حتمية الحرب .. هاغل في اسرائيل و نصر الله في ايران
السبت، 20 نيسان،
2013
أوقات
الشام
أحمد
الشرقاوي
نهاية مرحلة وبداية أخرى
لم يعد المراهنون على الوهم يرددون اليوم شعار الحرية والديمقراطية واسقاط
النظام في سورية، وهو الشعار الذي رفعه نادي “المعارضة” الخارجية اللقيطة في
صالونات فنادق الدول المتآمرة على سورية، من قطر إلى المغرب جنوبا، ومن اسطنبول إلى
لندن شمالا، ونظمت له العديد من اللقاءات تحت شعار “أصدقاء سورية” اجتمعت حوله 144
دولة تدور في محور الولايات المتحدة الأمريكية، وروجت له قنوات التضليل العربية
ووسائل الإعلام الغربية طوال السنتين الماضيتين، فنجحت أيما نجاح في التأثير على
الرأي العام العربي والغربي، من خلال التركيز على شخص الرئيس بشار الأسد، وشيطنته،
وتقديمه على أنه “ديكتاتور يقتل شعبه”، ليتبين أن ما تسمى بالمعارضة لم تكت تسعى
للإصلاح والحوار، بل كانت مجرد أداة تعمل جاهدة على تدمير وطنها وقتل شعبها والتآمر
على جيشها.
بعد خطاب الأسد الأخير، والذي جاء عقب تحقيق الجيش العربي السوري لانتصارات
ميدانية سريعة حاسمة وفعالة، أبانت عن استراتيجية جديدة مفاجأة، نجحت في تغيير كفة
الصراع على الأرض لصالح القيادة والجيش والشعب في سورية، وأظهرت للعالم بوضوح أن
الحرب الدائرة في الشام هي في “ظاهرها” حرب على الإرهاب بامتياز.. إرهاب تدعمه
بمليارات الدولارات والسلاح والمقاتلين من مختلف أصقاع الأرض، دول إقليمية تحكمها
أسر إقطاعية فاسدة ومستبدة لا تعرف للحرية أصل ولا للديمقراطية معنى. وأخرى إما
متواطئة طمعا في دور إقليمي يعيد لها بعضا من أمجاد إمبراطوريتها القديمة كتركيا
العثمانية، متناسية أن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن الإمبراطوريات التي تموت لا تعود
لتحيا من جديد، أو دول غربية متهالكة، كفرنسا وبريطانيا الحالمتين بجزء من الغنيمة،
نظرا لما تختزنه المنطقة (سورية ولبنان) من غاز ونفط يمثل عصب الصناعة والإقتصاد
لإوروبا المأزومة.. وهي جميعها أدوات تمثل جوقة التحالف الدولي المنخرط في المشروع
الصهيوأمريكي.
أما الذين يحكمون على طبيعة الصراع من ظاهره، ويعتقدون أن الأمر يتعلق بحرب
أهلية بين نظام وشعبه، ومن ثم يتهمون الإدارة الأمريكية بالإنتقائية وازدواجية
المعايير في التعامل مع موضوع الحرية والدموقراطية بين سورية والبحرين والسعودية
مثلا، فهم أناس طيبون ينظرون للأمور بنظرة أخلاقية طوباوية لا علاقة لها
بالبراغماتية السياسية وحقيقة ما يجري ويدور من صراع مصالح كبرى على مستوى العالم..
وآن لهم أن يفهموا أن “أمريكا” لا تتعامل بمعايير الأخلاق في السياسة، ولا تحترم
شرعية أممية، ولا تقيم وزنا لقانون انساني، ولا تلتزم بحرية أو ديمقراطية عندما
يتعلق الأمر بمصالحها الاستراتيجية العليا.
صراع المحاور
أصبح واضحا اليوم، أن هذه الحرب المجنونة التي تدور بالوكالة اليوم في
الملعب السوري، هي حرب بين محورين و رؤيتين للعالم.. رؤية قديمة تؤمن بأسطورة “الحق
الإلهي لقيادة العالم” وتستند في ذلك إلى “لاهوت القوة” وتتعامل مع الدول باستعلاء
واستكبار وتجبر.. تحتقر الضعفاء، وتسخر الأقوياء كعبيد لخدمة مصالحها، وترفض
التنازل عن بعض من حدود امبراطوريتها. هذا المحور هو الذي أصبح يعرف في الإعلام
الغربي اليوم بمحور “روما الجديدة”، وهو المحور الذي يمثل قمة الشر بكل المقاييس
الدينية والأخلاقية والإنسانية. مقابل محور آخر صاعد، يرفض هيمنة أمريكا على العالم
وينافسها على المصالح الجيواستراتيجية السياسية والإقتصادية. محور له رؤية مختلفة
لأدارة شؤون العالم، يمتح من الشرعية والقانون الدولي، ومبادىء احترام سيادة الدول
وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها، ويرفض التدخل العسكري لتغيير الأنظمة والسياسات
بالقوة، ويحارب الإرهاب باعتباره شر مطلق لا دين ولا جنس ولا لون له.. هذا المحور
هو ما أصبح يعرف اليوم بدول البريكس (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب
إقريقيا)، والذي تتزعمه روسيا الجديدة، وتتحالف معه دول أخرى، تشاركه نفس الرؤية،
وتعارض منطق القوة والاستكبار الذي تمارسه الإدارة الأمريكية على الشعوب المستضعفة،
ومن بين هذه الدول والقوى: محور المقاومة (إيران، سوريا، العراق، حزب الله، الجهاد
الإسلامي في فلسطين) بالإضافة لكوريا الشمالية.. وهو المحور الذي يمثل الخير
والتدافع الإيجابي من أجل عالم أفضل تنعم فيه الدول بالإحترام والشعوب بالسلام. ومن
المرجح أن يتسع ويتقوى هذا المحور أكثر مما هو اليوم، حسب تطورات الأحداث التي من
المتوقع أن تعرفها سورية خلال الأشهر القليلة القادمة.. وهذا هو “باطن” الصراع
وجوهره وحقيقته التي تمثل الحرب على الإرهاب في سورية اليوم ظاهره المرئي للعيان
فقط.
مفاتيح للفهم
وإذا كانت الحرب بمفهوم التخطيط العملياتي، تقتضي وضع مجموعة استراتيجيات
ديبلوماسية، وإعلامية، وأمنية وعسكرية بأهداف دقيقة ومحددة، تصب جميعها في تحقيق
الغاية النهائية من خوضها، فإننا أصبحنا اليوم نعرف الغاية من الحرب الكونية
الدائرة اليوم في الملعب السوري، والمتمثلة في الدور الذي تلعبه “إمبراطورية روما
الجديدة” وفق الرؤية التي أوضحناها أعلاه.. وبالتالي، فالنقاش الدائر اليوم على
مستوى التحليل الموضوعي ينصب في مجمله حول تتبع المتغيرات على مستوى الإستراتيجيات
لرصد التوجهات الجديدة على مستوى الخطاب، ومن ثم توقع مسارات وتطورات الصراع .. هذا
هو المنهج المعتمد اليوم من قبل المحللين الإستراتيجيين الموضوعيين والمستقلين في
الغرب. ومن مزايا هذا المنهج، أنه يساعد على استشراف مآلات الصراع حتى في غياب
المعلومات الدقيقة التي يمكن أن تبنى عليها الإستنتاجات. كيف؟
الغاية و الإستراتيجيات
بحكم معرفتنا بالطبيعة العميقة للعقلية الأمريكية والعقيدة السياسية الثابتة
لصناع الإستراتيجيا في الإدارة الأمريكية من قبل المحافظين القداما والجدد على حد
سواء، وهو الموضوع الذي تحدثنا عنه بإسهاب في مقالة سابقة من جزئين تحت عنوان
(أمريكا خلقها الله لقيادة العالم) نشرت على موقع بانوراما الشرق الأوسط، نستطيع
الجزم بأن التسوية السياسية للأزمة التي تم الترويج لها إعلاميا على أساس مبادىء
مؤتمر جنيف، هي عبارة عن تضليل في تضليل لتمرير الوقت وبيع وهم السلام للطيبين..
لسبب بسيط ووجيه، وهو أن الصراع في جوهره، وكما كشفت عنه القناع الحرب الدائرة منذ
سنتين ونيف في سورية، هو لا يهم سورية بالذات، لا كنظام ولا كشعب يطالب بالحرية
والديمقراطية، فذاك آخر هم يشغل الإدارة الأمريكية. وحتى إذا افترضنا حسن نية
الإدارة الأمريكية، وسلمنا جدلا برغبتها واستعدادها للتسوية السياسية في سورية، فإن
فقدان أمريكا لنقط القوة التي كانت تمتلكا قبل شهر، يجعلها في موقف المفاوض الضعيف
الذي لم تعد له اليوم أوراق ضغط يقدمها لفرض شروطه في المفاوضات المقبلة، مما
يجعلنا ننسنتج بالمحصلة، أن لقاء أوباما و بوتن في حزيران المقبل لو تم، فسيكون
بروتوكوليا واستعراضيا أكثر منه لقاء جدي لحل الخلافات الحقيقية بين القوتين.. ما
دام الرهان الاستراتيجي كما سبق وأوضحنا لا يتعلق بسورية كدولة، بل بصراع الأقطاب
لإعادة اقتسام النفوذ، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة
المبكرة من المواجهات، لأنه يتطلب الحسم في العديد من الملفات الحساسة والمعقدة في
الشرق الأوسط و منطقة شرقي آسيا.
أما على مستوى الإستراتيجيات، فيمكن أن نتحدث بإيجاز عن ثلاث استراتيجيات
معتمدة كروافد تخدم الدور الأمريكي في العالم وتصب في تحقيق الغاية المرسومة أو
الهدف النهائي الأكبر.. وهي كالتالي: استراتيجية إعلامية، إستراتيجية ديبلوماسية و
إستراتيجية أمنية. وقد استبعدنا في هذه المرحلة “مؤقتا” الإستراتيجية العسكرية لأن
أمريكا نفسها استبدلتها باستراتيجية “الفوضى الخلاقة” أو “الحرب الناعمة” التي تدخل
في مجال الإستراتيجية الأمنية.
ووفق هذه المنظومة المتكاملة، فإن كل من يعزف في الجوقة العالمية من مساندي
وداعمي الرؤية الأمريكية، إنما يعزف نفس السينفونية وفق نفس النوتة التي وضعها
المايسترو الأمريكي.. لكن، كل حسب الآلة التي يتقنها، والمقاطع المسندة إليه في
تناغم تام. وليس صحيحا ما يروج له بعض المحللين العرب، من أن أمريكا أعطت لقطر
والسعودية وتركيا مزيدا من الوقت حتى حزيران/يونيو المقبل لتحقيق نتائج مهمة على
الأرض تستخدمها الإدارة الأمريكية كأوراق قوة خلال تفاوضها مع الروسي، لأن في
الصراعات الدولية الكبرى، الاستراتيجيون الأمريكيون هم وحدهم من يتحكمون بخيوط
اللعبة، ويوزعون الأدوار، ويديرون المعارك وفق خطط معدة مسبقا، يتم تحديثها بمرونة
على ضوء التطورات الميدانية. أما بالنسبة للإستراتيجيات فنقول:
تداخل الإعلامي والدبلوماسي والأمني
الأمر هنا لا يحتاج لكثير ذكاء لمعرفة أن صناع الرأي القائمين على رأس
إمبراطوريات الإعلام الضخمة في العالم من قنوات وفضائيات التضليل وتزييف الوعي،
وكبريات الصحف ومراكز الدراسات والبحوث ومواقع الإنترنت وغيرها.. كلها تتغذى على
الإشهار لتعيش وتروج لسلعة الزبون من دون إعتبار للحياد والاستقلالية والموضوعية..
هذه الشعارات انتهت من عالمنا اليوم الذي تحول إلى سوق كبير في فضاء مفتوح، يقوم
على علم الماركتينغ في تسويق المنتجات من الحذاء إلى الأفكار. والذي يتعامل بأخلاق
وضمير لا يكتب له النجاح بل يحارب وينتهي ويشطب إسمه من السوق. لهذا لم يعد للمثقف
النزيه من دور يلعبه اليوم إلا إذا فهم طبيعة اللعبة وقبل بالإنخراط في مسرحية
تزييف الوعي التي يديرها الإعلامي التاجر بإتقان ونجاح. نحن لا نتحدث هنا عن بعض
الاستثناءات القليلة في عالمنا العربي والتي لا تستطيع التأثير في رأي عام أمي لا
يقرأ ويفضل متابعة قنوات العهر الفضائية. كما أن مواجهة الغزو الفكري، كما قال
الرئيس بشار الأسد للزفد اللبناني الذي زاره نهاية الأسبوع الماضي، يلزمه إرادة
جماعية، وخطة واضحة وعملية على مستوى الأمة، وسورية جاهزة لدعم مشروع طموح من هذا
النوع.
ونظرا لفعالية الاستراتيجية الإعلامية في كسب الرأي العام، خصوصا في
المواضيع الحساسة التي تتعلق بأولويات أمريكا ومصالحها الحيوية في العالم زمن
الحرب، كما كان الأمر بعد 11 من شتنبر/أيلول 2001 وفي أفغانستان والعراق، ثم في
سورية اليوم، حيث لا يسمح للخصم أن يعزف منفردا على آلة تصدر أصواتا نساز تخرج عن
الكورس فتشوش على تناغم وانسجام السينفونية التي تفرضها الإمبراطورية على أسماع
العالم، وهو ما يفسر سبب قطع بث القنوات السورية والإيرانية (وقناة المنار في وقت
من الأوقات)، وإغلاق حسابهم على التويتر والفيسبوك، لأن الصوت النشاز يثير الفضول
ويفسد التناغم، وقد يفضح المستور ويؤثر على حسن سير الإستراتيجية.
ما نريد قوله هنا، هو أن هذه الإستراتيجية الإعلامية فشلت فشلا ذريعا، بمجرد
أن سقطت شعارات الحرية والديمقراطية و’بشار’ الذي “يقتل شعبه”، وتبين للجميع أن
الواقع هو عكس ما يتم الترويج له، فانقلب السحر على الساحر، وخرصت ألسن الشر، وبدأ
الإعلام في الغرب وفي العالم العربي يتخبط في عجزه عن تبرير ما هو قائم مقارنة بما
كان يروج له.. وبدأنا نلاحظ تطورا ملموسا على مستوى الوعي الشعبي، وأصبح الناس
يدركون حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد سورية والأمة، وأصبح الرأي العام الغربي
يتسائل: – إذا كانت المعارضة السورية المزعومة تحارب نظام الأسد دفاعا عن حرية
وكرامة الشعب السوري، فما محل القاعدة من الإعراب في هذا “العرس الديمقراطي
الدموي”، وهي التي ترفع شعار إقامة إمارات ظلامية في المناطق التي تسيطر عليها في
أفق إحياء دولة الخلافة الإسلامية؟.
لكن الغرب الذي خسر معركة الإعلام في الجولة الأولى لم يستسلم، وبدأ يروج
لمهزلة جديدة مفادها أنه يعمل على تدريب معارضين في الأردن لمواجهة مقاتلي القاعدة
والجيش النظامي معا.. هذا علما أنه لم يعد هناك شيىء إسمه معارضة سورية مسلحة،
بدليل ما صرح به الرئيس الأسد لوفد من الأحزاب اللبنانية الذي زاره في دمشق نهاية
الأسبوع المنصرم، حيث قال بصريح العبارة: “الجيش الحر انتهى، والقتال اليوم هو ضد
الإرهاب القادم من 23 جنسية”. وهذا كلام دقيق ومسؤول يكذب مزاعم “حلف الشر” عن
تدريب مقاتلين سوريين، ويوحي بأن شيئا خطيرا يحضر لسورية في الأفق المنظور، وله
علاقة وثيقة بما ذكره الرئيس الأسد في خطابه الأخير عن مؤشرات وبوادر توحي بالعمل
على تفجير الصراع ليشمل دول أخرى بالمنطقة ومنها على وجه الخصوص الأردن.
من هنا يفهم سبب التركيز بشكل لافت
منذ حوالي أسبوعين على قضية مفتعلة إسمها “الأسلحة الكيماوية”، في محاولة محمومة
للهروب من مأزق فشل مخطط تدمير سورية من الداخل من خلال الإرهاب. وذلك من خلال قلب
الحقائق، وتنصل الغرب من مسؤوليته في دعم الإرهاب، والعزف على وثر الخوف من أن تسقط
الأسلحة الكيماوية في يد تنظيم القاعدة في سورية حيث الدولة توجد على وشك الإنهيار
وتهدد بتفجير المنطقة برمتها. وفق ما كتبه ‘ديميس روس’، المساعد الخاص السابق
للرئيس الاميركي باراك أوباما، في مقالة له نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الإثنين 22
أبريل/نيسان 2013 جاء فيها بالحرف: “مشكلة اللاجئين ليست وحدها هي التي تهدد الدول
المجاورة لسوريا والمنطقة ككل، بل إن الانهيار الوشيك للدولة السورية يعني أنها لن
تحافظ على سيطرتها المركزية على الأسلحة الكيميائية، فإذا لم يتم اتخاذ خطوات مسبقة
للسيطرة على / أو تدمير هذه الأسلحة، فإن المصالح والقيم الأميركية أيضاً ستكون في
خطر محدق”. وهذا الكلام معناه أنه لم يعد أمام الإدارة الأمريكية من حل في سورية
اليوم سوى التدخل العسكري المباشر للسيطرة على السلاح الكيماوي قبل فوات
الأوان.
وتناغما مع هذا الموقف الأمريكي
الذي يتبنى الأطروحة الصهيونية بالكامل ويكشف عن طبيعة الصراع في المرحلة المقبلة،
نلاحظ تركيز بريطانيا الجديد والمثير للإنتباه على قضية السلاح الكيماوي، وادعائها
أنها تملك أدلة توثق لوقائع تفيد بأن النظام السوري استعمل هذا السلاح الفتاك ضد
شعبه في مواقع بعينها. وهو الأمر الذي دفع فرنسا للاستغلال الطلب السوري الموجه إلى
الأمم المتحدة للتحقيق في السلاح الكيماوي الذي استعملته المعارضة السورية ضد
مدنيين بمساعدة من تركية، فضغطت (أي فرنسا) على مجلس الأمن لتوسيع مهمة لجنة
التحقيق الأممية. والهدف كما فهمته سورية وحلفائها، كان عبارة عن محاولة خبيثة
لإرسال مجموعة عملاء ضمن لجنة التحقيق الأممية، مهمتهم تزوير تقارير تؤكد مزاعم
بريطانيا في هذا الصدد.. لذلك رفضت سورية المهمة وعادت البعثة أدراجها بعد أن كانت
في الأردن تنتظر الضوء الأخضر لدخول الأراضي السورية. ومرة أخرى فشل الرهان على هذه
الخطة الخبيثة، وكلنا يعرف ماذا نجم عن مثل هذه البعثات في العراق. لكن المؤمن لا
يلدغ من الجحر مرتين.
غير أن مأزق الغرب، وبعد أن افتضح
أمره وتواطئه مع الإرهاب، لم يعد يملك اليوم من ورقة يسوق بها وهم تدخله السافر في
سورية بعد الهزيمة المنكرة التي لحقت بأداوته من معارضة مسلحة وفلول الإرهلبيين،
سوى التركيز على المخاوف الإسرائيلية ودول الجوار من مخاطر “السلاح الكيماوي”. وهذا
معطى هام جدا يؤسس لفهم ما نحن بصدده اليوم وما خططت له “روما الجديدة” في المرحلة
المقبلة والتي قد تنطلق خلال شهر يونيو/حزيران 2013، بعد الإنتهاء من الإعداد
الأمني والعسكري واللوجستي لها.
وعلى المستوى الديبلوماسي، يمكن
القول أن اجتماع ما يسمى بـ”أصدقاء سورية” الذي انعقد في اسطنبول نهاية الأسبوع
المنصرم، لم تحضره سوى 11 دولة من بين 144، الأمر الذي يؤشر إلى انفراط عقد هذا
التحالف المشبوه وفشله في تسويق ما يسمى بقضية المعارضة السورية. لكن الضربة
القاضية هذه المرة جائت من تقديم “معاذ الخطيب” استقالته رسميا من سيرك المهرجين
وتعيين “جورج صيرا” رئيسا مؤقتا للإئتلاف. وقبل ذلك، أعلن الائتلاف عن سحب ثقته من
رئيس الحكومة المدعو “هيتو”، وبالتالي سقط وهم مشيخة قطر وجامعتها العبرية بعد أن
لم يعد لمقعد المعارضة السورية من معنى، وأصبح من العسير إن لم يكن من المستحيل
الترويج لمشروع الاعتراف بهذا الإئتلاف الكرتوني باعتباره ممثلا وحيدا للشعب السوري
المزمع تقديمه في الأيام القادمة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كسابقة لم
يعرفها تاريخ هذه المنظمة، مما يفقد المشروع القيمة و الجدوى.
وفيما له علاقة بالطبخة الأمنية
السرية التي تحضر لسورية، يمكن القول، أنه وبغض النظر عما دار ويدور بين أمريكا
وروسيا من مفاوضات وصفقات لا تزال في مرحلة الأخذ والرد في الكواليس، وبغض النظر
عما تحاول كسبه الإدارة الأمريكية لجهة تليين موقف إيران للقبول بالمفاوضات
المباشرة والتخلي عن طموحاتها النووي مقابل الاعتراف لها بدور إقليمي في إطار الحلف
الثلاتي الذي اقترحه أوباما قبل أيام على أساس أن يضم (تركية – إيران – مصر)، وبغض
النظر عما يجري من مسرحيات عبثية في الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة
والمنظمات التابعة لها سواء تلك التي تهتم باللاجئين أو حقوق الإنسان.. كل ذلك يدخل
في إطار تعويم الوقت في انتظار استواء الطبخة والمرور لمرحلة الحسم.. فإن سيناريو
المرحلة المقبلة هو الذي يتم الإعداد له بسرية تامة بدأت بزيارة أوباما الأخيرة
للمنطقة، وتبعتها اجتماعات الإستماع التي عقدتها لجنة الأمن والدفاع في الكونغريس،
وما تلى ذلك من زيارات لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، ووزير الدفاع لإسرائيل
وقادة قطر والإمارات والأردن وتركية لواشنطن. وتم الحديث عن صفقات أسلحة بقيمة 10
مليار دولار للسعودية والإمارات وصفقة أسلحة ضخمة لإسرائيل، أعلن صراحة أنها تمثل
رسالة واضحة موجهة ضد ايران.
فهل معنى ذلك أن الأمر يتعلق
برسالة تهديد جدي لثني إيران عن التدخل في الشأن السوري تمهيدا لتنفيذ المخطط
الجديد الذي أعد لإنهاء الصراع في سورية عن طريق الحسم العسكري من المدخل
الأردني؟..
خصوصا بعد اعتراف السفير الأمريكي
في سورية أمام لجنة الكونجريس قبل أسبوع بأن “إيران تلعب دورا خبيثا في سورية”،
والذي أعقبه تصريح من مسؤولين إيرانيين مفاده، أن إيران: “مستعدة لإرسال عشرات
الآلاف من المقاتلين للدفاع عن سورية بالإضافة لمقاتلي حزب الله”. ويذكر كذلك، أن
صحيفة “وورلد تريببيون” كانت قد أشارت بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني 2013، إلى جود
أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي حزب الله على الأراضي السورية يقاتلون بجانب نظام
الأسد، فيما ذكرت مصادر إعلامية غربية أخرى أن عناصر حزب الله دخلوا سورية لحماية
المزارات المقدسة والمواقع الحساسة ومساندة الجيش السوري في تطهير الأرض من
الإرهابيين، وتقدر هذه المصادر عددهم بـ 20 ألف مقاتل، هذا في الوقت الذي يجهل عدد
المقاتلين الإيرانيين المتواجدين حاليا في سورية. وهو ما يفسر النجاح الذي حققه هذا
التحالف في القضاء على المقاتلين من “الجيش الحر” و “القاعدة”
معا.
خطة الحسم
القادمة
المؤكد اليوم من المعلومات
المتداولة بهذا الخصوص، أن زيارة أوباما الأخيرة للمنطقة وخاصة لإسرائيل والأردن،
كان الهدف منها التسويق لخطة الحسم القادمة من مدخل “الأسلحة الكيماوية” والتي تذكر
تقارير أنها مخازنها موزعة على 8 مواقع بسورية.. وقد بدأت تتضح هذه الخطة معالمها
الواضحة مع جلسات الإستماع التي عقدتها لجنة من الكونجريس الأمريكي وأدلى أمامها
بشهادات حول موضوع السلاح الكيماوي السوري كل من السفير الأمريكي في سورية ووزير
الخارجية ووزير الدفاع، حيث قدموا رؤيتهم للحسم في سورية، وركزوا جميعا على الخطر
الذي تمثله هذه الأسلحة الفتاكة على أمن إسرائيل ودول الجوار في حال سقوطها بيد
مقاتلي القاعدة وحزب الله تحديدا.
وكلنا يذكر في هذا الصدد، الهجوم
الذي نفذته قوة جوية إسرائيلية على مركز بحث في الجنوب الغربي من سوريا قبل بضعة
أشهر، ثم ادعت أن الهجوم كان على قافلة يعتقد أنها تحمل أسلحة باليستية موجهة لحزب
الله في الجنوب اللبناني. حينها لم يرد الجيش السوري، لأن الهدف الحقيقي – وفق
خبراء – كان يتمثل في دفع سورية للرد وكشف مقدراتها في هذا المجال، قبل أن تقرر
أمريكيا بشأن إنشاء منطقة عازلة في الجولان من دون أن تتعرض
لمفاجآت.
ويتبين أن الإدارة الأمريكية قد
حسمت خيارها في المرحلة القادمة بالتركيز على الأردن كحصان طروادة للنفاذ إلى العمق
السوري بهدف قلب المعادلات على الأرض بدعوى تدمير مخازن الأسلحة الكيماوية. من هنا
يفهم قرار بعث 200 جندي من المارينز إلى الأردن لينضموا إلى 150 من الجنود
المتواجدين هناك، على أساس أن يتم استكمال العدد في الأسبوعين القادمين ليصل إلى
20.000 عنصر من الكوماندوس الخاص والمدرب على التدخل السريع والمركز بالإضافة
لتدريب وإعداد ما تسميهم الإدارة الأمريكية بـ”مقاتلي المعارضة السورية”. وهي
الاستراتيجية التي تحدث عنها ‘ديميس روس’ في مقاله المشار إليه أعلاه، والذي جاء
فيه “الانهيار الوشيك للدولة السورية يعني أنها لن تحافظ على سيطرتها المركزية على
الأسلحة الكيميائية، فإذا لم يتم اتخاذ خطوات مسبقة للسيطرة على / أو تدمير هذه
الأسلحة، فإن المصالح والقيم الأميركية أيضاً ستكون في خطر
محدق”.
وتقتضي هذه الإستراتيجية الجديدة
التركيز في المرحلة الأولى على تدريب ما يسمى بـ”المعارضة السورية غير المتطرفة”
وتسليحها بأسلحة نوعية قادرة على قلب معادلة الصراع لصالها، وعند قرب انهيار
النظام، تستطيع فرق الكوماندوس الأمريكية بمساندة من قوات إسرائيلية خاصة، التدخل
للسيطرة على الأسلحة الكيماوية وإخراجها من سورية أو تدميرها في عين
المكان.
ويشرح ‘ديميس روس’ في المقالة
المذكور أعلاه المرحلة الأولى من هذه الإستراتيجية بقوله: “الولايات المتحدة بحاجة
أولاً إلى التركيز على تغيير موازين القوى على الأرض، ليس فقط بين المعارضة
والنظام، ولكن داخل المعارضة نفسها، كما أنها بحاجة لبذل المزيد من الجهود لحماية
الشعب السوري، والعمل على احتواء الصراع ومنعه من الانتشار خارج سوريا”، موضحا ان:
“الولايات المتحدة لن تتمتع بنفوذ حقيقي في سوريا إلا إذا قدمت أسلحة متطورة إلى
جانب المساعدات غير القاتلة التي تحصل عليها المعارضة السورية، حيث إن السبيل
لتقويض هيمنة الإسلاميين ومنعهم من الصعود للسلطة لا يكمن في المسارعة بإسقاط
الأسد، وإنما في تعزيز قدرات الجماعات التي تتطلع إلى مستقبل غير طائفي وشامل في
سوريا”.
وواضح أن الأردن من جهته، قد وافق
على الإنخراط بالكامل في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد تلقيه ضمانات من
الرئيس أوباما بالدفاع عن الأردن ضد أي هجوم خارجي مصدره سورية، وتقرر تزويده
بصوارخ باتريوت لحمايته من صواريخ إيران المحتملة. وقد حملت وكالة الأنباء الدولية
يوم الإثنين 22 أبريل/نيسان 2013 موافقة الأردن الرسمية على فتح مجاله للطيران
الإسرائيلي بهدف جمع معلومات عن مواقع السلاح الكيماوي السوري ومراقبة احتمال نقله
إلى أماكن أخرى (برغم النفي الأردني)، في انتظار انتهاء المرحلة الأولى من الخطة
وبدأ مرحلة التدخل لتدمير هذا السلاح الفتاك. كما أنه خلال المرحلة الأولى سيتم
تسريب جحافل الإرهابيين من الحدود التركية إلى الشمال السوري وخاصة منهم القادمين
من الشيشان، حيث يعتبر هؤلاء ثاني قوة إرهابية تقاتل في سورية بعد الليبيين..
ليتسنى بعد ذلك ربط تنفيذ مرحلة الحسم الثانية بحجة خطر الإرهابيين الشيشان الساعين
إلى السيطرة على الأسلحة الكيماوية، والمجتمع الأمريكي لم ينسى بعد مسؤولية
الشيشانيين عن تفجيرات بوسطن. وها هي مجموعة إرهابية شيشانية أقدمت اليوم الإثنين
22 أبريل/نيسان 2013 على خطف مطرانين (بولس اليازجي و يوحنا إبراهيم) لدى عودتهما
من تركية عند مدخل مدينة حلب، ليعطى للعملية بعدا إعلاميا كبيرا وخطيرا يوفر الدعم
الدولي لتنفيذ المرحلة الثانية من العدوان على سورية.
غير أن القيادة السورية قد وضعت
الاستراتيجية المناسبة لمواجهة هذه الخطة التصعيدية الجديدة، بحيث أنها أقامت سدا
عسكريا محكما على طول الحدود الجنوبية مع الأردن، بالإضافة إلى كمائن وأفخاخ من
شأنها قطع الطريق على أية محاولة لتسلل إرهابيين أو غيرهم إلى العمق السوري. أما
على الحدود مع الجولان المحتل، فللجيش السوري فرقا جاهزة من النخبة لم تشارك في
الحرب الدائرة على الإرهاب، وعلى رأسها الفرقة الرابعة، وتنتظر أول خطأ ترتكبه
إسرائيل لتبدأ حفلة تدمير المدن والمنشئات الحساسة بالصواريخ الباليستية في عمق
الكيان الصهيوني، بموازات الزحف البري من جانب حزب الله داخل الأراضي الفلسطينية
المحتلة. ويشار إلى أن المجال الجوي السوري مقفل بالكامل أمام الطيران الصهيوني
الذي تعتمد عليه إسرائيل بشكل كبير لتدمير القدرات الجوية والصاروخية السورية تحت
مسمى تدمير مخازن السلاح الكيماوي الذي يهدد أمنها وأمن المنطقة.
الموقف
الروسي
روسيا من جهتها، استبقت هذه
المستجدات بإرسال أسطول بحري جديد إلى ميناء بندر عباس في إيران ومن المتوقع أن
ينضم خلال أيام إلى أسطولها المتواجد في البحر الأبيض قبالة السواحل السورية، لكن
هذه المرة أعلنت روسيا أن الهدف هو المرابطة في المنطقة. وهو ما يعني بالتحليل
العسكري أن سورية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يخطط لسورية، وأنها على أتم
الإستعداد للدفاع عن سورية ضد أي تدخل عسكري محتمل، في حالة فكرت الولايات المتحدة
والناتو حسم الصراع عسكريا في سورية، وبذات المناسبة ستواصل تزويد الجيش السوري بما
يلزمه من أسلحة وذخائر. ويقول مراقبون أن روسيا جادة في تهديداته، وتعتبر أن سوريا
تمثل خط الدفاع المتقدم عن موسكو. وهو الموقف الذي أكد ثباته الرئيس الأسد
مؤخرا.
شاك هاغل في اسرائيل وحسن نصر الله
في ايران
وفي الوقت الذي كان وزير الدفاع
الأمريكي “شاك هاغل” يقوم بجولة مشبوهة في المنطقة تشمل اسرائيل وعمان والسعودية
ومصر والإمارات للترويج لصفقة أسلحة ضخمة مع هذه الدول في رسالة موجهة لإيران، أعلن
‘هاغل’ يوم الأحد 21 أبريل/نيسان 2013 من إسرائيل، أن من حق الكيان الصهيوني الدفاع
عن نفسه وحماية أمنه وسلامة مواطنيه، في إشارة ضمنية لضوء أخضر أمريكي يسمح
للصهيوني بضرب أهداف سورية يعتبرها خطرا عليه.. ويذكر بالمناسبة، أن مسؤول عسكري
صهيوني كبير كان قد صرح قبل يومين، أن تفجيرات بوسطن الإرهابية تخدم المصلحة العليا
الإسرائيلية، لجهة كسب المزيد من دعم الشعب الأمريكي للكيان في حربه ضد الإرهابيين
الذي يهددون أمنه في المنطقة.
في هذا الوقت، كان السيد حسن نصر
الله يجتمع مع القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية، حيث أوضحت مصادر لصحيفة
“الرأي” التي أوردت الخبر أمس الأحد 21 أبريل/نيسان 2013، أن الوضع في سورية احتل
مكانة مركزية في لقاءات السيد نصر الله مع المسؤولين الإيرانيين، حيث تمت مقاربة
الوضع من زوايا عدة، منها: حمايات المقامات الدينية بسورية، واعتبار المعارضة
السورية أداة في يد المصالح الكبرى، وإفرازات لدول الجوار، وصدى للسياسة
الاميركية.
وتم الإتفاق على التعامل مع تلك
المعارضة، ما دامت رافضة للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وموالية للغرب، وفق
معادلة “اضرب الضعيف ضرباً يهتز به فؤاد القوي”. وقد بدأت الامور – وفق المصادر
الإيرانية – تُترجم عمليا على الارض من خلال تمكين النظام من تحقيق انتصارات سريعة
وحاسمة أبهرت العالم.
كما اتفقت الاطراف التي شاركت في
اجتماعات طهران، على الانتقال في سورية من موقع الدفاع الى الاجراءات الهجومية،
رداً على الدعم الأمريكي – البريطاني – الفرنسي –التركي والخليجي
للمعارضة.
ونقلت ذات المصادر عن جنرالات
ايرانيين كبار قولهم: انه “إنفاذاً لاتفاق الدفاع المشترك مع سورية، فإن ايران في
وسعها إرسال مئات الآلاف من رجالها الى سورية دفاعاً عن نظام الاسد وحماية لدوره في
خط الممانعة، في حال تمادى الغرب في دعم المسلحين”.
لكن، وهذا هو بيت القصيد، وهو ما
يفسر سفر السيد حسن نصر الله إلى إيران والإجتماع مع القيادات السياسية والعسكرية
لتنسيق المواقف، هو أوردته المصادر عينها عن “الحرب الحتمية” مع اسرائيل في ضوء
المباحثات التي اجراها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع كل من رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والملك الاردني عبد الله الثاني خلال زيارة اوباما
الأخيرة للمنطقة. ففي تقويم المتحاورين في طهران ان “الحرب مع اسرائيل واقعة لا
محالة، مما يوحي باستعدادات لملاقاتها”.
وهذا هو الحل الذي طالما أكدنا
عليه في تحليلات سابقة، حيث قلنا أن الصراع في سوريا لن يعرف نهاية سلمية سعيدة
قريبة، وأن النزاع سيطول أمدا طويلا لتدمير سورية من الداخل واستنزافها حتى تنهار
قواها وتفقد دورها.. وبالتالي لا حل يبدو في الأفق سوى بتفجير الصراع ليشمل دول
المنطقة، وخاصة إسرائيل والأردن الذي يبدو أنه في ورطة حقيقية بسبب الضغوط
الأمريكية.. أما غير ذلك فالأمريكي ماض في مؤامرة تلو مؤامرة، وتحريض العرب ليذبح
بعضهم بعضا، في الوقت الذي تتفرج فيه إسرائيل على المجازر والفتن المشتعلة، فرحة
بما يجري من حولها من مشاريع تفتيت طائفية ومذهبية قائمة على قدم وساق، مستبشرة
بنهاية قريبة لسورية الدولة والدور، باعتبارها آخر معاقل المقاومة والممانعة
والصمود في المنطقة، ليتسنى لها التفرغ بعد ذلك لإيران.
لن يعرف العرب السلام إلا باجتثاث
اسرائيل من المنطقة، هذه الغدة السراطنية المزروعة في جسدهم العليل الآيل للتفكك
والإنفجار
بانوراما الشرق الاوسط
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment