تدل المؤشرات على أن جولة أوباما هدفت إلى رص صفوف الحكومات العميلة والحليفة بقيادة إسرائيل في المنطقة لإجراء اختبار قوة كبير يتصل بالأوهام الأميركية حول فرص تعديل التوازنات في سورية للانقلاب على التسوية الأميركية الروسية التي يعطلها الأميركيون منذ إعلانها في جنيف قبل ثمانية أشهر
.
ثانيا: إن حركة أوباما نحو الأردن تركزت على حسم ضم النظام الأردني إلى هذا التحالف وزيارة عبدالله الثاني إلى تركيا قبل وصول أوباما كانت تنفيذا لطلب أميركي ومن المعلوم أن مناورات تركية إسرائيلية أردنية خليجية مشتركة جرت خلال الأشهر الماضية، مرة في تركيا ومرة أخرى في الأردن، بقيادة أميركية أطلسية وموضوعها هو تدريب وحدات خاصة مشتركة على ظروف مشابهة لمسرح العمليات السوري والإعداد لعمليات خاصة تستهدف ضرب منشآت إستراتيجية ومقرات قيادية عبر الحدود بالتزامن مع نشاط المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتركية على الحدود وفي الداخل السوري حيث أعلن عن وجود قوة «دلتا فورس» التابعة للاستخبارات المركزية في لبنان وعن وجود قوة خاصة بريطانية في الأردن بينما القوات الإسرائيلية تقدم التسهيلات للعصابات العميلة في منطقة الفصل في الجولان وتنفذ مجموعات خاصة من الاستخبارات الصهيونية عمليات تخريب في سورية تستهدف منظومات الدفاع الاستراتيجي بمعونة عملائها وحلفائها المتورطين أما القوات التركية فهي تجهز العصابات الإرهابية وترسلها في شاحناتها عبر بوابات الحدود إلى سورية وتقيم على أرضها معسكرات التدريب وغرف العمليات التي يقودها ضباط الناتو وسينضم إليها ضباط إسرائيليون في المرحلة القادمة للمشاركة في القيادة الميدانية لعصابات الناتو في سورية.
ثالثا: لن تضيف عملية التحشيد الجارية أي عنصر نوعي يخل بالتوازن الاستراتيجي داخل سورية أو في المنطقة أو في العالم فمعادلة الردع التي أقامتها منظومة المقاومة (إيران و سورية و حزب الله) خلال السنوات الماضية وتوازن الرعب الذي تفرضه القوة الروسية والصينية بتشابكها مع هذه المنظومة هي كناية عن حقيقة متعاظمة وصلبة.
ولن يبدل هذا التحرك شيئا في عناصر القوة السورية المتمثلة بالموقف الشعبي الحاسم المساند للدولة الوطنية و لرئيسها و لن يمس بقدرات الجيش العربي السوري الذي اظهر صلابة وولاءا حازما بفضل عقيدته القومية المقاومة وبالطبع فقائد سورية الرئيس بشار الأسد لن تزيده شراسة المحاولات اليائسة لحلف العدوان إلا تصميما على خياره الوطني و القومي دفاعا عن سورية واستقلالها.
والتلويح بالغزو الأطلسي التركي الصهيوني يتحول مهزلة فاضحة في أي حساب عقلاني فجميع المساعي الأميركية والإسرائيلية التي صرفت عليها مليارات الدولارات في مناورات مشتركة وفي محاولة تطوير ما سمي بالقبة الفولاذية تراوح في الطريق المسدود وبالتالي فان تفعيل عمل العصابات الإرهابية في سورية وإطلاق الفوضى في بعض المناطق اللبنانية وتصعيد التفجيرات الإرهابية في العراق وتوريط الأردن بخطوات رعناء ضد سورية واستمرار التمويل السعودي القطري للعدوان وإقحام الإمارات في مزيد من الضغوط على المقاومة ومجتمعها، ذلك كله سيؤدي إلى تفاعلات ونتائج تصيب المتورطين ولا تخل بالتوازن.
رابعا : على الإمارات ودبي تحديدا السؤال ماذا لو سحبت إيران أرصدتها من بنوكها وهي تمثل كتلة تتخطى 45 % من الودائع وماذا لو واجه ملك الأردن أزمة ماء وقمح وتوترا أمنيا وعسكريا على الحدود مع سورية وماذا بيد أردوغان لتلافي نتائج هزيمته في سورية غير الرضوخ للحكم الذاتي الكردي ودخول مرحلة جديدة قد تقود إلى تفكك الدولة التركية أو إلى التورط في حرب طاحنة مع حزب العمال الكردستاني وماذا تفعل إسرائيل لو غامرت بعمل أحمق في الميدان وانهمر عليها مئتا ألف صاروخ سوري ولبنان وربما إيراني كما يتوقع جنرالاتها وخبراؤها؟.
على الولايات المتحدة وجوقتها في المنطقة السؤال ماذا لو قررت دول وأطراف الحلف العالمي الإقليمي المناهض للهيمنة الاستعمارية أن توسع مسرح العمليات من جانبها وتسدد ضربات مؤلمة للنفوذ الأميركي في عديد من المواقع في المنطقة وخارجها؟
باراك أوباما قرر أن يلعبها «صولد» مقامرا بجميع عملاء أميركا وقواعدها وهو لا يشعر بعبء الخسارة لأن أميركا ليست هي من يدفع الكلفة لكن قواعد الإمبراطورية ومستعمراتها في السعودية والخليج ليست بعيدة عن مرمى النيران إذا اشتعلت الحماقة الكبرى وسوف يفتش الأميركيون عن بقايا إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة بينما سيكتب التاريخ أن القائد بشار الأسد هو الزعيم العربي الذي أذل الإمبراطورية العجوز وأتباعها المفلسين.
No comments:
Post a Comment