اين تذهب المساعدات المالية والعينية التي يجمعها المحسنون العرب لمخيم الزعتري؟ سؤال يؤرق بال الفقراء من نازحي سورية اللاجئين الى المخيم بعد ان شجعتهم جماعات مسلحة على ذلك بدعوى انها فرصة لكسب المال وللانتقال بعد ذلك الى اوروبا والى دول الخليج.
وبعد اكتشاف الكذب والنفاق فيما كان يقوله المسلحون في سورية عن دعم دولي وخليجي للمهجرين من ارضهم بزعم الخوف من المعارك وخاصة في درعا، امل النازحون في مساعدة الدول الخليجية لهم، خاصة والجميع في المنطقة مطلع على كثافة الحملات التي كانت تقوم بها جماعات خيرية خليجية لمساعدة ضحايا اعصار كاثرينا في نيواورلينز قبل سنوات، كما انصار المسلحين في سورية اعتقدوا بان الخروج الى خيم اللجوء ليست سوى مرحلة قصيرة قبل الدخول في جنة تلقي المساعدات الانسانية الدولية والعربية.
مصطفى شجاع الزعبي، واحد ممن خرجوا من سورية سعيا الى انقاذ بناته وعائلته من اعتداءات طالما سمع بها ضد اعراض المدنيين حيث تشيع الجماعات المسلحة ان كل قرية تدخلها الجماعات المسلحة الجهادية وخاصة الشيشانيون يتعرض فيها الرافضون لتزويج بناتهم الى المجاهدين لعقوبات شديدة.
يقول مصطفى الزعبي:
منذ اربعة اشهر اقيم وعائلتي في مخيم الزعتري، الحال لا تطاق، الأمراض متفشية، والافات التي انقرضت من سورية ظهرات في المخيم، فضلا عن الاكتظاظ وغياب المياه النظيفة والمستوصفات التي نسمع بها ولا نرى اثارها.
لكن الجوع ليس هو الشبح الاكثر ارهابا للنازحين في المخيم، المسألة التي لم تعد تحتمل هي رفض الامن الاردني السماح لمن يشاء بالعودة الى دياره في سورية بحجة ان الاوضاع الامنية تحتم على الاردن الحفاظ على حياة النازحين وذلك بمنعهم من تعريض حياتهم للخطر في طريق العودة الى سورية.
ويكشف مصطفى الزعبي عن قيامه بعملية فرار نفذها قبل ايام هو وابنائه وبناته من المخيم(زوجته متوفية) حيث انتقل الى منزل قريب له يقيم في الرمثا ويملك هناك منزلا خاصا به يعيش فيه منذ سنوات ما قبل الازمة في سورية.
وينوي الزعبي العودة الى درعا فور توفر وسيلة نقل ودليل يخرجه من الاردن دون ان يتعرض للاعتراض او للاعتقال من الامن الاردني.
ويروي الزعبي حكايات عن مخيم الزعتري تشيب لها الولدان.
يتحدث عن شركات توظيف تأتي الى المخيم ويقابل السماسرة الاردنيون الممثلون لتلك الشركات الفتيات فقط بحثا عن موظفات ثم يعودون لاخراج الجميلات منهم فقط بموافقة الاهالي الذين يظنون ان الامر ليس سوى عملية توظيف في الخليج ستؤدي الى اخراج العائلة من اسر المخيم الى حرية مزعومة.
ويكشف الزعبي عن عملية نصب واحتيال ينفذها معارضون سوريون باسم المساعدات وجمع التبرعات ويروي:
قبل شهرين جاء الى المخيم رجل قال انه يدعى ربيع الشعار، وزعم انه عضو في جمعية خيرية يرأسها مسؤول اماراتي كبير وان الاخير كلف السوري ايمن عبد النور (متهم مدان غيابيا في سورية بعشر سنوات سجنا لمشاركته في اعمال اجرامية) بدراسة من يستحقون المساعدة في المخيم ليصار الى تأمين منازل لائقة بهم وقد زعم ربيع الشعار انه وكيل اعمال ايمن عبد النور، وان الاخير مشغول ببرنامجه التلفزيوني في قناة سورية معارضة وان الشعار هو المدير التنفيذي للجمعية الخيرية الاماراتية.
ويتابع الزعبي:
تردد ربيع الشعار على المخيم وجمع صورا عن هويات المئات من العائلات النازحة وكان يهتم فقط بالعائلات التي لرب منزلها هاتف يدوي يمكنه الاتصال به عليه.
ثم بدأت الاتصالات تتوالى على الهواتف ، فدبت الغيرة بين النازحين وتقاتلوا على التقرب من الشعار في زياراته التالية. ليكتشف الجميع فيما بعد ان الامر كذبة وقد فضح الكذبة مجيء رجل اعمال اماراتي يدعى سيف الباهلي لزيارة المخيم وللسؤال عن العائلات التي ارسل لكل منها خمسة الاف دولار. وبعد مصارحة بين النازحين وبين الباهلي تبين ان الاخير تعرض لعملية نصب وقع في حبائلها العشرات من المحسنيين الاماراتيين، فقط قام المدعو ايمن عبد النور وبمساعدة من زميله في العملية ربيع الشعار بترويج ما اسموه تبني عائلات اماراتية لعائلات سورية مقيمة في مخيم الزعتري، ولما احتاج الامر الى اثباتات، فقد كان ايمن عبد النور وزميله ربيع الشعار يعرضان على ضحاياهم في الامارات صورا وفيديوهات صورها الشعار لعائلات سورية نازحة اجرى معها ومع ابنائها مقابلات سجلها بالفيديو اثناء زياراته. كما ان المحسنين الاماراتيين حصلوا ايضا على صور عن هويات العائلات السورية التي يفترض ان تستفيد من الاموال التي جرى التبرع بها. ويقدر الباهلي قيمة المبلغ الذي تبرع به للنازحين بواسطة ايمن عبد النور ما قيمته 740الف درهم اماراتي، خلال شهرين فقط، في حين يعتقد الباهلي ان العشرات لا بل المئات من المحسنين الاماراتيين وقعوا ايضا في حبائل ايمن عبد النور الذي يبدوا بانه حقق ثروة بالشراكة مع ربيع الشعار بناء على طيبة وحسن ظن الاماراتيين بهم.
وينوي الباهلي ملاحقة ايمن عبد النور في دبي بجرم خيانة الامانة وهو الامر المنتظر ان يحصل قريبا.
اسلام تايمز
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment