Uprooted Palestinians are at the heart of the conflict in the M.E Palestinians uprooted by force of arms. Yet faced immense difficulties have survived, kept alive their history and culture, passed keys of family homes in occupied Palestine from one generation to the next.
ينشغل المؤرخون ازاء كل حدث باختيار
اسم المولود الجديد من الأحداث .. وتتصارع المصطلحات للبقاء كما تتصارع الأحياء
للبقاء فلايبقى الا الأقوى .. وتتناطح الأسماء والرموز كما تتصارع الحيوانات في
موسم التكاثر حيث قرون الذكور تتبارز مع قرون الذكور ونسمع صوت تناطح الرؤوس
الحامية فيما القرون تتحاور بعناد وهي تصطك كما سيوف المحاربين ..
والاسم الأقوى والمصطلح الأبهى تاريخيا يفوز بأناث الأحداث
ويستولدها المفاهيم والمسلّمات .. ولذلك صار لدينا سلسلة أنواع من الثورات عبر
التاريخ .. فهناك ثورات شعبية وهي غنية عن التعريف .. وهناك ثورات عسكرية وهي
الانقلابات التي يقوم بها العسكر .. وبالطبع خرج علينا البعض بمصطلح الثورة
الجماهيرية .. أو ثورة الخبز .. وهناك الثورة الصناعية في الغرب والثورة البلشفية
في الشرق أو ثورة البروليتاريا.. وهناك الثورة الزراعية في الهند والثورة الثقافية
في الصين والثورة الاسلامية في ايران ..وهناك ثورات العبيد وثورات القوميات على
أنواعها ..الخ .. أما غورباتشوف فاختار أن يغير هذه الأسماء وأن يبدأ عهد التسميات
حسب اتجاه الثورات في طبقات المجتمع فأطلق على ثورته اسم الثورة (من فوق) وهي
البيريسترويكا والغلاسنوست لأن القيادة - لاالشعب ولاالجماهير ولا البروليتاريا- هي
من صنع الثورة .. فالثورات عموما تأتي (من تحت) أما هو فجاء بها .. من فوق ..
اليوم يقف التاريخ حائرا أمام الربيع العربي ويصيب المؤرخين الوجوم وهم
يتبادلون النظرات الحيرى .. فماهي التسمية الأجدر بأحداث "الربيع العربي" وماهو اسم
المولود الجديد .. القبيح الدميم ذو الذيل الغريب واللون العجيب والسلوك المريب؟..
هل هو ثورات الملوك والأمراء فتكون "الثورات الملكية" و "الثورات الأميرية" ؟؟ أم
ثورات "الثروات" على الثورات القديمة ؟؟ أم هو "الثورة البترولية" .. لما فيها من
مال عربي نفطي يسكب على لهيب الجاهلية؟؟ ربما اسم الثورات المأجورة كان مناسبا ..
أو الثورة الليفية (نسبة للأب الروحي لها برنار هنري ليفي) .. وربما ثورة العمائم
واللحى .. أو ثورات مسبقة الصنع .. وربما كان الاسم الصحيح الذي يسقي حلق الحقيقة
الماء العذب هو "ثورات الناتو" !!..
وقد أحسست بالشفقة على المؤرخين في هذا
الشأن .. وقررت أن أمسك يد التاريخ المرتعشة من هذا القلق وأهدئه وأربت على كتفيه
مطمئنا.. وأن أضع سماعات الأطباء في أذنيه ليسمع صوت قلب الربيع العربي وضرباته
السريعة وأنّاته ليعرف أن مصطلح "الثورة الاسرائيلية الكبرى" هو الأدق والأقرب الى
قلب الحقيقة لما قدمته ثورات الربيع من انجازات لاسرائيل لا يضاهيها كل حروب اسرائيل
مجتمعة؟؟
فاسرائيل حولت حماس الفلسطينية الى حركة مقاومة اسرائيلية حقيقية
تقاتل الجيش السوري .. ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي يتحول جزء من
الشعب الفلسطيني الى حليف لاسرائيل ويموت من أجلها .. فقد هاجر مقاتلو حماس والشيخ رائد صلاح من فلسطين ليموتوا في حلب وادلب دفاعا عن اسرائيل وهي أول هجرة فلسطينية
طوعية خارج فلسطين تعاكس كل الهجرات القسرية للفلسطينيين خارج بلادهم بما في ذلك من
دلالات ..
وأما في مصر فقد اطمأن قلب اسرائيل على يد الاسلاميين أنفسهم على مستقبل
الدولة العبرية وتبارى الاسلاميون في السخاء في منح اليهود السلام والأمان ولم تطلق
كامب ديفيد من قيودها كما اليوم ولم تنم قريرة العين في سريرها الا في بيت الاخوان المسلمين ..
وفي تونس الخضراء حكمت اسرائيل قرطاج لأول مرة عبر
ايباك مباشرة بواسطة تابعها راشد الغنوشي وتابعه الأبله المرزوقي.. وفي ليبيا صار
الاسرائيليون أصحاب البيت والليبيون وبقية العرب ضيوفا..
ولكن الثورة
الاسرائيلية في سورية تميزت بظاهرة غريبة ستجعل المؤرخين يكتبون بالمقلوب عن الثورة
.. أي من النهاية الى البداية وليس من البداية الى النهاية ومن الأسفل الى الأعلى
.. فهي الثورة التي تركب البغلة بالمقلوب .. وهي الثورة الوحيدة في العالم التي
ستسمى (الثورة بالمقلوب) فيسارها يميني ويمينها يساري .. وأعلاها أسفلها (مثقفوها
أقل سوية من الدهماء) .. وأسفلها أعلاها (الدهماء تفرض منطقها) .. وبياضها أسود
وسوادها أبيض .. فهي ثورة ملتحية وقياداتها شيوعية ومسيحية وعلمانية (رياض الترك
وجورج صبرة والغليون) .. وهذا شذوذ يدل على أن الثورة مقلوبة وتسير على رأسها
وتنتصب ساقاها في الهواء ..فمن المدهش أن ليس للقياديين مقاتلون يتبعونهم على الأرض
.. فيما النشاط العلماني والمسيحي المحدود اقتصر على البروتوكولات ولقاءات الفنادق
والتلفزيونات حيث المال سخي والثرثرة مجانية وغير مكلفة ..
فأنا لم أسمع في كل
الثورة عن مسلح مسيحي معارض يباهي جورج صبرة باستشهاده أو استشهادي انتحاري من قياس
جول جمّال المسيحي السوري وأستاذ الاستشهاديين الشرقيين الذي دمر بارجة فرنسية
قبالة شواطئ بورسعيد المصرية ..
دمشق تؤبِّن الشهيد جول جمال... المدمرة الفرنسية جون بار بعد وصولها لجبل
طارق
ولم أسمع برفيق شيوعي استشهد مع كتيبة من كتائب
الصحابة الكثيرة .. ولم يظهر لنا لواء لينين أو كتيبة تروتسكي أو فيلق كارل ماركس
مثلا .. ولم أسمع بكتيبة الرسول بولس ولا كتيبة يوحنا المعمدان ولامريم المجدلية
ولابطرس التي يقاتل فيها مسيحيون يعلقون الصلبان على صدورهم بل ظهرت مجموعة من
الاسلاميين الملتحين التي تكفر المسيحيين والتي سمّت نفسها باسم المسيح ثم اختفت
الى الأبد عن الواجهة بعد انتهاء العرض الدعائي الذي استمر أقل من دقيقة ولم تقم
بعملية عسكرية واحدة ..
لم أسمع بشيء مما ذكرت لكنني سمعت بكتيبة الفاروق
وأحفاد الرسول وكل الصحابة وأبي قتادة .. وجبهة النصرة .. وكتيبة القعقاع .. وصعصعة
..وقعقعة .. وعرعور وطرطور .. وهي في الحقيقة يجب أن تنتقي أسماءها الحقيقية من
معاجم عبرية وتاريخ قادة اسرائيل مثل كتيبة حاييم وايزمن مثلا أو كتيبة تيودور
هرتزل أو فيلق اسحاق رابين أو حرائر غولدامائير .. وأصدقاء اسرائيل ..
والثورة السورية هي الثورة بالمقلوب بكل جدارة فلا يوجد أحد من قادتها في
الداخل السوري على عكس كل الثورات .. فكل قادتها ومنظريها يعيشون في الغرب منذ
عشرات السنين ومعظمهم لم يكونوا معارضين بل مستفيدين من فساد النظام .. ونصف
مقاتليها مستوردون من جهات الدنيا الاربع ونصفهم الآخر بلطجية وأصحاب سوابق وأميون
سوريون .. بدل أن تصدر هي المقاتلين الثوريين للعالم ..
لكن أهم دليل على
أنها ثورة بالمقلوب هو أن خطابها بالمقلوب .. وذلك في أوضح تجلياته في رسالة معاذ
الخطيب الى المسيحيين السوريين والتي كانت تقطر عسلا ورقة ومودة ورحمة وتبز رسالة
الغفران للمعري في محتواها الفلسفي .. فالثورة بعد أن شربت من دماء المسيحيين في
حمص ومن دماء ساري ساعود وعويل أمه ونهشت جدران الكنائس السورية كما تنهش الوحوش
لحوم الضحايا تتودد الى المسيحيين السوريين ..وتطلب الغفران..
بعد سنتين من
الخطاب العنيف ضد كل الطوائف وثقافة العرعور في فرم اللحم وسحق العظم والذبح الحلال
والتي لم يقترب من ادانتها ثوري واحد ولم يتطرق لنبذها بيان واحد .. وبعد عامين من
تهجير وتكفير المسيحيين السوريين في أصقاع الأرض .. بعد كل هذا لبس معاذ الخطيب
ثياب بابا نويل الحمراء ثم حمل أكياس الزبيب وجرار العسل على ظهره وجعل يطعمنا
الحلاوة وقطع السكر والشكوكولاتة ويغسل بالرحيق قلوبنا وبالعطر حيطان البكاء
والذاكرة .. ثم قبّل طربوش فارس الخوري بعد أن مسح الصليب بقماش من أستار الكعبة
..وكاد يجلس في حضن تمثال "الشفقة" الشهير لمايكل آنجيلو..
في الحقيقة لم
أتمكن من قراءة كل الرسالة أو (رسالة الغفران) لأنني كنت أغوص في برك العسل التي
اندلقت فجأة على ثيابي من جرار بابا معاذ كلما تقدمت في سطور الرسالة .. فان بها
لحلاوة وان عليها لطلاوة وأن أعلاها لمثمر وان أسفلها لمغدق وانه لتعلو ولايعلى
عليها .. في النفاق .. فشواطئها رحيق والخوض فيها يغرق القارئ بالعسل منذ السطر
الثالث .. ويكاد أنسب ماأقول فيها بعد خوضي في عسلها هو قول نزارقباني : لو أني
أعرف أن "العسل" عميق جدا ماأبحرت ..
فقد بدت الكلمات دبقة للغاية وعيوني
علقت بأهدابها في سطورها كما تعلق العصافير على قضبان الدبق وكما تعلق الفراشات على
صمغ الشجر .. وهذا الدبق لايساعد على العبور الى نهاية المقالة التي فاض قطرها على
مفاتيح الكومبيوتر .. وقد صارت قراءتها تغني عن التداوي بالعسل .. ففي العسل "شفاء"
للناس كما ورد في القرآن الكريم .. ولكن في عسل معاذ "الشفاء" للناس .. فمن رسالة
النبي معاذ قام المسيح .. وسار على الماء .. وانضم للثورجيين في استانبول .. فمما
جاء فيها:
أيها الأحبة .. أبقوا معنا .. بالله عليكم .. يا أهل سوريا أحبوا
بعضكم، ويا أيها المسيحيون لا ترحلوا أرجوكم .. "
ووصف معاذ المسيحيين
السوريين "بأنهم خلاصة مابقي من المسيحية في الأرض كلها .. بعضهم يعيشون في قلق
حقيقي وخشية بالغة مما ستأتي به الأيام .. وأن الحفاظ على أموال وأرواح وأعراض
المسيحيين هو تماماً عين الحفاظ على كرامتنا ودمائنا وأموالنا وأعراضنا..."
كلام يثير الدموع ويجهش سامعها بالبكاء كما أطنب معاذ اسماعنا ببكاء
النجاشي لسماعه كلام القرآن في السيدة العذراء .. ويصارع أحدنا رغبته في العويل من
حنان معاذ وصحابته .. حتى الشهيد الطفل ساري ساعود قام وعاد الى أمه الثكلى فكلمات
معاذ تحي الموتى من أبناء يسوع ..
والغريب أن معاذا قال ان الرسالة مكتوبة
منذ مدة طويلة لكنه خبأها مثل بابا نويل الى يوم عيد الميلاد لأن رسائل العسل
يحملها "بابا معاذ" مرة كل عدة سنوات .. لبس معاذ ثياب بابا نويل وصار يوزع الحلوى
على المسيحيين فقط .. لأن المسيحيين وحدهم الآن هم الخائفون ..وليس الشيعة ولا
العلويون ولا الدروز ولاالاسماعيليون ولابقية الأقليات المنتمية الى فئة الكفار
والزنادقة في عرف ثورة معاذ التي تعتبر أن أخطر تهمة على الاطلاق هي تهمة الانتماء
الى مذهب غير مذهب أهل السنة ومذهب العرعور..ففي محاكمات الثوار الشهيرة يقول
المدعي العام في قراءة الاتهام: هذا رجل علوي أو شيعي أو درزي أو مسيحي .. وهنا
تنتهي المحاكمة لأنها تعني النطق سلفا بالحكم ..فهذه الانتماءات هي ذروة الكفر
ولاكفارة لها .. ولاتكفي دفوع الدنيا لمنع عقوبة الاعدام .. وبالطبع لايجرؤ ثورجي
واحد أن يمسك اسرائيليا ويعنفه ويتهمه باليهودي ابن اليهودية علنا على اليوتيوب
والا علقت اسرائيل مشاتق لكل أعضاء الائتلاف السوري في قلب الدوحة وتركتهم يتأرجحون
عبرة لغيرهم....
بعد كل هذا العنف والتهديد الثوري والتكفير يلاطف معاذ
المسيحيين ..ويطلب منهم الاطمئنان لثورته .. أما بقية الطوائف التي يهددها العنف
الثوري فلا تحتاج تطمينا ولاتعني معاذا بل يتركها بتجاهله المقصود واللامبالي للويل
والثبور وعواقب الأمور ..ولو كان معاذ يريد وطنا لطمأن الجميع وخص بالذكر الطوائف
المستهدفة بالعنف أكثر من غيرها لابعادها عن مخاوفها .. لكنه لايجرؤ لأن عماد
الثورة وقلبها وعقلها طائفي وديني عنصري أسود .. وأي اشارة لتسامحها الديني مع
الجميع يعني فشل مشروع الفتنة السنية الشيعية في المنطقة ..حلم اسرائيل..
وهذا النداء للمسيحيين منتهى الجهل ومنتهى السذاجة والوقاحة الثورية ..
فمقدار القلق الذي يصيب بقية الطوائف السورية لايقل عن القلق المسيحي بل يفوقه وهي
التي تجب طمأنتها .. لكن للثورة لغة المنافقين والمؤلفة قلوبهم .. فهي تريد اسماع
الغرب مايريد سماعه وليس مايريده الوطن السوري .. وهي تريد استعادة براءة "جبهة
النصرة" بعد أن شاع اسمها وفاحت رائحة الدم وتسرب من أطراف ثوبها فأحرج حتى أميريكا
.. فرسالة معاذ اذا وبالمعنى العميق هي رسالة جبهة النصرة وليست رسالة بابا معاذ
الذي تولى ايصال رسالة بابا نويل جبهة النصرة الى الغرب .. حيث بابا نويل جبهة
النصرة يرتدي ثيابه الحمراء المصبوغة بدم الذبائح البشرية .. ويداعب المسيحية
الغربية فقط بيديه اللتين تشربان الدم من الأعناق السورية .. والله أكبر..
كلما نظرت الى معاذ الخطيب ونظرته الكسيرة في لقاءاته مع صناع القرار
.. ولغة جسده المترددة التي تظهر حسه بالضعف أمام القادة السياسيين .. أحس أن من
يختار قادة الثورة يريد اهانة كبرياء السوريين لأنه يظهر على التلفزيونات بضعفه
الكاريزمي وهشاشته الشخصية على أنه يمثل السوريين الذين دوخوا العالم بديبلوماسيتهم
وجاؤوا برؤساء العالم الى دمشق ليحاوروهم من نيكسون الى كلينتون ..
من رأى
كيف كان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ مثلا يجلس وهو يعظ معاذا باستعلاء
العاطي والواهب والسيد المانح لأحس بالقرف من معاذ .. ولمعرفة حجم معاذ فما عليكم
الا أن تحصلوا على صورة هيغ في لقاء وهو يتحدث الى الاسرائيليين مثلا في نفس الغرفة
أو مع قادة العالم الكبار عموما وعليه امارات الجدية وهو منحن الى الأمام على
الكرسي ويفرك يديه بيديه ويكاد يقع على الأرض تواضعا وفي نظرته التودد وفمه لايعرف
الانكماش .. وحاجباه كما لو كانا (مرج البحرين يلتقيان .. بينهما برزخ لايبغيان) ..
أما مع معاذ فيجلس نصف جلسة ويريح يديه على الكرسي ويدير نصف جسده نحو معاذ وهو
لاينظر اليه وجها لوجه بل مواربة .. وحاجباه يلتقيان دوما كما لو كان عابسا كلما
نظر الى معاذ باحتقار لايوصف..فيما عينا معاذ ضيقتان كعيني العصفور متوترتان
متراقصتان يشع منهما الشعور الصارخ بالضعف .. وتطل منهما نظرة الاسترحام ..
ولاننسى منظر معاذ المسكين وهو يتبع أردوغان (أو رجل تركيا الكبير كما
يصفه) في جولة (العباءة العربية) الشهيرة .. ويكاد معاذ يتعثر وهو يسير الى جانب
سيده أو يتبعه وهو يتلفت أو يلوح بيديه في حركات غير متناغمة تدل على حيرته ان كان
مايفعله صحيحا أم لا أمام حفيد جمال باشا السفاح ..
عيب على سورية أن يكون هذا
المعاذ رئيسا عليهم أو على بلدية من بلديات دمشق ..أو صبيا في أحد حماماتها التركية
القديمة..
معاذ لايشبه في هذا العالم الا شخصية ياسينو في مسلسل صح النوم
أو ملح وسكر .. تزوج صدفة من فطوم حيص بيص.. ويحاول اظهار رجولته على امرأة قوية ..
ولـ (ياسينو) حيص بيص حكمة لاتعلوها حكمة .. فعندما حاول حسني البورظان تخفيف
آلامه من الزلازل التي يتعرض لها زواجه قال له: ان الزواج ياياسين برميل مليء
بالقطران ولكن وجهه مغطى بطبقة عسل ماان تنتهي حتى يتذوق الزوج القطران ..
فقال
ياسينو شاكيا لحسني البورظان عندما تلقى ضربة بالقبقاب على جبينه من حرمه المصون
فطوم: يبدو أنني فتحت البرميل بالمقلوب .. لأنني لم اتذوق العسل بعد ياأستاذ حسني
..
ماقاله ياسينو الثورة معاذ الخطيب منذ أيام في تطمين المسيحيين يشبه
حكمة ياسينو .. فبعد كل هذا العنف والتهجير للمسيحيين ومحاصرة قراهم وكل هذه اللحى
وكل هذه الغزوات للكنائس .. وبعد أن امتلأت الدنيا بصور اهانة المدن والقيم
والاماكن المقدسة للمسيحيين .. وبعد أن امتلأت الكنائس بجبهة النصرة وفتوى الذبح
وتطهير البلاد من الكفار ..
بعد كل هذا بعث ياسينو الثورة برسالة العسل ورسالة
"البراءة" يطلب فيها من المسيحيين البقاء في سورية !!.. بعد كل القطران الذي تذوقه
المسيحيون في سورية على يد الثورجيين على مدى عامين قرر ياسينو أن يفتح برميل العسل
بشكل صحيح وليس بالمقلوب ..الا اذا لم يكن قد بقي قطران في برميل الثورة بعد أن
أذيق السوريون كل قطرانها فوصل ياسينو أخيرا الى قشرة العسل .. ومعسول الكلام ..لأن
الثورة شارفت على نهايتها من حيث شرعيتها ومستقبلها ..
والملاحظ أن توقيت
رسالة ياسينو الثورة السورية جاء مع توقيت قرار سعودي بتنظيم الفضائيات الدينية
التي تحرض على الفتنة والنزاعات مما يدل على ادراك عميق لمدى المأزق الذي وجد
الربيع العربي نفسه فيه فقد بدأ ينكشف في مشروعه كثورة اسرائيلية كبرى لفتنة كبرى
ولابد من بعض التجميل والانسحابات التكتيكية .. وخاصة بعد انزعاج الغرب من الحرج
الشديد الذي تسببت له به جبهة النصرة كما ادعى ..
وتلا هذه التغيرات في
الخطاب خطاب متأخر لكنه متناغم في النبرة مع رسالة معاذ الانجيلية فتح فيه الثوار
برميل العسل .. فقد اعترفت ألوية وكتائب مابقي من شظايا الجيش الحر لأول مرة (بعد
هزائم وكوارث عسكرية قضمت معظم تشكيلاته) بما سمته
بوقوع بعض الأخطاء
المسيئة لصورة الجيش الناشئ كحام ٍللثورة والناس والمال والأعراض .. حيث وصف
الثورجي أبو قتادة بيان الاعتراف برذائل الثورة بأنه يعتبر نقلة نوعية في الاعتراف
أولا بوجود "بعض" الممارسات الخاطئة التي رسخت في الذهنية الغربية "الفوبيا
الاسلامية" بسبب تصوير تصفيات الشبيحة التي بدت في الواقع مقززة كما قال .. باعتراف
أول بيان من نوعه .. بيان يقطر دما..ونذالة ..ولكنه يعلن أول هزيمة اعلامية
وأخلاقية مدوية .. حيث ستبقى سمعة الدموية والوحشية عالقة بالثوار كالبقعة الحمراء
على سطح المريخ.. سيزول الدم عن وجوههم وألسنتهم عندما تزول بقعة المريخ عن وجه
المريخ..
رسالة معاذ ورسائل الاعتراف بالعار الثوري هي رسائل النفاق من
ثوار منافقين سذج وثورة هزمت أخلاقيا .. كل عسلها مصنوع من رحيق الدم .. وهذا العسل
الذي وصل متأخرا يشير بقوة الى وهن الثورة الشديد التي كانت مصابة بالغرور والصلف
وكان رأسها كبيرا ولايسمع نصيحة .. ولم تكن تتحدث هذه اللغة اللينة والتسامحية
المتوددة طوال الأزمة السورية لأن الغرب نفخ في رأسها كثيرا ولأن التضليل والوعود
بالنصر جعلت جمهورها وقادتها لايحسون أنهم مضطرون للاعتراف برذائلهم وفظائعهم
ووحشيتهم وهمجيتهم وبهيميتهم بل كانت مصدر فخرهم وتحديهم للنظام والدنيا .. وكان
توالي الانتصارات الثورية ومجازرها المريعة في شمال افريقيا سببا آخر من أسباب هذه
الجاهلية وهذا الاستعلاء والتكبر واحتقار مخاوف الآخرين وتجاهلها وتعالي الضجيج
الثوري والتكبير على أصوات الضحايا والثقة أن يد الثوار طليقة في القتل من غير
حساب..
هذا التراجع من شواطئ الدم الى شواطئ العسل وارتداء ثياب باب نويل
والانسحاب التكتيكي لفصائل الثورجيين من مرحلة الاصرار على دولة الخليفة والشريعة
الى مرحلة (بالله عليكم لاترحلوا) يدل على ادراك الثورة لصدمة الهزيمة المتصاعدة
تدريجبا .. وصعوبة المهمة التي تنطحت لها بعد انفضاض الكثيرين عنها .. وضرورة تغيير
المنطلقات النظرية لرياض الشقفة وفريقه ..
لكن كل هذا الكلام يابابا معاذ
لايفيد .. وكل هذه الرسائل تصلح لأغنية تقول: "يسمعني حين يراقصني كلمات ليست
كالكلمات" .. وفي النهاية نعود وليس معنا سوى كلمات معاذ وساطور العرعور وسكاكين
جبهة النصرة وفتاوى الوهابية .. وماستفعله الثورة المنافقة هي أنها ستتابع عنفها
بصمت أي مع قلة التصوير والبث المباشر للاعدامات..
ما يفيد السوريين جميعا
يامعاذ هو استدعاء العرعور للمحاكمة واقصاؤه علنا هو وتياره والتبرؤ منه واعلان أن
جبهة النصرة مارقة ويجب اصدار فتوى بقتالها واستئصالها وتجريم الوهابية حتى يطمئن
الناس .. جميع الناس .. أما العسل فخذه وكل ماطاب لك منه .. ووزع ماتشاء في اسواق
استانبول وأسواق الخليج العربي المحتل..واحمل على ظهرك ماشئت من الجرار وأكياس
الزبيب الى أوروبة..
نحن لانعرف بيع العسل وحبرنا ليس العسل وليس الدم ..
بل حبر العقل والمنطق وحبر الواقع وحبر الوطن والمعاناة .. ولذلك نحن ندق أجراس
الكنائس من قلب الجوامع .. ونرفع الأذان من أبراج الكنائس .. ونعتنق المسيحية عندما
لايبقى من يدق أجراس الكنائس في دمشق .. ويعتنق مسيحيونا الاسلام اذا لم يبق من
يرفع الأذان في دمشق .. ونحن سنمنع دولة سورية الاسلامية علنا ودون مواربة لأن
سورية دولة الجميع للجميع .. هذا هو الضمان لدولة التعدد الاثني والعرقي والديني ..
وليس رسائل الغفران ورسائل العسل .. ولو جعلت المحيطات عسلا فانك لن تغير من مرارة
السوريين بما فعلته ثورتك وماحقنته من قطران في عروقنا وخلايانا..فاطو رسالة
الغفران المكتوبة بالعسل وأسرج وعولك الملتحية من جبهة النصرة يابابا نويل الخطيب
وغادرنا .. أو خلل رسالتك بالملح .. أو انقعها واشرب ماءها ..أو ابعث بها الى
الشيطان .. فليس لها عنوان في سورية
The level of police brutality and repression I saw
-
“France NO RED LINES war with Russia. Biden; every penny to Ukraine, punish
Orban. Trudeau, Swift fan“ (Christoforou).“Dogs of war“
(Galloway).“INTERVIEW: ...
Voltaire, actualité internationale, n°109
-
Outre ce site internet gratuit, nous publions une lettre confidentielle en
PDF, Voltaire, actualité internationale. Chaque jeudi soir ou vendredi
matin, vo...
Report on Beth Israel vigil 11-09-24
-
*15th Annual Bill Henry International Eat-a-Cheeseburger Day: A Success*
Here’s the group celebrating the Jewish holiday commonly referred to as The
Day...
Donald Trump: Round Two
-
Donald Trump: Round Two—An Analysis (12 November 2024) by Lawrence Davidson
Part I — Surprise, Surprise? Just how surprised should […]
Fake Rolex Pearlmaster 39 of Timekeeping
-
The Rolex Pearlmaster, often referred to as “the pearl of the Oyster
collection,” epitomizes the pinnacle of luxury watchmaking. Crafted
exclusively in pre...
-
Hello all,
It is with great sadness that I share with you the passing of our beloved
sister, Mother, and Grandmother, the individual that you all knew ...
Ikhras Endorses Muntadhar Al-Zaidi
-
“Oh parties of banditry and sectarianism and corruption, we have come and
our goal is to destroy you.” Ikhras formally endorses Muntadhar al-Zaidi,
Iraqi j...
Guantánamo Bay victim sues Ottawa for $50 million
-
Djamel Ameziane, an Algerian-born technician, who took refuge in Canada in
1995, sues Canadian government for $50 million as compensation for the
detention...
Palestinian Women – One for All, All for One
-
Honouring All Palestinian Women by Honouring Three: Hanin Zoabi, Ahed
Tamimi, Samah Sabawi Vacy Vlazna “Palestinian women have always stood side
by side ...
US’s Saudi Oil Deal from Win-Win to Mega-Lose
-
By F. William Engdahl Who would’ve thought it would come to this? Certainly
not the Obama Administration, and their brilliant geo-political think-tank
neo-...
-
*Mordechai Vanunu wins human rights prize of Brazilian Press Association *
* http://www.alternativenews.org/english/index.php/features/updates/7038-mordechai...
Abdul Aziz Rantissi:
"My ultimate wish, my God, is to attain martyrdom,"...God granted him his wish on April 17, 2004, at the hands of Israeli assassins.
No comments:
Post a Comment