Thursday, 25 April 2013

Abdullah II, the King of Syria ...

عبد الله الثاني ملكاً على … سوريا




‏الخميس‏، 25‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام

نبيه برجي
مثلما تساءل ادوار سعيد ذات يوم يتساءل الكثيرون منا ايضا: لماذا يفترض ان يحترمنا الاميركيون؟

المفكر الفلسطيني الراحل كان يرى ان البلدان العربية مصنفة في واشنطن هكذا: دولة تعتبر قاعدة للبنتاغون، ودولة تعتبر قاعدة لوكالة الاستخبارات المركزية، ودولة تعتبر قاعدة لمجلس الاحتياط الفديرالي، ودولة تعتبر قاعدة لوزارة الخارجية. وهكذا دواليك، حتى الدول التي لا شأن لها، بل ولا معنى لها، كان لها معنى في الاجندة الاميركية التي تتعامل مع العالم العربي على انه اقل بكثير من ان يكون افتراضيا…

واذا كان برنارد لويس لم يجد فينا اكثر من ذئاب تطارد الذئاب وحتى يوم القيامة( هل هناك من وصف اكثر بلاغة واكثر واقعية؟)، فإن الديبلوماسي الاميركي المخضرم جورج بول والذي فتح قلبه في دمشق، لدى زيارته لها اثر انتهاء مهمته، والذي كان احد ضحايا السيناريو الذي وضعه هنري كيسنجر وجوزف سيسكو لتحطيم المستعربين في وزارة الخارجية الاميركية، قال انه لو اخذ البيت الابيض بما كان يهمس به الملوك والرؤساء العرب ضد بعضهم البعض في آذان الرؤساء الاميركيين لتعامل هؤلاء مع العرب كما تعامل آباؤهم مع الهنود الحمر.

بدا الذهول على وجه بول حين قيل له اننا كنا نتمنى لو تتعاطى معنا الادارات المتعاقبة مثلما تتعاطى مع الهنود الحمر. على الاقل هي تتعامل مع من تبقى منهم على انهم حالات اثرية ينبغي الحيلولة بينها وبين الاندثار. نحن حالات اثرية واندثرت…

وحين حل ياسر عرفات ضيفا علينا عقب ايلول الاسود في الاردن، كان يقول للمعجبين اللبنانيين به ( وقبل ان يضع يده عليهم، وهناك قول صريح له في غزة بهذا الخصوص) انه لولا الملك عبد الله لما كانت اسرائيل، ولولا حفيده الملك حسين لما كانت الضفة الغربية قد وقعت في ايدي موشى دايان…في هذا الكلام الكثير من المبالغة. ولكن من المنطقي التساؤل: اذا كان معروفا لماذا قامت دولة تدعى لبنان، واذا كان معروفا لماذا قامت دولة تدعى اسرائيل، واذا كان معروفا لماذا قامت دولة تدعى الصين، فمن تراه يعرف، وبكل المعايير الجيوبوليتيكية او التاريخية او القومية لنشأة الدول، لماذا قامت المملكة الاردنية الهاشمية؟
اسألوا الانكليز. لا احد اكثر براعة منهم في اختراع الدول الملتبسة، او في صناعة الحدود الملتبسة. لمن يريد اكثر، اقرأوا ثانية وعد آرثر بلفور، وتذكروا من استدرج الرئيس وودرو ولسون الى الحرب العالمية الاولى بعدما كان قد فاز في الانتخابات تحت شعار تجنيب الولايات المتحدة هذه الحرب، فهل كان جيش جورج الخامس وصل الى فلسطين لولا المشاركة الاميركية في الحرب؟

الآن، يتم اختيار الاردن لمهمة خطيرة. هذا ما يقوله الديبلوماسيون الروس الذين يؤكدون ان سيرغي لافروف حمل الى نظيره الاميركي جون كيري انذاراً مباشراً حول احتمال قيام طائرات اسرائيلية غير مأهولة باستخدام الاجواء الاردنية وضرب اهداف حساسة، او حساسة جداً، تابعة للنظام في سوريا بتنسيق او بتمويل من بعض الدول العربية…
اما لماذا لا تتوجه تلك الطائرات الى اهدافها عبر اجواء مرتفعات الجولان، فلكي تبقى هوية الطائرات، كما العادة، مجهولة او غامضة الى ان يحين الوقت المناسب، دون ان يعني هذا ان الطائرات الاميركية المماثلة لن تنطلق من قواعد في اسرائيل وفي الاردن نحو الاهداف إياها. وكما كتب جورج مالبرونو، فإن الاردن فتح اجواءه امام الطائرات الاسرائيلية للتدخل في سوريا عند الضرورة، كما لو ان الروس لا يملكون تلك المعلومات التي تتحدث عن اجتماعات عسكرية رفيعة المستوى عقدت بين جنرالات اميركيين واسرائيليين واردنيين في الاسبوع الاخير من الشهر الفائت، وجرى خلالها وضع خطط عملانية وصفت بالوقائية، للتدخل في سوريا….

التاريخ يكرر نفسه، ولكن دائما بتلك الطريقة الهزلية، فالاعداد لغزو العراق تم على تلك الخلفية الخادعة، وهي منع صدام حسين من استعمال ترسانة اسلحة الدمار الشامل مع ان الاستخبارات الفرنسية كانت تعلّق ساخرة إلا اذا كان البيت الابيض يعتبر ان طارق عزيز، مثلا، قنبلة نووية».

الآن، ثمة خوف من الرؤوس الكيميائية السورية. حينا من لجوء النظام الى استخدامها، وحيناً من انتقالها الى «حزب الله» او الى « جبهة النصرة»، ولا ندري ما اذا كانت هذه الرؤوس موجودة فعلا، ويفترض ان تكون موجودة لتأمين حد معين من توازن الرعب مع الترسانة النووية الاسرائيلية، والى حد تأكيد اكثر من جهة انه لولا تهديد دمشق باستعمالها لكان رجب طيب اردوغان قد حقق حلمه، كغازٍ لا كزائر، وادى الصلاة في الجامع الاموي…

الدور الذي يضطلع به الاردن الآن خطير، وخطير جداً، مع ان هذه الدولة تمت فبركتها اساساً لمثل هذه الادوار، ولمثل هذه الاوقات. ولكن هل صحيح انه مثلما وُعد الملك حسين، ولفك العقدة الهاشمية، بتتويجه ملكا على العراق، وُعد نجله الملك عبدالله بتتويجه ملكاً على سوريا لدى سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، باعتبار ان اقامته في الضفة الشرقية هي اقامة مؤقتة لان رئيس السلطة الفلسطينية، وسواء كان محمود عباس او محمد دحلان هو من سيكون هناك رئيسا للدولة الفلسطينية البديلة؟ كل شيء جائز اذا كانت الحجارة على رقعة الشطرنج ناطقة بالعربية، العربية الفصحى، وصدورها مطرزة بالاوسمة التي نالتها في تلك الحروب الغراء التي طالما نقلت العرب من هزيمة الى هزيمة ومن نكبة الى نكبة، حتى ان روبرت فيسك رثى لاحوالنا كون تلك الجدلية الجنائزية لم ولن تتوقف في هذه البانوراما العربية الراعبة.

من تراه يقول لصاحب الجلالة انه مثلما لعب الغرب بأجداده يلعب به الآن؟ لا شك ان الملك يهزأ من سذاجتنا. أليس من اجل ذلك الدور اسندت اليه مهنة الملك، ومن اجل تلك المهمة كانت المملكة؟

الديار

River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!


No comments: