1) ترميم العلاقات مع نتنياهو في "اسرائيل" و اعادة ضخ منشطات جديدة في شرايينها و تعزيز الثقة و الحميمية بينهما بحيث يسقط اي مراهنة على نزاع او خلاف ، و يبلور التحالف الاستراتيجي العميق بين اميركا و اسرائيل و يدفع هذا التحالف الى مستوى غير مسبوق ، مستوى جعل كل المتابعين يدركون مدى التماهي و الاتحاد بين اميركا و اسرائيل ما يجعل اي قوة اميركا هي قوة لاسرائيل ، و ان اسرائيل " كانت و ستبقى اقوى دول المنطقة التي لن يتغلب عليها احد " على حد قول اوباما اولا لانها هي قوية بذاتها ثانيا لان كل مصادر القوة الاميركية موضوعة بتصرفها .
2) ترميم العلاقات بين تركيا و اسرائيل من اجل تحصين الجبهة الداخلية لحلفاء اميركا و تمكينهم من الانصراف بكل قواهم باتجاه المواجهة المرتقبة مع سورية في جولة المواجهة الحاسمىة التي يحضر لها في الاشهر الثلاثة المقبلة بعد ان تم تأجيل انطلاق المفوضات الاميركية الروسية بحثاً عن حل سلمي . و فجاء اعتذار نتنياهو من اردغان بمثابة فرصة للاخير ترفع معنوياته و تجعله يفاخر بها امام الشعب التركي ليقول بانه قادر على تحقيق ما يريد و بانه مستمر في سياسة توسيع الفضاء الاستراتيجي لتركيا ما يمكنه من الانخراط اكثر في الازمة السورية – رغم انه العامل الرئيسي فيها حتى الان – و هنا ينبغي الالتفات الى الدور المرتقب لتركيا في المستقبل القريب .
3) وضع حد للمواجهة بين تركيا و الاكراد و صياغة علاقة جديدة و متطورة بينهما علاقة تريح تركيا و و تضع الاكراد معها في خندق واحد ضد سورية ، علاقة توجه رسالة الى ايران ايضا مفادها بان العامل الكردي لن يستمر في حالة اغفاءة و خمود بل سيكون رأس الحربة في تحريك الوضع الداخلي الايراني قبل الانتخابات الرئاسية و بعدها في حزيران المقبل و على ضوء نتائج الهجوم على سورية .
4) استقالة حكومة لبنان التي يسميها اتباع اميركا " حكومة حزب الله " و كان واضحا كيف استجاب رئيس هذه الحكومة نجيب ميقاتي للطلب الاميركي بسرعة و اختلق ذريعة تافهة من اجل تبرير استقالة يعلم المتابعون انها جاءت استجابة للاوامر الاميركية و ترمي لاخراج حزب الله من السلطة و دفع لبنان للانخراط اكثر في العدوان على سورية . و مع ان لبنان يؤدي الان دورا كبيرا خدمة للعدوان هذا - رغم ما يعلنه زورا من سياسة النأي بالنفس - فان اميركا تريد من لبنان في خطة الهجوم المقبل على سورية ان يلعب دورا اكثر فاعلية دون ان يكون هناك عائق رسمي او غير رسمي في الامر .
5) طمأنة النظام الاردني على مستقبله في حال انتصار العدوان على سورية و رشوته بمبلغ 200 مليون دولار لمتابعة دوره في الازمة السورية و زيادة انخراطه فيها . و يبدو ان اميركا لن تكتفي باتخاذ الاردن مكان تدريب و ايواء للمسلحين و الارهابيين بل انها تتطلع لدور اكبر يشارك فيه الجيش الاردني بشكل مباشر او غير مباشر ، امنيا و عسكريا ، يذكر بدورها في الهجوم على العراق .
6) ارهاب الجسم الديني السوري لحمله على التراجع عن مواقفه الداعمة للعملية الدفاعية التي يقوم بها الجيش العربي السوري ، و قد جاء اغتيال العلامة الشيخ محمد سعيد البوطي مع جمع كبير من طلاب العلم الديني من المشايخ و غيرهم ، جاء في اطار عملية الترهيب تلك ، في عملية ارهابية اراد مخططها ان يوصل رسالة بانه لا حصانة و لا قداسة و لا مراعاة لسن او علم او شيبة او طفولة في سبيل انجاح العدوان على سورية .
7) الضغط على العراق و تحديدا على الرئيس نوري المالكي لحمله على الالتحاق بجبهة العدوان من اجل اقفال الطوق حول سورية كون العراق و بعد المتغيرات التي تقدم ذكرها سيكون الثغرة الوحيدة برأي قيادة العدوان او المتنفس الاساسي الوحيد لسورية بعد الانقلاب اللبناني . و لهذا جاءت الزيارة - الغارة التي نفذها جون كيري بشكل مفاجئ على العراق بالامس لوضع رئيس وزرائها امام حل من اثنين : اما انخراطه في المشروع الاميركي و اما اسقاطه كما اسقطت حكومة الميقاتي في لبنان .
لقد بات جليا بان اميركا و عبر اوباما شخصيا تلقي بورقتها الكبرى و تلجأ الى سلاحها الثقيل لزجه في الحرب العدوانية ضد سورية و تقوم لان بحشد المنطقة كلها من اجل الانتصار في هذه الجولة التي تراها الاخيرة ، جولة اما ان تحقق الربح فيها او ان تذهب بشكل نهائي الى التفاوض حول حل سلمي يفسر هزيمة لها , و ان السعي الاميركي الاخير و من باب الجولة الرئاسية لاوباما يتجاوز ما كنا نقوله به من سعي لاعداد الاوراق التفاوضية و تحشيدها ، و ينقلب الى محاولة ميدانية حاسمة وفقا للتقدير الاميركي . فهل سيكتب لاميركا النجاح في سعيها هذا ؟
في الاجابة على هذا التساؤول نقول انه لو كانت سورية اليوم كعراق الامس ، أو لو كان العالم اليوم كعالم 11 ايلول 2001 ، لكنا سارعنا للقول بان احتمالات نجاح اميركا في هجومها الذي تعد له ،هي احتمالات مرتفعة جدا ، لكن واقع اليوم مختلف كليا عما كان في الماضي ، و ان اميركا التي تحشد المنطقة مع ما يقترب من نصف العالم ، تتناسى بان عوائق كبرى و كثيرة تمنعها من تحقيق النجاح المطلوب على اكثر من صعيد ، و ان كنا نحجم الان عن الخوض في تفاصيلها فاننا نكتفي بذكر عناوين و مواقف معلنة تتقاطع مع مستلزمات المعركة الدفاعية التي تديرها سورية و معها حلفاءها خاصة :
1) روسيا التي قال سفيرها في لبنان منذ ايام ان اسقاط النظام السوري او اسقاط سورية امر مستحيل ، تقول روسيا هذا بعد ان اعلنت و بوضوح ان وجودها العسكري في المتوسط هو وجود استراتيجي لحماية قرارها و مصالحها الاستراتيجية .
2) ايران التي هددت و توعدت على لسان قائدها و مرشدها الامام الخامنئي بانها ستسوي تل ابيب و حيفا بالارض ان حاولت اسرائيل الاعتداء عليها ، و هو تهديد جاء رغم علم يقيني لدى ايران و كل متابع للمسألة الايرانية بان احدا بما في ذلك اسرائيل و اميركا ، احد لن يجرؤ على مهاجمة ايران ، و رغم ذلك جاء هذا التهديد الذي فهم الخبراء خلفيته و ربطوه بشكل وثيق بما يحضر الغرب ضد سورية .
3) حزب الله الذي بعد فهمه جيدا للدور الخبيث الذي يلعبه بعض المسؤولين في لبنان خدمة للمشروع الغربي و في مقدمتهم نجيب الميقاتي ، احجم عن التمسك بالحكومة و لم يمانع في سقوطها للتحرر من العبء الذي كانت تشكله عليه و بات الان اكثر حرية و قدرة على خوض المعركة الدفاعية حيث يقتضي و قد كان التسريب الصحفي الاخير عن تواجد معين لرجال الحزب هنا او هناك اول الغيث في السلوك الجديد .
و عليه نقول ، اذا كانت اميركا تتجاوز شرذمة ما يسمى معارضة سورية و تنافر مكوناتها و تساقط اوراقها بين استقالة هذا و اعتراض ذاك و شتيمة ذينك و تستمر في حشد القوى لتزج بكل ما هو متاح لها في الميدان من اجل خوض معركتها الفاصلة ضد سورية فان القوى المدافعة عن سورية بدءا بالشعب و الجيش العربي السوري ، وصولا الى القوى الاقليمية و الدولية الحليفة يبدو انها تتجاهل بان تلك القوى ترى في معركة سورية معركتها الدفاعية الذاتية ، و ان هذه القوى ليست في وضع يمكن العدوان من تحقيق اهدافه ، و لذا فاننا نعتقد بان الاشهر الثلاثة المقبلة التي ستشهد التصعيد في المواجهة ستحمل الجواب الاكيد لاميركا ، جواب نراه نصرا للمدافع رغم الكلفة و الثمن الباهظ الذي يدفع من اجل هزيمة العدوان
سورية الآن - الثورة
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!
No comments:
Post a Comment