أوقات الشام
إسماعيل القاسمي الحسني – الجزائر
هذه مقالة نشرتها مواقع جزائرية ولكن القدس العربي (أورشليم ) لصاحبها الصحفي الطبال عبد الباري عطوان رفضت نشرها عندما ارسلت لها لأن المحرر في (القدس العربي- أورشليم) هو نفسه الثورجي بسام جعارة الذي يدعو الغرب لاجتياح سورية .. والذي حوّل مع عطوان صحيفة القدس العربي (أورشليم) الى تنسيقية من تنسيقيات الثورة السورية لاتقل شأنا عن تنسيقية دوما وداريا وبابا عمرو وتنسيقية تل أبيب .. وهذه الصحيفة وكر من أوكار التعذيب الفكري وذبح الحقائق بالسكين .. وهذا الكاتب الجزائري كان يريد أن يصل رأيه الى القراء السوريين تحديدا .. لكن جعارة وعطوان لايريدان نشر الا ماتريد قطر والقرضاوي من سموم ..
وبالطبع لسنا بحاجة الى منصة (أورشليم) لنقرأ مايريده كتاب الجزائر الأحرار
وسنقرأ كل الأحرار شاء من شاء وابى من أبى
-------------------------------------------------
مزايدة غبية على سورية بضرب العدو الاسرائيلي - اسماعيل القاسمي الحسني
لست هنا بوارد الرد على أولائك الذين يوجهون تساؤلهم باستخفاف بشأن توجيه النظام السوري طلقة واحدة لكيان العدو الإسرائيلي؛ مبطنين بين هزئهم و سخريتهم اتهاما له بالجبن أو حتى العمالة فضلا عن الإجرام طبعا، و السبب بكل بساطة لتسطح عقولهم، و استعدادهم القبلي لعدم قبول الرأي الآخر، دون ذكر العمود الفقري لشخصياتهم، المبني على فقرات "لا أريكم إلا ما أرى" و نخاع شوكي "أنا ربكم الأعلى"؛ و لا كذلك بوارد كما يتوهم البعض الدفاع عن النظام السوري، فللأخير رجاله و أقلامه و أغنى ما يكون عن مثلي، و الكاتب عرف من قبل بمقالاته المنتقدة بحده لكل الأنظمة العربية، و لا مقام و لا وقت لدي للدخول في مهاترات المزايدات بهذا الشأن، مع قوم ابتلوا بالغباء السياسي،و الجهل المطبق بالتاريخ المعاصر، فضلا عن البلادة الزاحفة بشأن أبعاد الحروب و أوجهها و أدواتها.
إنما هنا أحاول الرد على بعض السياسيين و المفكرين و الكتاب تحديدا، الذين يتبنون هذا الدفع بوجه النظام السوري، و من ورائهم طرح وجهة نظر بين يدي القراء.
1- يفترض أن هذا التساؤل يأتي على ألسنة مقاومين أساسا و سلوكا عمليا و موقفا سياسيا، و لا أعتقد أنه من المعقول منطقا أن يأتي على ألسنة من يقيمون علاقات مع العدو الإسرائيلي، و يدعمونه فوق الطاولة ومن تحتها أكثر، بل بلغت بهم العمالة حد سحب التصويت على تقرير "غولدستن" ذات مرة، هذا فضلا عن الزيارات المتبادلة و التمثيليات و السفارات و السياحة و ما الى ذلك مما هو معلن جهارا، يضاف إلى ذلك هم أنفسهم من وصفوا عملية "حزب الله" 2006 بأنها مغامرة، ثم كشفت تقارير "ويكيليكس" عن عرض قدمته مملكة عربية للولايات المتحدة بإنشاء جيش من المرتزقة تمول كل متطلباته هذه الدولة، على أن تدربه و تسلحه الولايات المتحدة، هدفه الوحيد استئصال شأفة "حزب الله"؛ فلو جاء هذا الاتهام من قبل طرف محايد لتفهمناه، أو من قبل من ثبت ميدانيا و عمليا أنه أطلق و لو رصاصة واحدة ضد العدو لكان الأمر معقولا و مقبولا، أما و أنه يجتر من قبل من يربط أوثق العلاقات مع إسرائيل، فلعمري لأنه استخفاف بعقول الناس لا يدل إلا على بلادة صاحبه.
2- حين يسوق هؤلاء القوم تساؤلهم ليوحي بجبن أو خيانة سوريا، و كأنما الأخيرة ستدخل في حرب مع إسرائيل فقط، مع أنهم يعلمون و الواقع يثبت بأن وراء العدو أقوى و أعظم الدول في العالم، تمويلا و تسليحا و تدريبا و مدا لوجستيا لا حدود له على قلب رجل واحد، خلاف سوريا التي إن أعلنت حربها لاسترداد الجولان فلن تجد دولة عربية واحدة إلى جنبها، بل بالعكس سيقف بعضها متفرجا و أغلبها متواطئا مع العدو، فهل من المطلوب أن يلعب النظام السوري بطولة وهمية، تكون نتيجتها محسومة سلفا.
3- يتناسى هؤلاء القوم كيف احتل الجولان عند طرحهم تساؤلهم، و الحال أنه كان اثر حرب 1967 مع دولتين عربيتين مصر و الأردن إضافة لسوريا ، و الجميع انهزم و احتلت أراضيه، ليس لقوة العدو الذاتية، و إنما كما أشرت سابقا لأن الدول العظمى كانت إلى جانبه و هي على موقفها إلى اليوم و الغد؛ هنا تثبت الوقائع التاريخية أنه ما كان للجيش المصري أن ينتصر عام 1973، لولا دعم أهم الدول العربية لإعادة بنائه، و كان الاتفاق على ألا تتوقف الحرب إلا باسترداد الأراضي المحتلة سيناء و الجولان و غربي الأردن، لكن الذي حدث خيانة عظمى من قبل العرب أنفسهم، و قطع الإمداد بل و الانقلاب في المواقف السياسية جهارا، ليؤتى الجيش السوري حينها من مأمنه، و انفردت مصر بعملية "سلام" مشوه يعتبر إلى اليوم وصمة عار في جبين الأمة، و يعلن على إثره العدو ضم الجولان إلى أراضيه 1981، ليتبعها معاهدة "السلام" المعوق بينه و بين الأردن؛ هذه دول المواجهة كيف لسورية بعد الهزيمة و الخيانة أن تعلن بمفردها حربا على عدو يقف العالم وراءه، و قد استسلم العالم العربي له ؟. و الحال أن القوم يسقطون من حسابهم وضع الدول العربية مذاك، التي و من أخطر تطوراتها إعلان الحرب 1980 ضد إيران، عقدا كاملا من التمويل و التسليح، و لو أعطي عشرهما لسوريا لاستردت أرضها بجدارة، ذات الدول التي يتساءل ساستها و مفكروها بكل وقاحة: لماذا لم توجه سوريا طلقة واحدة ضد العدو. و لا يسألون أنفسهم لماذا لم يدعموا سوريا كما دعموا العراق ضد ايران؟.
4 - لم تضع حرب العراق ضد إيران بالوكالة عن تلكم الدول العربية، حتى أعلنت حرب أخرى ضد العراق نفسه 1990 إلى غاية اليوم2013، و كذلكم بدعم من هذه الدول بعينها التي تتساءل بغباء لافت عن عجز سوريا ضد العدو، قدموا فيها أراضيهم و أموالهم و غطاءهم السياسي بل حتى الفتاوى الدينية بوجوب الاستعانة بالعدو ضد الشقيق، و قاموا بحصار الشعب العراقي حتى أبيد على إثره مليوني طفل. لن أدخل في التفاصيل فقد بات معلوما أن تلكم الحرب جر و استدرج إليها العراق من قبل هذه الدول، و بضوء أخضر من الولايات المتحدة؛ و في المحصلة منذ 1973 إلى 2013 أي الدول العربية، و في أي من مراحل و تطور الأوضاع، تأت لسوريا و شعبها و نظامها فرصة دعمهم لاسترداد حقهم؟ و من خان و خذل هذه الدولة العربية المركزية؟ هذا السؤال الأخير هو السؤال الموضوعي و الجدير بالإجابة. التي قد يختصرها واقعا ملموسا حيا وضع أهلنا في قطاع غزة منذ 2008/2009 إلى اليوم.
أخيرا و هو الأمر الأخطر و مربط الفرس؛ هذا التساؤل الاسطوانة المشروخة، نسمعها منذ عامين و نيف فقط، لكن فلسطين ليست أرضا سورية، بل عربية و هي الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي ، و لا شك أن تحريرها مسؤولية العرب جميعا و كافة الأمة الإسلامية، و ليست مسؤولية الشعب الفلسطيني لوحده؛ و لا نسمع التساؤل ذاته الذي يفرض نفسه على هؤلاء : أيكم أطلق رصاصة واحدة ضد الكيان الإسرائيلي ؟ بل أيكم أمد المقاومة برصاصة واحدة؟ هنا تكمن الإجابة عن سر عدم حرب سوريا ضد العدو؛ إذا سلمنا بهذا الطرح على أنه واقع. قد ينسب بعضهم تنصلا من المسؤولية هذا التساؤل للشعوب، أقول: حتى الشعوب ماذا قدمت للقضية الفلسطينية عمليا؟ بل كلنا و على مستوى الفرد يسأل نفسه بصراحة و جدية ماذا فعل؟ لا شيء على الإطلاق. سوى تساؤلات غبية كتلك حتى لا نسأل نحن أنفسنا جبنا و وهنا و خورا. و هروبا من مواجهة عجزنا نحن حيال فلسطين نتوارى خلف عجز سوريا عن استرداد الجولان
River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment