Friday, 17 May 2013

From the Assad's operations room

من غرفة عمليات الأسد



‏الجمعة‏، 17‏ أيار‏، 2013

أوقات الشام


الاسكندر طوسي
في بداية الأزمة لم نكن نصدق ما نراه أو نسمعه، كنا نعتقد أن بضعة رعاع يحاولون تخريب وطننا الحبيب، حتى نظرية المؤامرة لم تكن تلقى ذلك الصدى الواسع في نفوس ملّت من مصطلحات أسرف البعض في استخدامها إعلامياً حين يجب و حين لا يجب ..

في بداية الأزمة كنا انفعاليين جداً، مهووسين بكلام لطالما نسجناه من خيوط الأمل عن شعب تخطّى مرحلة الانقياد خلف الجنون، عن شعب تملّكه الوعي بكافة فئاته و طبقاته..

في بداية الأزمة وصل الأمر ببعضنا إلى الحديث عن ضرورة القصف و السحق والتدمير و الحرق لكل منطقة تهتز بريح الخارج..

كنا أطفالاً تتلاعب بنا العواطف الجيّاشة و يتحكم بمنطقنا موروث التصفيق الخلّبي بين كل كلمتين، واحدة نفهمها و الأخرى نقول عنها بأنها سرّ من أسرار خطباء المنابر الذين أجادوا الفلسفة التي لا تفهمها الشعوب حتى يتّرفعوا عن مطالب الناس و يشغلونهم بتفسير الكلام الذي “يحق لقائله من المحللين ما لا يحق لغيره” ..

رجل واحد فقط كان يرى الصورة كاملة، بكل ملامحها و بكل تفاصيلها، بكل جزئياتها المموّهة و خيوطها الممتدة بين الغسق و الشفق ..

رجل واحد كان يرى أن الأمور ليست بتلك البساطة التي نراها و أن الخلل كبير و المشكلة أكبر ، و أن خيوط اللعبة الدراماتيكية القديمة قد نسجت ثوباً جديداً لأمة لا تقرأ ..

كثيرون منا شككوا به، شككوا بحكمته، اعترضوا عليه في علنهم و ربما شتموه في سرهم، حمّلوه مسؤولية التأخر في ما سموه الحسم و مسؤولية التدفق المستمر في دم أخوانهم المدافعين عن هذه الأرض .. بعضنا ممن ينادون باسمه الآن خرج يطالبه بالعودة الى العيادة ليتولى شخص آخر غيره زمام القيادة ..

ظننا أنه لا يعي ما يفعل و ظننا أن الشاب الذي نشأ على العلم قبل السياسة بحاجة أكبر للخبرة العسكرية لادارة شؤون الدولة. تحاملنا عليه .. و صبر ..

كان لسان حاله يقول .. ربما أخوتي لا يرون ما أرى و المشكلة أنني الآن لا أسطيع اقناعهم الآن بالمشهد الكامل .. لا بد أن يدركوا أن الأمور ليست كما يظنونها .. سأعتمد على الله و على العقلاء بينهم و أمضي ..

فكان الأسد ..

ذلك الشاب، الذي لطالما فضّل السكن في شقة في دمشق معتبراً القصر الرئاسي مكان عمل ، كسر قواعد السياسة كرجل علم، طبيب عيون، أدار دفة الصراع بطريقة لم يحسب خصومه حسابها، فكان يؤمن أن البتر هو آخر العلاج .. على عكسنا نحن الذين ظننا أن البتر سينهي الأزمة سريعاً دون أن نعي أن البتر سيجعل سورية تقف على رجل واحدة في وجه أمر لم نكن نتوقع حدوثه ..

بحكمة الطبيب ، كانت رؤية الأسد واضحة، فالعين التي لا ترى بوضوح نضع لها العدسات لا نقلعها، نداويها نعالجها كي ترى بوضوح فتدرك أن الأمور ليست كما تظن .. و هكذا فعل ..

“في بداية الأزمة كان من الصعب إقناع الناس بوجود عصابات مسلحة” .. قالها مؤخراً لكي نفهمه و نفهم تطور الأمور كما رآها فأصاب ..

وقف الأسد قبل سنتين أمام جسد تاريخي يدخل تدريجياً في غيبوبة .. كانت حرارته ترتفع بشكل هستيري مع مرور الوقت و بعض الكدمات الواضحة على أطرافه المترامية كانت تخدع الآخرين فيظنون أن علاجها يكفي لإنقاذ المصاب .. لكنهم جهلوا ما كان يعرفه الطبيب ..

كان منطق الأسد يقوم على أن الشدائد و المحن تكشف معادن الرجال، و سورية بحاجة لغربال ينقّي ترابها من الشوائب التي لا تصلح لبناء الدولة و التي أحدثت طوال عقود خللاً في بنيتها فجعلتها تهتز في الأزمة اهتزازاً ربما ولّد في نفوس البعض شكوكاً ضاريات عن أمل بات في حكمهم ضرباً من ضروب المستحيل ..

في أول أيام الأزمة تعجّب البعض من قرار الأسد بفتح مواقع التواصل الاجتماعي أمام الناس في سورية، تلك المواقع التي كانت عاملاً حاسماً في سقوط أنظمة عربية وضعها الأسد بين أيدي أخوته و أبنائه السوريين، كان يريد أن يجعل كل مقومات الانهيار واضحة أمامه حتى يقوم بتفكيكها و تحليلها خلية خلية .. فبدأ بالأعصاب .. رفع التخدير عنها ليتمكن جسد الدولة من الاحساس بمواطن الألم و مواضعه .. كان يعلم أن تلك الخطوة قد تفتح عليه أبواب جهنم لكنه في نفس الوقت كان يؤمن بأن التشخيص السليم نصف العلاج .. فإذا ما بقي المرض مستتراً صعب علاجه .. لا بد أن تظهر أعراضه أولاً .. بشكل علني واضح ..

لكن ..

ماذا لو أنصت الأسد للمطالبين باستخدام القوة من أول لحظة؟

لو ارتدى الأسد بذته العسكرية حين طالبه البعض بذلك لكان في موقف ضعف لا قوة، أي أنه صورته أمام خصومه ستكون مناقضة تماماً للصورة التي يحاول بعض الانفعاليين منا إقناع أنفسهم بها، كان يعلم ذلك جيداً، فمضى بهدوء و دون تردد .. كان يعلم أن عدوه اللدود في الغرب ينتظر أن يراه يرتدي لبس العسكر ليقول الأسد سيرتكب حماقات يجب أن نمنعه عنها بالهجوم على سورية .. فحرم عدوه من تلك الفرصة .. يعلم جيداً أن قلب الغرب على اسرائيل و ليس على سورية و لبس العسكر سيجعل قلب الغرب خائفاً على ربيبته في وقت لا يمكن لسورية فيه فتح جبهة خارجية في ظل أوضاع داخلية غير مستقرة و في ظل تواطؤ و خيانة عربية من دول الجوار ..

كان يعلم أن الأزمة لن تنتهي بين ليلة و ضحاها و أن يوماً ما سيأتي سيحتاج فيه لأن يقدم أمام الرأي العام جردة حساب تثبت صدق نظرته. بادر إلى السياسة أولاً، باستجابات لمطالب الناس بتعديل الدستور و بعض القوانين، رجل في وسط أزمة يلغي قانون الطوارئ .. أي رجل ذاك؟

ظن البعض خطأ أن موقف الأسد بدأ يضعف و أنه يستجيب لمطالب المعارضة أملاً بأن تكف عن مهاجمته .. لم يعلموا أن الأسد انتظر عشر سنين هذه الفرصة ليغير ما كان يرى فيه مقومات ضعف لسورية فرضتها حسابات زمن انقضى و رسختها حسابات رجال من الحرس الحزبي القديم ..

لو أن الأسد بادر إلى الحسم العسكري من أول الأزمة لكانت انتهت الأزمة الآن .. كما انتهت في ليبيا .. بكل بساطة .. سيتعجب البعض من هذا الكلام و سيتهمني آخرون بالغباء .. لا بأس .. قولوا ما شئتم لكنكم لن تستطيعوا أن تغيروا ما كان في اتصالات أعضاء حلف شمال الأطلسي يوم قررت الولايات المتحدة الأمريكية ترك مسألة ليبيا لفرنسا و بريطانيا على أمل أن تقود هي الحملة الكبرى التي ستغير ملامح العالم في سورية لاحقاً ..

لكن الأسد فاجأهم .. هل تذكرون انهيار المعارض السوري هيثم مناع على شاشة الجزيرة بعد خطاب الأسد الذي ظن خصومه فيه أنه سيعلن تنحيه؟ هل تذكرون كيف اعترف مناع بوجود السلاح في درعا؟ .. كانت تلك ردة فعل جنونية من شخص منهار أمام الناس فما بالكم بالآخرين الذين كانوا بعيدين عن الأضواء؟

من ناحية أخرى ، أجاد الأسد الإمساك بزمام الموقف الروسي ، كان يعلم أن صمود سورية سيكون بجيشها و شعبها لكنها بحاجة لأداة تمنع إقرار التدخل العسكري الخارجي فيها .. ذاك التدخل ليس لعبة فيديو كما يظنه البعض .. كان بحاجة لتقوية موقف الروس أمام المجتمع الدولي بأنهم لا يدافعون عن ديكتاتور مجرم يرتدي لباس القتال ليقتل شعبه .. و في نفس الوقت قدّم للروس تقريراً بمصالحهم يحفظ سيادة سورية و يتيح للروس الفرص التي لا تتناقض مع هذه السيادة .. استفاد إلى أكبر حد ممكن من أخطاء المعارضة التي قدمت صكوك ولائها لحلف الأطلسي على بياض .. فأثار مخاوف موسكو على مصالحها و دفعها إلى موقع متقدم في الدفاع عن سورية .. أو بشكل أدق في الدفاع عن مصالح روسيا في سورية .. أمر لا يتعارض مع سيادة دمشق خاصة و أن تلك المصالح الروسية ستكون في الحضن السوري سلاحاً ضد أعداء سورية ..

كان الأسد يعلم أن أي مشكلة في الداخل يسهل حلها حين تُقطع الخيوط التي تحرك بعض الدمى من الخارج .. و عرف أنه لو قام بإحراق تلك الدمى لجن جنون الغرب عليه بحجج حقوق الإنسان و سواها.. جنون لن يكون بأقل من عمل عسكري سريع و في غفلة من العالم ضد سورية .. لكان قد قدم لهم الدليل الذي سيجعل معارضيه رموزاً للنضال ضد الديكتاتورية .. لكنه بذكاء قام بإعادة تشكيل مسرح اللعبة بطريقة يجعل فيها الغرب مقتنعاً أن دُماه تورطه في معركة ليست كما صورتها له .. أراد لتلك الخيوط أن تتلف وحدها .. و قد بدأت بالتلف ..

كثرت الانشقاقات في جسد الدولة ، لم يهتز الأسد بل صدم خصومه مرة أخرى .. “من يعرف منكم شخصاً يريد أن ينشق فليشجعه” .. تلك الكلمات ظننا أنها مجرد كلمات عابرة لرجل لا يهتم .. لكن أحداً منا لم يكن يتوقع حجم أثرها في صفوف خصوم الأسد .. لقد أراد الأسد تنقية الجسد السوري من الشوائب التي لطالما كانت معيقاً لخطته في النهوض بسورية .. أقول لكم بكل يقين لقد انتظر الأسد هذه الفرصة منذ سنين .. ربما ليس بهذا القدر من التضحيات .. لكنه آمن بأن سورية بعد الأزمة يجب أن تكون أقوى منها قبل الأزمة .. عرف أن استمرار وجود الخلايا الضعيفة المتعفنة في بعض مفاصل الدولة لما بعد الأزمة يعني أن سورية ستكون عرضة لأزمة مشابهة بعد خمس سنين أخرى .. وفق الدورة الزمنية لأزمات العالم ..


قام الأسد بعكس ما توقعه خصومه .. استفزهم حتى انغمسوا في الخطيئة بدل أن يتمكنوا من استفزازه ..

حين توقعوا ارتداءه البذة العسكرية و إقرار الأحكام العرفية بادرهم بالسياسة و تلبية مطالب الشعب ساحباً البساط من تحت أرجلهم ..

حين توقعوا انفعاله بتشديد قانون الطوارئ ألغاه .. ظنوا بأنه سيعمل على تكريس نفوذ حزبه في الدولة لإرضاء المنتسبين إليه لكنه فضّل مصلحة وطنه على مصالح الحزب الذي كان يعلم أنه بحاجة ماسة لإعادة قراءة موضوعية شاملة .. فقدم الدستور للتعديل و للشعب ..

اضطرب خصوم الأسد ، فالرئيس الشاب لم ينفعل و لم يخرج عن طوره .. ابتسامته لم تفارق وجهه و لم يختبئ في قصره الرئاسي بل ظهر في الساحات و في الأحياء .. في دمشق و خارج دمشق .. لم يقم بأية تصرفات استفزازية تجاه أبناء شعبه الذين حاول السياسيون المعارضون التلاعب بهم .. بل سار معهم .. كان لسان حال المعارضة يقول : أي مجنون هذا الذي نواجهه؟

بدأت المعارضة السورية سريعاً أكبر حملة لتشويه صورة الأسد، حين وجدوا أن مقومات حراكهم لم تصمد و لم تستفزه و لم تدفعه إلى الجنون حاولوا التركيز على صورته الشخصية .. على أسرته .. تكلموا عنه بكل ما يخالف شرع الله .. قذفوه بالسب و الشتم و اللعن و الازدراء و التكفير و ما لم يخطر ببال امرء ذات يوم .. فبقي هادئاً .. كان مستعداً لتحمل كل شيء على حسابه الشخصي و حساب صورته أمام الناس لكنه لم يكن مستعداً للسماح لتلك الصورة المخيفة عن سورية التي رآها في أول الأزمة أن تتحقق ..

كان الجيش يتراجع من منطقة يغلب على أهلها الشك .. فيدخلها المسلحون و يتصرفون بغباء المعارضة المعروف .. تمضي أيام قليلة ثم يخرج أهل المنطقة مطالبين بالجيش العربي السوري .. إن لم تعرّي خصومك أمام شعبك لن تتمكن من إقناع هذا الشعب بصوابية موقفك .. و هكذا فعل الأسد .. كان يقدّم لخصومه قطع الجبن داخل صناديق مغلقة ما إن يدخلوها بشراهية حتى ينتهوا ..

معتمداً على الله و الشعب ، و مستنداً على قوة و تماسك الجيش العربي السوري ، أدار الأسد المعركة كطبيب لا كشيخ جمعة و لا كضابط جمارك .. أدارها كجرّاح يشخّص المرض قبل علاجه لا بانفعال السياسيين .. رسم الأسد صورة سورية الجديدة منذ اللحظة الأولى للأزمة .. و قاد الجميع باتجاهها .. كان يعلم أن الجيش العربي السوري قادر على حسم أي معركة في ساعات .. لكنه كان منضبط الأعصاب يستأصل بهدوء مقومات المرض لعزله ..

اليوم و بعد سنتين من الأزمة ، بقي عرين الأسد صامداً في دمشق، و في الوقت نفسه بدأت صورة الموقف تنجلي لدى الناس داخل سورية و خارجها .. بدأت المسيرات المؤيدة للأسد تخرج في العواصم العربية و العالمية .. تونس التي كانت أول بلد عربي يطرد السفير السوري اشتعلت اليوم بمسيرات تهتف باسم الأسد .. لقد بدأ انتصار الأسد يتضح أكثر فأكثر .. و تلك الصورة المهزوزة لشاب لا يعي ما يفعل كانت ظالمة جداً و بعيدة كل البعد عن الحقيقة ..

رسم الأسد ملامح عالم جديد ، كان يرى العالم من خلال سورية و ليس كما كنا نفعل فلا نرى العالم خارج حدودها .. صمود الأسد قلب الموازين .. و كشف نفاق المتأسلمين .. عرّى خصومه أمام الرأي العام لكي يقول للعالم كله أن من لا خير فيه لوطنه لا خير فيه للانسانية .. كشف للعالم كله أن الحراك في سورية ليس سلمياً و أن من يتلاعب بمصالح الناس البسطاء هم أكلة لحوم البشر من زومبي المعارضة الاخوانية التي لم تتوقف عن اتهام الأسد بحماية حدود اسرائيل في الوقت الذي كان فيه أحد أبرز وجوه الاخوان في العالم الاسلامي اليوم يرسل برقية حب و ود لصديقه الوفي شمعون بيريز ..

لقد علم الأسد أن غباء خصومه سيدفعهم للحماقات و أن تلك الحماقات ستاتي من النماذج التي يحتذي بها خصومه في الخارج عاجلاً أم آجلاً .. لسان حاله اليوم يقول : كما كنت أقول لكم .. انظروا بأعينكم اليوم من هم عملاء اسرائيل الحقيقيون .. مع الأدلة التي لم تكن متوفرة بشكل كاف للبعض في أول الأزمة لكنها اليوم باتت أوضح من الشمس في نهار ربيعي صافٍ ..

كلمة أخيرة .. كلمة حق تقال .. لقد انتصر الأسد .. على شكوك مؤيديه قبل قناعات خصومه .. لقد انتصر الأسد .. بتضحيات رجال اقتنعوا بصوابية رؤيته و وثقوا به فمضوا معه وما خذلهم .. لقد انتصر الأسد بسورية جديدة ستخرج أقوى مما كانت عليه .. ستخرج نظيفة من غبار تراكم على جسدها الطاهر لعقود .. ستخرج متعافية من أمراض أنهكت جسدها لسنين .. و يعرف الأسد أن أي معركة لا بد أن تترك بعض الجراح .. في النفوس و في الأجساد .. و أن الدم الذي سال بحاجة لقلوب تثق به و تؤمن بخالقه حتى يكون عبرة للناس أن بعض الموروث قاتل ان تحكم بالعقول .. و أن العفو عند المقدرة من شيم الكرام ..

انتصر الأسد بعزل المرض المزمن عن الخلايا السليمة حتى لا ينتشر في جسد الأمة فيهلكها .. انتصر الأسد بنجاح الجراحة الأولية و سينتقل للمرحلة الثانية التي سيستأصل فيها كتل الورم السرطاني قبل أن يعمل على وقف النزيف الطبيعي الذي تخلفه الجراح .. فسورية التي نزفت كانت تتبرع بدمها لكرامة أبنائها ..

لقد فضّل الطبيب انقاذ مريضه على تركه ينازع الموت ببراثن المرض .. فيا أيها السوريون ترقّبوا .. بعض الوقت و جسد الأمة سيخرج من غرفة العمليات إلى العناية المشددة .. إلى عناية الأسد ..

مركز عرين للمعلومات
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: