكذا بدأ هانيبعل بامتصاص هجوم الروم على منتصف جيشه، بتراجع قواته رويداً رويداً، حتى يظهر للروم أنهم قد نجحوا باختراق المنتصف و أن جيش هانيبعل منهزم منهار، فيندفعون بعزم و يقعون في وسط الهلال .. الهلال الذي جعل هانيبال طرفيه ينقضان على جيش الروم فتقطع كل دقيقة ستمائة رقبة من رقابهم ، بين فارس و مقاتل، حتى قتل منهم ما يفوق الخمسين الفاً و أسر عشرة آلاف .. و انهار جيش الروم .. و ربح هانيبعل ..
النظرية الاستراتيجية العسكرية التي ابتدعها هانيبال أصبحت واحدة من أهم نظريات العلوم العسكرية لألفي عام بعده، الكماشة، بكل بساطة كانت تلك المعركة هي ولادة هذا التكتيك العسكري الذي يدرّس اليوم في أبرز الاكاديميات العسكرية في العالم ، و في سورية ..
الاستراتيجية التي يتبعها الجيش العربي السوري اليوم أشبه ما تكون باستراتيجية هانيبال، سحب المنتصف لجرّ العدو للوقوع بين فكي كماشة بعد استنزاف طاقاته بالهجوم على المنتصف .. ثم القضاء عليه ..
هل تلك هي العلاقة التاريخية الوحيدة مع كاناي؟
للصدفة أن يكون بدء الهجوم الناري على سورية في منتصفها، و أن يمتص الجيش العربي السوري الهجوم الأول و يوقع كتائب مهاجميه بين فكي كماشة، لها مخرج واحد مفروض علينا اسمه لبنان، فإما أن يُقتل العدو و اما أن يهرب، حتى كان انتصار بابا عمرو الشهير .. هذا نصر أم ليس نصر؟
للصدفة أيضاً ان يتراجع الجيش العربي السوري في منطقة ريف دمشق رويداً رويداً ، حتى يتيح لأعدائه التجمع في منطقة واحدة مغلقة اسمها داريا، ثم يسحق منهم في يوم واحد اربعة آلاف .. ربما كان سيحتاج الى اكثر من شهر في سحقهم لو كانوا موزعين على القرى مع بقية الاسرى و الجرحى و الهاربين ..
للصدفة أيضاً ما حصل و يحصل كل يوم و ما نسمعه ونسمع عنه كل ساعة عن تراجع للجيش العربي السوري في منطقة فتأكلنا الشكوك و نبدأ في توليد النظريات، من الخيانة الى التواطؤ، و حين نقترب من الهزيمة النفسية يفاجئنا رجال الحق بنصر من عند الله، لكن ضعفنا و احساسنا بالذنب يمنعنا كل مرة عن التساؤل كيف حدث هذا؟
للصدفة أيضاً ربما أن يكون أحد قادة الفرق التي انتصر بها هانيبعل اسمه ماهربعل ..
كان ماهربعل في المعركة يشغل بفرسانه النوميديين الجناح الأيسر الذي يقوده القيصر الروماني فارون. لم يكن يريد من مناوشاته غير الالهاء، لأنه لم يهجم، ولم يفسح للرومان مجال الهجوم، فكان يتظاهر بالهجوم ثم ينكفىء شارداً في السهل، ثم يعود متأهباً. وظل كذلك حتى اجهز آزروبعل على الجناح الروماني الايمن ، وانطلق في السهل، وراء الرومان، كأنه في حلبة سباق، ثم جاء يضرب الجناح الروماني الأيسر من الوراء. فتضعضع فرسان فارون، ودب الرعب في قلوبهم، اذ اطبق عليهم آزروبعل وماهربعل، فاستسلموا للسيوف تضرب اعناقهم، وللرماح تغوص في صدورهم، ولحوافرالخيل تدوس هاماتهم، واضطر فارون ان يلوذ بالفرار على رأس خمسين فارسا، تاركا وراءه الجيش الروماني يتخبط في افدح كارثة حلت بروما(3).
كل تلك كانت محض صدف لا أكثر، فالتاريخ لا يعيد نفسه في نظر الجبناء و ان أعاد نفسه فلا نعتبر من حدث لننقذ أنفسنا مما سيليه. بالله عليكم قولوا لي أي لسان فينا أشرف و أطهر و أقدس من لسان جندي عربي سوري يصيح الله أكبر و هو يصد عنا رصاص أعتى جيوش الأرض؟
لا أحد في الكون يمكنه الجزم بان لا خيانات تحدث هنا او هناك، و لكن .. هل انتهت الحرب؟ كيف لأمة أن تنتصر و هي تخوّن رجالها وسط الحرب؟ كيف لها أن ترفع سيفاً يجز رقاب المعتدرين عليها و أصابع أيديها مختلفة على اسم متّهم بالخيانة هنا و هناك؟ ..
حسناً .. ولكن .. ما بالك ان كنت تستطيع بدلاً من أن تشتت جيشك في ملاحقة مجموعاتهم التي بلغت عشرات الآلاف، فيقع رجالك في كمائن أعدائهم المنصوبة بين مساكن المدنيين، فلا يستطيعون اطلاق النار و لا يستطيعون الفرار، أن تترك لأعدائك قطعة من الجبن، و تبتعد عنها كأنك مهزوم، و حين يتجمعون حولها ان لم يقتتلوا عليها و يقتلوا بعضهم البعض تقتلهم بسيفك ..؟ ما بالك؟ .. أن تضحي بعشرة من رجالك الذين نذروا أنفسهم للتضحية ليبقى ألف غيرهم أحياء يقتصون لدمهم اقتصاص الشرفاء .. وصمة عار هي هذه؟
هرم الحبر في قلمي و أنا أحاول الكتابة بلغة الضاد و ما هرم العزم في قلوب الرجال. لست ممن احترفوا الكتابة و لم أجدها يوماً. لكنني في كل مرة أنكفئ فيها على نفسي و أطفئ موقدتي يعتريني برد العار من همم الرجال الرجال في ساحات الأرض المقدسة .. أنظر بعين مختنقة بالدمع الى كأس الشاي الساخن و أكفّر نفسي التي تشرب .. هيهات لنا أن نمسي رجالاً مثل هؤلاء الرجال .. و كم منكم سيقف بعد كل هذا ليسأل عمن تتحدث؟ .. و هل هناك في غير هذه الأرض من أبطال؟
الآن ربما أكسر قلمي، و أضعه في جيبي، فحين تفكّر بعقل عدوك تدرك أن حبر الرصاص أبلغ من كلام الضعفاء من أصحاب الياقات الصفراء .. فهل بلّغت؟
هوامش :
1. هيلينية نسبة الى هيلين الشقراء الفاتنة التي أغوت الامير باريس و كانت سبب حرب طروادة، لم تتوقف عن النحيب و القول بأن زوجها سينتقم من باريس و طروادة لأنها ذهبت و تركته.
2. يختلف المؤرخون في كل شيء من الأرقام سوى التأكيد على أن نصر هانيبعل كان تاريخياً
مركز عرين
River to Sea Uprooted Palestinian The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
Labels:
Al Qaeda,
Britain,
France,
Nusra Front,
USA,
War on syria
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment