Sunday, 21 April 2013

Re-fabricating Al qaeda in Syria for later export to Iran


القاعدة يعاد انتاجها من جديد عبر سورية.. ليصار لتصديرها من جديد لاحقاً الى ايران





‏الأحد‏، 21‏ نيسان‏، 2013

أوقات الشام


المحامي محمد احمد الروسان

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

لا يختلف اثنان عاقلان وبعد كان ما كان من نتائج وتداعيات حتّى اللحظة، وعبر الحدث الأحتجاجي السياسي السوري، وما نتج عنه من خسائر جمّة لجهة الشق الديمغرافي – الأنسان السوري ومقدرات الدولة السورية المختلفة واضعافها، ليصار الى الأحتفاظ بخصم اقليمي واهن وضعيف (من زاوية الطرف الخارجي الثالث المتدخل في الحدث السوري) على أنّ العنف والعنف المضاد في سورية، قد تم الإعداد له مسبقا من قبل أجهزة الأستخبارات الغربية والأمريكية، ومجتمع المخابرات الصهيوني وأدواته في الداخل الغربي والأمريكي، وبعض دواخل بعض الساحات العربية – المشيخات الطارئة، والتي لديها الأستعداد للقبول بتنفيذ مثل هكذا رؤى سياسية دموية، لعقد نفسية عديدة لموردها البشري المتحكم والحاكم وما يترافق مع مركبات نقص متعددة له.

وكلّ ذلك قبل انطلاق فعاليات ومفاعيل ما سمّي بالربيع العربي - جدلاً، والذي قد يكون فاجأ (المطابخ) الضيقة والمحصورة جداً، بأشخاص محددين في تلك الأجهزة والمشكّلة بطريقة عنقودية عنكبوتية، في تشكيل الفرق التفكيرية الخاصة بتلك الهياكل الأستخبارية.

هذا وقد ظهر وبان جليّاً زيف "التطلعات الديمقراطية وحقوق الأنسان" في مواجهة الذبح بدم بارد مأفون، واسالة حمّامات من الدم الطائفي الأثني العرقي هناك، والتي كانت نتاجات تفكير تلك "المطابخ" الموجّهه.

يسافر بعض الأردنيون إلى سورية للخضوع لدورة جهادية، في صفوف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، لكنهم يعودون إلى بلادهم بكميات ملفتة للنظر من المتفجرات وعينات من المفخخات والأسلحة) ما تكشفه دائرة المخابرات الأردنية العامة باستمرار مؤشر في هذا السياق) هذا من جهة، ومن جهة أخرى وبحسب المسؤولين الأمنيين في حكومة نوري المالكي، كانت أحد أكبر المشكلات الأمنية التي واجهت العراق بعد سقوط صدام انتقال الإرهابيين السلفيين من أصقاع الدنيا إلى سورية، و من بعدها دخولهم إلى الأراضي العراقية. وقد تصاعد الجدل في هذه القضية، إلى أن اعترضت الحكومة العراقية رسمياً وقامت باستدعاء سفيرها من دمشق، ومع تصاعد حدة الأزمة السورية تحول مسير نقل الإرهابيين من بغداد إلى المناطق المختلفة في سورية، وهذا ما زاد من الفوضى والفلتان الأمني في هذا البلد.

انّ استقلالية الفروع للقاعدة كتنظيم، أدّت إلى ظهور تنظيم القاعدة في بلاد النهرين، تنظيم القاعدة في المغرب العربي، وتنظيم القاعدة في الحجاز، تنظيم القاعده في اليمن، تنظيم القاعده في بلاد الشام وتحديداً في سورية الآن، بفعل تسهيل دخول عناصره، من قبل بعض أجهزة استخبار ومخابرات دول الجوار السوري العربي وغير العربي، بالأتفاق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بجانب التورط المشترك لدولتين من دول الخليج، وبشكل مشترك ومباشر في الشؤون السياديّة للدولة السورية بفعل الحدث السوري وتداعياته، وهنا يبرز سؤال جوهري وهو: آلا يرتد هذا الأرهاب المدخل الى الداخل السوري مرةً ثانيةً، لدول الجوار الدمشقي وما شابهها؟!

يعتقد الكثير من المحللين أنه، في حال سقط النسق السياسي السوري أو لم يسقط، فإنّ إقامة معسكرات للمجموعات السلفية المتطرفة في سورية و\ أو على حدود دول جوارها، سيكون له تداعياته المباشرة على أمن الدول المجاورة هذه، حيث يواجه العراق حالياً عمليات إرهابية وعلى الأردن ولبنان أن ينتظرا حدوث توتر طائفي ومذهبي سينتقل إليهما عاجلاً أم أجلاً.

وبحسب خبراء في شؤون تنظيم القاعدة، فإنه ليس هناك فرق في أي مكان بالنسبة لهؤلاء الإرهابيين لنشر إرهابهم، لأن وصولهم المباشر إلى "الجنّة" مرتبط فقط بمعيار قيامهم بهذه العمليات. ودون شك يعتبر الداعمين الرئيسيين للسلفيين ولعناصر القاعدة، واستناداً على الوثائق المنتشرة على المواقع الالكترونية المختلفة، هم أهم أعداء حزب الله وأكبر الداعمين لمنافسيه في لبنان، وعليه فإن غرفة العمليات التي تدير وتتحكم بالعمليات الإرهابية في سورية ستتفرغ قليلاً للبنان، بهدف انهاك قوة حزب الله عبر إيجاد توتر مذهبي في هذا البلد.

أشار بعض الخبراء العرب إلى الحجم الكبير والواسع الذي تبثه وسائل الإعلام المعادية لسورية، حول ما تدعيه من قيام الحكومة المركزية "بالتهجم الطائفي والمذهبي"، حيث يتوقعون أن هذه القنابل الإعلامية ستهيئ الأجواء بشكل مؤكد لتصاعد التوترات المذهبية في مختلف الدول العربية، وخاصة في الدول التي فيها تركيبة طائفية تشبه التركيبة الموجودة في سورية، كما أن الموجات المتزايدة للنازحين السوريين إلى هذه الدول يجلب معه تحديات أمنية واجتماعية بالإضافة إلى المشكلات الاقتصادية أيضاً – الأردن مثالاً.

كما حذر بعض المحللين السياسيين (ونحن منهم) في الدول المجاورة كالعراق والأردن وتركيا ولبنان، من قضية إقامة مناطق عازلة ومستقلة من قبل المجموعات الإرهابية و\ أو دول الجوار السوري، الأمر الذي سيشكل خطراً وتهديداً على الأمن القومي وحتى على السيادة الوطنية الكاملة لدول المنطقة.

انّ الصورة التي كان من المقرر أن يرسمها الشعب السوري لبلدهم تحت عنوان الحرية والكرامة، تحولت اليوم إلى صورة مليئة بالدم والفوضى، وأجزاء كبيرة منها تنقل العدوى بالتدريج إلى دول الجوار.

وقد تحول القلق من التحولات الدموية الجارية في سورية، إلى تحديات كبيرة بالنسبة للمسؤولين العرب في دول الجوار، وهم يتابعون أخر التطورات وعمليات الكر والفر في هذه المنطقة المنكوبة من العالم، وإذا لم نقل: قد أضحى هذا القلق أكثر من قلق الرئيس بشار الأسد فإنه يساويه.

في التحليلات والرصد السياسي والأمني والعملياتي، لتواجد متفاقم وزاخر لتنظيم القاعدة في سورية مع بدء سخونة حدثها الأحتجاجي، والتي ترقى تلك التحليلات لدرجة المعلومات الصحيحة بنسبة 80 % أنّه: وفي الأهداف الأستراتيجية وضمن متتالياتها الهندسية العنكبوتية، والتي تقود الى الفوق الأستراتيجي لنستولوجيا الرؤية الصهيو – أمريكية – البعض عربية – البعض اسلامية، لما بعد السقوط المأمول والمرتجى للنسق السياسي السوري الحالي، و \ أو حتى عبر اضعافه من خلال سقوط مرتجى سريع لحكومة الرئيس العروبي السوري الطبيعي بشّار الأسد، سوف تتذرع كل من الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والكيان العبري الصهيوني من جهة أخرى، بتواجد لتنظيم القاعدة الأرهابي في سورية، ان لجهة التواجد الأفقي - العرضي، وان لجهة التواجد العامودي - الرأسي، وهي بالتالي تشكل خطراً على الأمن القومي - الفدرالي الامريكي من ناحية، وعلى ما يسمى بالأمن القومي الاسرائيلي – الصهيوني من ناحية أخرى، وسوف يقومان بشن هجوم على الدولة السورية وشعبها ونسقها السياسي واحتلالها، كما حصل في افغانستان في أواخر القرن الماضي    

وفي المعلومات والرصد لها أيضاً بدقة، في مفاصل الكيان العبري – الصهيوني الطارىء على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة، نجد أنّ جلّ وسائل الاعلام الاسرائيلية – الصهيونية، تهيىء المقدمات بشكل مهني وموضوعي ومحترف، لمواكبة هذه الخطط الأستراتيجية النستولوجية المستقبلية، ومع مراقبة ما تبثه هذه الوسائل حول هذه المسألة بالذات، يظهر بشكل واضح كالشمس في رابعة نهاراتنا المسمومة، بفعل أنفسنا وتآمرنا على ذاتنا، كبعض عرب وبعض مسلمين، أنّ تل أبيب قد بدأت الآن بإعداد الدعايات اللازمة، وضمن استراتيجيات بربوغاندا اعلامية سوداء ازاء العرب والمسلمين، وبيضاء ازاء العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي والعاصمة الصهيونية تل أبيب، لتحضير العقول وأجسادها في العالم، لتبرير شن هجوم عسكري على سورية قلب الشرق وروحه.

بلا أدنى شك وسؤال، واشنطن كعادتها ستقف إلى جانب اسرائيل الصهيونية، في مواجهة تنظيم القاعدة الأرهابي في سورية، وما يزال المسؤولين الامريكيين يعتبرون أن تنظيم القاعدة الأرهابي، يمثل العدو الأول للأمن الفدرالي القومي للولايات المتحدة الأمريكية، وفي حال قاد الحدث الأحتجاجي السوري، إلى سقوط النسق السياسي السوري أو اضعافه عبر سقوط حكومة الرئيس السوري الطبيعي بشّار الأسد، فسوف تدّعي كل المجموعات المتمردة الأرهابية المتواجدة على الساحة السورية، بما فيها ما يسمى بالجيش السوري "الفر" أو "الحر" أو "الكر"، بأحقيتها في استلام السلطة والحكم وممارستها، وسوف تقوم القاعدة وأخواتها واخوانها وخالاتها وعمّاتها أيضاً بدورها المعروف، كما حدث بعد خروج القوات السوفياتية من أفغانستان في وقته، حيث جعلت من تواجدها – أي القاعدة، مقدمة ضرورية ومهمة للغاية، لتبرير هجوم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، من البعض العربي ومن البعض المسلم، على هذا البلد المسلم واحتلاله.

ما قلناه أنفاً، هو النتيجة الحتمية والنهائية لسيناريو الهجوم والمؤامرة الكونية، على قلب الشرق – سورية الشعب والجغرافيا وديكتاتوريتها، والتاريخ والنسق السياسي الحاكم فيها.

وتوصلنا الى هذه النتيجة المؤلمة، كانت عبر المحاولة على الأجابة على التساؤل التالي:-

ما الذي دفع الطرف الخارجي الثالث (الغربي الأمريكي – البعض عربي والبعض اسلامي مرتهن متآمر على ذاته) في الحدث الأحتجاجي السوري، الى فتح الأبواب من جهات الأرض الأربعة لتنظيم القاعدة، واخوانه وأخواته وأخواله وأعمامه وأصدقائه ومعارفه... الخ، للدخول الى سورية ليسرحوا ويمرحوا تحت بند الجهاد في سبيل الله، لينالوا حوريات جنة الله؟؟؟!!!!!.

في المعلومات المعروفة للعامة قبل الخاصة، يستخدم المحور الغربي - البعض عربي والبعض اسلامي، كل الوسائل والامكانيات لإسقاط النسق السياسي السوري و \ أو اضعافه عبر سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد، حيث وضعوا في أولويات أجنداتهم وأعمالهم، إعادة إحياء وتعزيز قوة تنظيم القاعدة مرة أخرى، لأدخال الأرهاب الممنهج الى سورية، وعلى الأقل اذا لم يؤدي الى السقوط والأنهيار، سيقود بلا شك، الى الأضعاف للنسق السياسي الدمشقي، ليصار للأحتفاظ بخصم اقليمي ضعيف غير ذي صلة، في أي تسويات سياسية لاحقة للمنطقة.

وفي التجربة الأفغانية وبسبب الأرهاب المدخل آنذاك، من قبل المحور الغربي البعض عربي والبعض اسلامي، أنّ هذا الأرهاب المدخل ( تنظيم القاعدة) بالرغم من إصابته الهدف، لكنه ارتدّ بقوة أكبر باتجاه من أطلقه تحديداً، فكان الحادي عشر من أيلول لعام 2001 م في الولايات المتحدة الأمريكية كأرهاب مرتد، وسوف توجد تحديات جديدة لا يمكن للمحور الغربي – البعض عربي والبعض اسلامي السيطرة عليها، وهذه المرة سيكون الحدث على الحدود الإسرائيلية - الصهيونية من ناحية، وفي عقر دار البعض العربي المرتهن والبعض اسلامي الهاوي من ناحية أخرى.

تتحدث المعلومات، أنّ هجوم عناصر القاعدة من جهات الأرض الأربع، باتجاه سورية تصاعد وتفاقم بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، ويجري بتنسيق دقيق من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية وبعض العربية والبعض الأسلامي الأستخباري.


وكل المؤشرات تشي بل تؤكد، أنّ هذا التنظيم سيكون في الفترة القادمة التحدي الرئيسي للغرب في منطقة الشرق الأوسط، وسوف يستذكرون ذكرى أليمة ألمت بهم جراء إعداد وتنظيم حركة طالبان و تنظيم القاعدة في عقد الثمانيات في أفغانستان، لكن هذه المرة سيحدث هذا في سورية بالقرب من حدود الكيان العبري - الصهيوني.

خلال الزيارات التي يقوم بها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني "سعيد جليلي" إلى سورية ولبنان وتركيا، يعلن في مؤتمراته الصحفية من دمشق وغيرها عن وجود إرهابيين أجانب في سوريا ويقول: " لدى ايران وثائق مؤكدة وأدلة دامغة تعترف أمريكا فيها بدخول إرهابيين إلى سوريا بهدف تأجيج العنف في هذا البلد".
في هذا الأثناء بثت الـ بي بي سي تقريراً عن إرسال عدد من عناصر " الحركة الاسلامية في أوزبكستان" أحد الأجنحة التابعة للقاعدة إلى سورية، ولم تستطع أن تخفي قلقها من إعادة إحياء القاعدة وتنظيم صفوفها مرة أخرى بذريعة التوجه إلى سورية للمشاركة في القتال.

وأشار تقرير القناة إلى التجربة الدولية لهذه الحركة، في استقطاب أفراد من دول أوروبية وخصوصاً من أوربا الشرقية، تحت مسمى "الحركة الاسلامية الأوزبكية" وتدريبهم وإعدادهم ليقوموا بمهاجمة مواقع حلف الناتو، على الحدود في أفغانستان وباكستان وجاء في التقرير أيضاً: تنشط هذه المجموعات في المناطق القبلية على الحدود بين باكستان وأفغانستان ويعلنون مسؤوليتهم عن مختلف العمليات التي تشن ضد قوات الناتو في أفغانستان".
كتبت بي بي سي معربة عن قلقها في تحليلها لأسباب قدوم هذه العناصر إلى سورية، حيث قالت:" بالتأكيد هذا الامر (إرسال عناصر القاعدة إلى سوريا) يجري بهدف تأجيج وتسعيرالمعارك التي يشارك بها المقاتلون الأوزبك في أفغانستان وباكستان ودول آسيا الوسطى، كما يهدفون للتواجد في مناطق أخرى غير مستقرة – سورية نموذجاً ومثلاً، للترويج لأهدافهم الاستراتيجية والايدلوجية وللحفاظ على زخم نشاطهم وعملياتهم".

بعد أن ظهر أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في شريط مصور في وسائل الميديا العالمية، وطلب من قواته في العراق والأردن ولبنان وتركيا، أن يتأهبوا ويساندوا أخوتهم في سورية، صار وجود جل المورد البشري لتنظيم القاعدة في سورية، واضحاً وأمراً جديّاً وبعمق.

جرى هذا في وقت تتناقل فيه أخبار عن توقيع اتفاقية بين سجناء القاعدة في السعودية و "محمد بن نايف آل سعود" ابن ولي العهد السابق ومعاون وزير الداخلية السعودي والذي يعتبر عدو القاعدة الأول في هذا البلد، حيث تضمن الاتفاق إطلاق سراح السجناء وتقديم مبالغ مالية لهم مقابل التوجه مباشرةً إلى سورية لمقاتلة الجيش العربي السوري.
وتقول المعلومات أيضاً وبوضوح، يقول البعض من المتابعين الخبراء، لكيمياء تقاطعات خطوط العلاقات السعودية – الأمريكية، إن علاقة بندر بن سلطان الممتازه والرائعة وذات الأفاق، مع أمريكا و تنظيم القاعدة الأرهابي، يعتبر من أهم الأسباب التي جعلت منه رئيساً لجهاز الاستخبارات السعودية بقرار من الملك السعودي، وقد كان الأمير بندر هذا في الثمانيات من القرن الماضي، مسؤول تقديم الدعم لتنظيم القاعدة الأرهابي في أفغانستان، كما شغل منصب سفير السعودية السابق في أمريكا، وهو مقرب من وكالة الـ
 
CIA والاجهزة الأمنية الأمريكية الاخرى والمنضوية جميعها الآن ضمن المجمّع الأمني الفدرالي الأمريكي، حيث تسعى كل من السعودية وقطر، وبمساندة من واشنطن وبريطانيا وفرنسا، لإعداد موجة جديدة من متبني فكر القاعدة من السعوديين واليمنيين ومن بعض آهالي بلاد الشام، وبعد تجنيد هذه العناصر يتم إرسالهم إلى داخل الأراضي السورية، ليلعبوا دور حلقة الوصل بين تنظيم القاعدة والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.

وتشير تقديرات الخبراء الأستراتيجيين، أنّه لن تكون تجربة أفغانستان هي التجربة الوحيدة التي ارتدت نتائجها على واشنطن والرياض، بل هناك معطيات تدّل أن هذا الأمر لن يكون في صالح السعودية وأمريكا من عدة نواح، وسوف تفتح جبهة جديدة عليهم لا يمكن السيطرة عليها واحتوائها، وعلى ما يبدو في الآونة الأخيرة أصبح هذا الأمر مصدر قلق للمسؤولين ولوسائل الاعلام الغربية.

في الثمانيات من القرن الماضي، قامت واشنطن بالتعاون مع السعودية وجهاز الاستخبارات الباكستاني، بإعداد وتجهيز بعض المجموعات المسلحة في أفغانستان وتقديم الدعم لها، ولأن هذه المجموعات ذات التوجه الاسلامي تشكل تهديداً على أمريكا والسعودية، لذلك قاموا بإقحام هذه المجموعات بالحروب خارج الحدود، كما أنها شكّلت سداً يصعب العبور منه في وجه التحرك الروسي، لإيجاد نفوذ له في أفغانستان وفي منطقة النفوذ الامريكي، بالرغم من نجاح هذه المجموعات في منع مد النفوذ الروسي إلى المنطقة، لكن وبنفس الطريقة تشكلت مجموعات في قوالب ومسميات "طالبان" و"القاعدة"، وتحولت فيما بعد إلى أكبر تهديد أمني للأمن القومي الامريكي.

بعد مدة أعلن تنظيم القاعدة أن عدوه الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية، وخطط للقيام بعمليات انتحارية ضد القواعد الامريكية في السعودية، حيث استهدف قاعدة الظهران بتفجير كبير، لكن 11 أيلول 2001 م شكّلت العامل الرئيسي لقدوم جحافل الجيش الامريكي إلى المنطقة، ونشوب الحرب التي أطلق عليها بوش اسم "الحرب على الإرهاب".

استمرت الحرب على الارهاب في أفغانستان أكثر من عشر سنوات ولم تنته حتى اللحظة، بل أُجبرت واشنطن على إجراء محادثات مع حركة طالبان، وفي كل يوم تكون هناك اضطرابات أكبر مع الحكومة الباكستانية، من أجل تأمين الحماية لقوات الناتو، بل واستعانت الولايات المتحدة الأمريكية - وما قبل الربيع العربي بكوادر من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، هذا وقد أسرّ أحد كوادر هذا التنظيم المحترفين، لكاتب ومحرر هذه السطور وناشر هذه السطور، وهو صديق شخصي له (كان قد اشترك في هذه المحادثات كوسيط وما زال) أثناء رحلة دينية مقدسة للحجّ الى مكّه عام 2009 م براً.

ومع وجود دور سعودي جدّي ومحوري في تأمين الدعم المالي لطالبان والقاعدة في أفغانستان، لكن هذه الجماعة تحولت إلى العدو الرئيسي لنظام آل سعود، وخلال السنتين الماضيتين وصل الحد بأيمن الظواهري، الذي أصبح زعيم القاعدة بعد أسامة بن لادن إلى الاعلان في تسجيل مصور: " أن النظام السعودي نظام فاسد" وطلب من المواطنين السعوديين القيام ضد هذه الحكومة الفاسدة وإسقاطها- الكلام للأرهابي الظواهري قدّس الله سرّه – لا لكاتب السطور ومحررها أعانه الله عليهم.

يحسب كاتب هذه السطور ويعتقد بقوّة، أنّ تواجد القاعدة في سورية، ذريعة لإعادة هيكلة هذا التنظيم مرة أخرى بعد 11 أيلول لعام 2001 م، وعلى ما يبدو أنّ الدعوة الأممية لقوات القاعدة للتوجه إلى سورية، ليست إلاّ محاولة من قبل هذا التنظيم الأرهابي، لإعادة بناء نفسه من جديد وتنظيم صفوفه في المنطقة واعادة انتشارها من جديد وبعد هجوم 11 أيلول لعام 2001 م.

تظهر التجربة الأفغانية أن إعادة بناء وتنظيم هذه المجموعة الأرهابية، على حدود أي دولة، سيعجّل أمر مواجهتها والتصدي لعملياتها أمراً غير ممكن تقريباً، وسيشكل هذا الأمر قلقاً كبيراً إذا عرفنا أن الدولة الجديدة التي وقع الاختيار عليها هي سورية، التي لها حدود مشتركة مع الأراضي المحتلة.

واستناداً لما أعلنه زعيم القاعدة وبخلاف كل التوقعات، ليس الهدف الرئيسي لهذا التنظيم إسقاط النظام السوري فقط، بل يسعى أيضاً لإسقاط حكومة آل سعود.
River to Sea Uprooted Palestinian  
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: